كانت سنداً وعوناً لزوجها النبي الكريم ــ | ــ

خديجة بنت خويلد..المرأة العظيمة

“النساء شقائق الرجال”، وقد قال تـعـالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.
فالرجل والمرأة مخلوقان من نفسٍ واحدة، قال المفسرون في تفسيرها أي: يا أيها الناس خافوا الله والتزموا أوامره، واجتنبوا نواهيه؛ فهو الذي خلقكم من نفس واحدة هي آدم عليه السلام، وخلق منها زوجها وهي حواء، ونشر منهما في أنحاء الأرض رجالا كثيرًا ونساء كثيرات، وراقبوا الله الذي يَسْأل به بعضكم بعضًا ،واحذروا أن تقطعوا أرحامكم، إن الله مراقب لجميع أحوالكم. وقد أمر الإسلام بإكرام النساء و معاشرتهن بالمعروف، ومعرفة حقوقهن، وحث النبي الكريم ــ صلى الله عليه وسلم ــ على التعامل معهن بمثالية تتجاوز الوقوف عند أداء الحقوق إلى إحسان العشرة، فقال صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء خيراً”، وقال عليه الصلاة والسلام: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”.
وسأذكر في هذا الموضوع مواقف عظيمة لنساء عظيمات، للاستفادة من سيرهن ومعرفة فضلهن، ولمعاتبة أنفسنا المقصرة.
والموقف الأول لامرأة عظيمة هي زوج النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وإليكم القصة:
كان صلى الله عليه وسلم يخلو بغار حراء وهو الجبل الذي عن يمين الداخل إلى مكة من طريق الطائف الشرائع، فيتعبّد فيه حتى نزل عليه الوحي هناك فجاءه جبريل فقال له: “اقرأ”، فقال النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ “ما أنا بقارئ”، يعني لا أحسن القراءة لأن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب حتى نزل عليه الوحي.وتفسير المعنى للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - قال ما أنا بقارئ وفي الثالثة قال له جبريل: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}، فرجع النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ إلى أهله يرجف فؤادُه لما رأى من الأمر الذي لم يكن معهوداً له من قبل فقال لخديجة لقد خشيت على نفسي فقالت رضي الله عنها: كلا والله ما يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكلَّ وتُكسِب المعدوم وتُعين على نوائب الحق.
يا لها من كلمات قالتها تلك المرأة العظيمة: كلا والله ما يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكلَّ وتُكسِب المعدوم وتُعين على نوائب الحق.
إنها كلمة المرأة الواثقة بالله، وكذلك العالمة بزوجها وخصاله الحميدة، وأن الله لا يُخزي من كانت تلك صفاته.
إنه موقف امرأة عظيمة لم تتلعثم، ولم تتحير، بل كانت سنداً وعوناً لزوجها النبي الكريم ــ صلى الله عليه وسلم ــ قبل بعثته وبعدها، آمنت به وصدقته ونصرته.
وقد عرف لها النبي الكريم ــ صلى الله عليه وسلم ــ فضلَها، فكان يُكرمها في حياتها ويذكرها بعد مماتها، ويعرف لها قدرها، وبعد وفاتها كان يُكرم أهلها ومن يكون من طرفها من قرابتها وأهل ودها.
اللهم ألهم نساء المسلمين أن يقتدين بأمهات المؤمنين، وأن يكنّ عوناً لأزواجهن على أمور الدنيا والدين.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024