مديرة المؤسّسة العمومية للصحة الجوارية بباب الوادي..نادية جيلي:

عدوى الأنفلونزا الموسمية في ارتفاع

حوار: نضيرة نسيب

 نقف اليوم، عند الوضعية الصحية الخاصة بفيروس الأنفلونزا الموسمية بالنظر لارتفاع عدد الحالات المسجلة على مستوى مصالح الكشف التابعة للمراكز الاستشفائية المتواجدة عبر الوطن، ما يؤكده مؤخرا إصابة عدد كبير من المواطنين لاسيما لدى كل الفئات العمرية، بالرغم من موازاة ذلك مع عملية انطلاق الحملة الوقائية ضد فيروس الأنفلونزا المبرمجة هذه السنة، بداية من شهر أكتوبر الماضي، من طرف وزارة الصحة بهدف حماية الفئات الهشة بالدرجة الأولى من الإصابة بتعقيدات خطيرة، بحسب ما أوضحته في هذا الحوار نادية جيلي، مديرة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية باب الوادي.


الشعب: ما الهدف من الإجراء الصحي الخاص بحملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية المبرمج من طرف وزارة الصحة مؤخرا؟
 مديرة المؤسّسة العمومية للصحة الجوارية بباب الوادي نادية جيلي: ما يجب أن يعرفه المواطنون كمجتمع مدني وكعمال الصحة، أن الأنفلونزا الموسمية فيروس متنقل وسهل الانتشار عن طريق العدوى مما يشكل خطرا على الصحة العمومية بحيث تسجل من 3 إلى 5 ملايين حالة خطيرة من بينها 260 إلى 290 ألف حالة وفاة سنويا عبر العالم، وهذا ما يجعل وزارة الصحة تضع برنامجا خاصا بالتلقيح ضد هذا الفيروس ينظم كل سنة حماية لصحة المواطنين. ففي هذه الفترة من السنة يعرف لدى الجميع بأنها فترة يسجل فيها عدد كبير من الإصابات بفيروس الأنفلونزا الموسمية على مستوى المصالح الاستشفائية حيث حرصت كعادتها وزارة الصحة على تنظيم حملات صحية وقائية بالدرجة الأولى، انطلاقا من أواخر شهر أكتوبر الماضي بهدف تثقيف وتوعية المواطنين بأهمية السلوكيات الوقائية التي توفر لهم حماية أمام مختلف الإصابات الفيروسية المؤهلة للانتشار بسرعة، والتي قد تتسبّب في تعقيدات خطيرة بإمكانها أن تهدّد حياة الفئات الضعيفة صحيا بأعداد كبيرة في المجتمع.
ما هي أهم الفئات المعنية بالتلقيح المجاني على مستوى المؤسّسات العمومية للصحة الجوارية؟
 تعمل وزارة الصحة على حماية المواطنين من مضاعفات هذا الفيروس عن طريق برمجة حملات تلقيح ضد الفيروس ـ الذي يمكنه أن يكون قاتلا عند بعض الأشخاص الذين يحملون أمراض مزمنة ـ كما سبق وأن ذكرت والأولوية تكون لأمراض القلب والأمراض الصدرية وأمرض الحساسية ومرض السل ومرض السكري ومرض السمنة، أمراض الكلى، الأمراض المناعية مثل السيدا وأيضا النساء الحوامل وأمراض أخرى وكذا مستخدمي قطاع الصحة الذين يكونون معرضين لهذه الإصابة بالنظر لاحتكاكهم بالمواطنين، وهم بذلك محاطون بالعدوى في مكان عملهم، كما يمكنهم أن يكونوا ناقلين لها.
ما هي الوسائل المادية الموظّفة لإنجاح الحملة؟
 تعتبر المؤسسة العمومية للصحة الجوارية أوّل نقطة يتجه إليها المواطن في حالة إصابته بأي عارض صحي، وبما أننا نعمل على التقرب من المواطن وتوعيته والحفاظ على صحته، عمدت وزارة الصحة في مخططها الوقائي إلى وضع كل الوسائل في خدمة هذه المؤسسات لاسيما من خلال تجهيز هياكلها الصحية بكل الأجهزة والوسائل التقنية والمادية والبشرية منها: الطاقمان الطبي وشبه الطبي اللذان يسهران على تقديم توجيهات ونصائح للمواطنين بخصوص فائدة التلقيح من ناحية حمايتهم من مختلف التعقيدات الصحية نتيجة الإصابة بالفيروس، وبالتالي حماية محيطهم من العدوى.
