يمكننا اعتبار التعب نوعا من التسمم، فعندما تعمل عضلات الجسم، فإنها تفرز حامض اللبنيك، فإذا تم انتزاع هذا الحامض من العضلة المتعبة يصبح بإمكانها العمل ثانية، وهناك مواد ينتجها الجسم خلال النشاط العضلي تعرف باسم “سم التعب”، يحملها الدم عبر الجسم بحيث يشعر الجسم كله بالتعب، خاصة الدماغ، وليس العضلة نفسها فقط. هناك أمر مهم يجب أن تعرفه حول الراحة، فالشخص الذي يجتهد ويعمل لساعات طوال على مكتبه ليس بحاجة للاستلقاء والتمدد عندما يتعب، ولكن يلزمه الخروج ليتمشى في نزهة، كما أن التلاميذ عندما يعودون إلى البيت من المدرسة يشعرون بالحاجة إلى الخروج فورا للعب، وليس للخلود للراحة، وهذا بسبب احتباس النشاط العضلي لمدة مطولة، مما يستدعي الحركة بدل الراحة.. والسبب في ذلك هو إذا كان جزء من الجسم تعبا كالدماغ، أو اليدين، أو الساقين، أو العينين، فإن أفضل طريقة لجعل هذا الجزء يشعر بالانتعاش ثانية هي جعل سائر أجزاء الجسم نشيطة، أي بإمكاننا أن نستريح بواسطة النشاط عكس ما هو معروف حول إزالة التعب بالخلود للراحة، لأن النشاط يزيد من التعرّق، والدم يدور أسرع من المعتاد، وتصبح الغدد أكثر نشاطًا، وتفرز الفضلات من الجزء المتعب من الجسم ويزول معه “سم التعب” عن الجسم.
