الآجال البعيدة للعلاج الإشعاعي تطرح إشكالا مستمرا

مراكز معالجة السرطان تواجه مشكل التكفل بالمصابين

صونيا طبة

تطرح آجال انتظار مرضى السرطان للحصول على مواعيد العلاج بالأشعة إشكالا مستمرا بسبب الوضع الصعب الذي يعيشه المصابون بالداء في مراكز علاج السرطان العمومية، لعدم تمكنهم من الاستفادة من جلسات العلاج الإشعاعي إلا بعد مدة طويلة تصل إلى 6 أشهر أو أكثر، مما قد يرهن حياتهم ويؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية.
ما تزال مراكز معالجة السرطان الموجودة عبر الوطن تتخبط في نفس الظروف منذ سنوات عديدة وعاجزة عن التكفل بجميع المرضى الذين يتوافدون عليها للحصول على مواعيد إجراء العلاج الإشعاعي التي تبقى مؤجلة، وينعكس ذلك سلبا على الوضع الصحي العام للمرضى ويؤثر على نفسيتهم، خاصة وأن هناك حالات تستدعي العلاج بالأشعة بشكل عاجل ولا تحتمل الانتظار.
ويعاني مرضى السرطان، لاسيما النساء المصابات بسرطان الثدي، من مشكل عدم الحصول على مواعيد قريبة للعلاج الإشعاعي، نظرا لتزايد حالات الإصابة بهذا النوع من السرطان بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما يجعل حياة الكثير من المريضات في خطر، باعتبار أن التأخر في تلقي العلاج الإشعاعي بعد الانتهاء من العلاج الكيميائي والجراحي قد يؤدي، بحسب الأطباء والمختصين، إلى تدهور حالة المصاب من جديد وانتشار المرض في أجزاء أخرى من الجسم.
ويضطر بعض المرضى لدفع مبالغ خيالية إلى مراكز خاصة بغرض الاستفادة من جلسات العلاج الإشعاعي في الوقت المحدد وتفادي أي تأخير قد يرهن حياتهم ويؤدي إلى تدهور صحتهم، في حين أن الإمكانات المادية للكثير من المصابين بالسرطان لا تسمح لهم بتلقي العلاج لدى الخواص وكذلك يبقون عاجزين عن الحصول على مواعيد قريبة لدى المراكز العمومية حتى في مستشفيات موجودة خارج العاصمة التي تشهد أيضا اكتظاظا بالمرضى، خاصة بالنسبة لحالات سرطان الثدي، إذ تتجاوز فترة الانتظار لديهم 8 أشهر.
واشتكى الكثير من المرضى من صعوبة الحصول على أماكن في مراكز علاج السرطان، زيادة على أنهم مجبرون على التنقل إلى مراكز غير تابعة لولاية إقامتهم، حيث يواجهون مشاكل أخرى تتعلق بالإيواء، وعادة ما يلجأ المصابون بالسرطان إلى طلب المساعدة من المحسنين والجمعيات الخيرية المحلية لتمكينهم من العثور على مكان للمبيت مع مرافقيهم.
وتستمر مشاكل مواعيد العلاج الإشعاعي البعيدة الآجال، بالرغم من حرص الحكومة على إيجاد حلول للعراقيل التي تواجه مرضى السرطان في رحلتهم مع العلاج والسعي لتسخير كل الإمكانات المادية والبشرية لبعث البرنامج الوطني لمكافحة السرطان، في إطار السياسة الصحية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي يضع من أولوياته الوطنية الاهتمام بمرضى السرطان.
ولضمان التكفل الأمثل بمرضى السرطان، كانت وزارة الصحة قد أعلنت إطلاق منصة رقمية موجهة لتقليص آجال مواعيد العلاج بالأشعة والتي تعد مكسبا هاما للمرضى من أجل وضع حد للمعاناة التي يعيشها مرضى السرطان في البحث عن موعد لإجراء العلاج بالأشعة.
يذكر، أن هذه المنصة الرقمية الجديدة الموضوعة تحت تصرف 14 مركزا للعلاج بالأشعة موزعة عبر التراب الوطني ستكون عملياتية في مرحلة أولى على مستوى أربعة مراكز أنموذجية وهي عنابة وبشار وسطيف وأدرار وهي كفيلة بتقليص آجال المواعيد وكذا بتقريب المرضى من مراكز العلاج بالأشعة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024