تعتبر الدكتورة، ميس عبسي، الباحثة في علم الجراثيم والفيروسات بجامعة بريطانيا، أن هناك «إجراءات هامة يجب أن نقوم بها بعد التعافي من الكوفيد حتى لوكانت الإصابة متوسطة الشدة وحتى بعد عدة أشهر من التعافي وتتمثل في قياس سكر الدم» كما أشارت إلى هذا الأمر في وقت سابق لذلك، «وهي تصر على التذكير بشكل مستمر بخصوص ما يسمى الكوفيد طويل الأمد والأعراض المستمرة عند بعض الأشخاص المتعافين وعلى رأسها مشاكل تتعلق بتخثر الدم وتراجع الوظائف الذهنية وارتفاع سكر الدم».
وفي هذا الخصوص، بحسبها إن هناك «كثير من الدراسات أشارت إلى حدوث داء السكري حتى عند الأشخاص الذين تكون إصابتهم متوسطة الشدة ولم يكن لديهم عوامل خطورة. هذا لا يعني أن أي شخص يصاب بالكوفيد سيصاب بداء السكري ولكن قد تظهر الإصابة عند البعض».
كما تحدثت في مقال لها عن «آخر الدراسات التي تضمنت ما يقارب 180000 شخص تعافوا من الكوفيد تشير إلى زيادة حدوث الداء السكري بنسبة 40% وقد ظهرت الإصابة بشكل متأخر، وذلك بعد حوالي عام من التعافي.» ومن خلال هذا البحث تبين «أن نسبة الإصابة من داء السكري من النمط الثاني أعلى من النمط الأول»، بينما توصل الباحثون في دراسة أخرى إلى «أن زيادة الإصابة بداء السكري من النمط الثاني كانت بنسبة 28% وتضمنت عينة 35000 شخص».
وفيما يخص الآلية المستعملة خلال البحث تقول الباحثة، إنها «كانت متعددة أبرزها تفعيل عوامل الالتهاب المعروفة بالسيتوكينات والتي تسبب أذية لخلايا بيتا التي وظيفتها إفراز الأنسولين، كما يقلل من استجابة النسج للأنسولين المفرز»، لذا تنصح الدكتورة ميس عبسي إنه «من الضروري بعد التعافي من الكوفيد حتى بعد مرور عدة أشهر إجراء تحاليل للتحقق من سكر الدم، وخاصة إذا كانت لديك أعراض مثل التعب المستمر وكثرة التبول والعطش وغيرها».