باية حسين أصغر محكوم عليه بالإعدام

النضال المزدوج

سلوى / ر

المجاهدة باية حسين واحدة من المناضلات النشطات إبان ثورة التحرير الوطني، لعبت دورا هاما في إرعاب فرنسا الاستعمارية، حيث يعود إليها الفضل، إلى جانب المناضلين والمناضلات في التفجيرات التي هزت أوكار الاحتلال، في معركة الجزائر، بما أنها كانت تنتمي إلى شبكة واضعات القنابل.

ابنة القصبة بالعاصمة، ولدت المناضلة باية في 20 ماي 1940، ومنذ نعومة أظافرها اختارت التجنيد الكلي من أجل القضية الجزائرية، حيث لم تتوان في الالتحاق بصفوف المناضلين والمناضلات وهي صغيرة السن لتبدأ نشاطها الجهادي عن قناعة وعزم وهي تردد مقولة أن الإنعتاق من الاستعمار لا بد أن يمر عبر التضحيات حتى لو قدمت نفسها قربانا للحرية مثلما فعلته العديد من المناضلات والشهيدات.
نشاطها المكثف الذي كانت تقوم به لفت إليها أعين المستعر، حيث ألقى عليها القبض في 28 فيفري وزج بها في سجون الاحتلال وتمت محاكمتها بطريقة صورية وبالإعدام لتكون بذلك أصغر محكوم عليه بأقصى العقوبة ولم يتجاوز سنها 17 سنة، وكان ذلك في 20 جانفي 1959، ثم أعيدت المحاكمة بعد الطعن، ليتم تخفيض العقوبة إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، مكثت في السجن إلى غاية سنة 1962 تاريخ الإعلان عن الاستقلال.
لم يتوقف نضال المجاهدة باية حسين بعد استرجاع السيادة الوطنية بل واصلت نضالا من نوع آخر ألا و هو الدفاع عن حقوق و مصالح المرأة، بعد أن لاحظت تنامي قوة مضادة، كانت تعمل على تهميش دور المرأة للمساهمة في بناء جزائر قوية بسواعد أبنائها وبناتها دون تمييز بينهما، ساعدها في هذا النضال حصولها على مقعد نيابي في المجلس الشعبي الوطني، منبر استغلته لإسماع صوت المرأة الذي كان خافتا ولم تتح له الفرصة للتعبير عن موقفه من عدة قضايا وملفات تهم الجزائرية، وكانت في مقدمتها قانون الأسرة الذي أثار زوبعة نسائية دون أن تتمكن من الوقوف ضد هذا القانون، حيث تمّ تمريره من طرف حزب جبهة التحرير الوطني التي كانت تنتمي إليه باية حسين، مفضلة الانسحاب من البرلمان، ومن الحزب الأفلاني لمواصلة النضال عبر منابر أخرى.
باية حسين التي تعد واحدة من رموز النضال النسوي في ثورة التحرير الوطني كانت أيضا مدافعة شرسة عن المرأة بصفة عامة، قبل أن تتوفى عن عمر يناهز الـ60 سنة، وكان ذلك في سنة 2000 في الخارج، حيث نقل جثمانها إلى أرض الوطن في صمت، لتدفن وترحل إلى دار الحق مثلها مثل العديد من المجاهدين والمجاهدات، الذين ضحوا بكل شيء جميل، دون أن تكلف الجهات المعنية نفسها عناء رد الاعتبار لنضال المجاهدين، ومن بينها باية حسين التي يصفها من عرفوها في الجهاد بأنها كانت مثالا يقتدى به في العزيمة والإصرار على التجنيد التام للنضال من أجل قضايا كانت تؤمن بها إلى حد النخاع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024