كيف يمكن للمواطنين اقتناء اللّقاح؟
 هذا يدخل في نطاق التغطية الخاصة بالحملات الوقائية، ولهذا كان لابد من توفير اللقاح بصفة مجانية على مستوى هذه الهياكل حتى يكون في متناول كل الراغبين في التلقيح خاصة الفئات الهشة المذكورة سابقا. كما سبق وأن ذكرت آنفا توفير اللقاح للمواطنين يدخل في حماية صحتهم ويكون ذلك بطريقة مجانية من خلال الحملة المنظمة من طرف وزارة الصحة، وهذا أمر معهود ككل سنة، كما هو الحال بالأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، فعلى هؤلاء سوى التوجه إلى أقرب مؤسسة عمومية للصحة الجوارية من مقر سكناه للاستفادة بكل أريحية من التلقيح وبصفة مجانية، كما أعطت الوزارة ترخيصا لأصحاب الصيدليات حيث سمحت لهم بتلقيح المواطنين الراغبين في ذلك حتى يتمكنوا من الاستفادة أيضا من تعويض ثمنه عن طريق الضمان الاجتماعي إذا كانوا من المنخرطين فيه مسبقا.  
هل ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس له علاقة بالكوفيد؟
 لا ننكر أننا لازلنا نسجل بعض من الحالات خاصة بفيروس كوفيد على مستوى المؤسسة الإستشفائية، بعد الكشف وإجراء الاختبار تصنف في خانة الكوفيد، لكن عدد هذه الإصابات يمثل نسبة ضعيفة جدا، بفضل تلقيح الأشخاص ضد الفيروس، إلا أننا في هذه الفترة في وضعية يمكن أن نقول عنها وبائية لكن بصفة موسمية ولم تخرج لحد الآن عن نطاق ذلك وتبقى مرتبطة بفيروس الأنفلونزا الموسمية، والأمر طبيعي إلا أن تزايد الحالات عند الفئة الهشة والأطفال تعود إلى عدم احترام أدنى القواعد الصحية من طرف عدد كبير من الأشخاص الذين يتسببون في ذلك، ويبقى الكشف الطبي هو الوحيد الذي يساعد على تحديد حالات الإصابة والتفريق بين ما هو إصابة بفيروس أنفلونزا موسمية أو بما هو كوفيد، بعد اللجوء إلى الكشف الطبي طبعا.
بماذا تنصحين المواطنين؟
 أريد تنبيه المواطنين الى أمر مهم جدا، إن الشخص العادي لا يمكنه أن يفرق بين الأعراض الخاصة بالأنفلونزا وأعراض الكوفيد نحن تابعين لقطاع الصحة ولا نقوم بالمداواة الذاتية بل نعرض حالتنا على الطبيب، لذلك يجب على المصاب التوجه إلى الطبيب الذي يقوم بالمعاينة ويقدم له العلاج المناسب، بعد تحديد نوعية الإصابة، والتأكد إذا كان الأمر متعلق بحالة أنفلونزا أم كوفيد، هذه الخطوة تمنع انتشار أيا منهما لأن كل فيروس ممكن أن ينتقل عن طريق العدوى، لذلك نؤكد على الالتزام بالإجراءات الوقائية في حالة الإصابة بأي عرض من هذه الأعراض لكي نتفادى حالة وبائية غير متحكم بها، ولكي لا نعرض المحيطين بنا إلى خطر العدوى أولهم أفراد العائلة، الذين يتوجب علينا حمايتهم بتوفير اللقاح لهم بكل سهولة حتى نحميهم من عواقب الإصابة بالفيروس الموسمي أو الكوفيد لأن اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية يمنح حماية من الإصابة الشديدة بالكوفيد، وهذا ما تبيّن من تجربتنا في القطاع الصحي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024