مبادرة مميزة لجمعية مرضى السكري لولاية الجزائر:

توزيع أجهزة استشعار الجلوكوز على الأطفال المرضى

نضيرة نسيب

 باشر أعضاء جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، تجربة مميزة، تتمثل في تنظيم عملية توزيع مجاني لأجهزة استشعار الجلوكوز CGM على عدد من الأطفال المرضى المصابين بالسكري من النوع الأول باستخدام تطبيق يسمح للمسجلين فيه بالاستفادة مجانا من هذا الجهاز مع متابعة مستمرة لتغيير كل مستلزماته على مستوى مكتب الجمعية تمتد إلى ستة أشهر.

تسعى جمعية مرضى السكري من خلال هذه العملية المتواصلة إلى غاية تحقيق الهدف المسطر من ورائها والذي يتمثل في جعل إمكانية استفادة مرضى السكري من كل الوسائل الصحية الحديثة حتى تكون متاحة لجميع المرضى تحت غطاء التأمين الاجتماعي في مستقبل غير بعيد.

الآلة ولوازمها.. مجانًا..

 بالعودة إلى تصريح لرئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر فيصل أوحادة الذي أبرز من خلاله الغاية من المبادرة المنظمة والتي تهدف في مرحلة أولى إلى تحقيق استفادة مجموعة من الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأوّل من جهاز قياس نسبة السكر في الدم بدون وخز CGM يعاد استبداله كل عشرة أيام بمقر الجمعية على امتداد ستة أشهر.
 وتتواصل عملية توزيع الجهاز على فئة الأطفال المرضى حتى يتسنى لهم في حدود ما هو متوفر حاليا الاستفادة من هذه الآلة وكل لوازمها وعبواتها مجانًا حيث توفرها الجمعية لمدة ستة أشهر مجانا، تفتح على مداها الجمعية أبوابها كل يومي ثلاثاء وخميس حتى يتمكن المرضى الذين استفادوا من الجهاز لشحن عبواته مجانا كل عشرة أيام حيث تم وضع وتوفير آلات قياس نسبة السكر في الدم بدون وخز لفائدة 13 طفلا على مستوى مكتب الجمعية وتبقى مجانية كلها وعلى عاتق الجمعية.

 الاستفادة من مراقبة مستمرة..

في لقائنا مع سارة وهي في مقتبل العمر، 15سنة، مصابة بالسكري من نوع الأول، تعاني من اضطراب في نسب السكر لديها في شهر رمضان. تقول إنها تعرفت على الجهاز لأول مرة من خلال منتدى نظمته مؤخرا الجمعية وقد أتيحت لها الفرصة لتجربته في نهاية رمضان وكانت المريضة يومها جد سعيدة بتحصلها على فرصة استخدام هذا الجهاز الذي سيسمح لها بأن تعتني بصحتها بطريقة بسيطة وتتمنى أن يوفر الجهاز لكل المرضى مثلها مثل الذين هم في حاجة ماسة إليه وذلك بصفة مجانية أي بنسبة تعويض وتغطية اجتماعية تصل الى 100بالمئة  لما لا حتى تتمكن كل فئات المرضى المصابين بالسكري من الاستفادة أيضا خاصة أولئك الذين يعانون من عدم استقرار نسب السكر في الدم لديهم.  ففي حالة تسجيل هبوط يمكن للمصاب أن يفقد حياته، وهذا ما حدث لهذه المريضة مرات عديدة كادت تفارق فيها سارة الحياة حيث دخلت في غيبوبة نجت منها بأعجوبة في كل مرة، ولهذا تعتبر المريضة توفير هذا الجهاز في الصيدليات حاجة ملحة عبر مختلف الصيدليات في كل مناطق بلادنا.

جهاز بسيط لحماية حياة المرضى

من جهته أوضح مهندس الطب الحيوي مدير عام مؤسسة  أ. د. ف.  بيوميديكال موسى بن إدير لجريدة “الشعب” أن آلة قياس نسبة السكر في الدم بدون وخز  CGM منتوج طبي حديث متوفر في الأسواق العالمية أثبت فعاليته في الدول المتطورة، يساعد مرضى السكري على قياس نسبة السكر بدون انقطاع وبدون وخز بالإبر، كما اعتاد عليه هؤلاء المرضى، ويسمح الجهاز بإمداد المريض بمعدلات السكر لديه 24 ساعة على 24 ساعة، على امتداد أسبوع كامل بدون وخز عن طريق الإبر بفضله يستطيع أن المريض أن يتحصل على 480 كشف في 24 ساعة ما يعادل 480 فحص دم   عن طريق الإبر حيث بإمكانه إعطاء المريض نسبة الغلوكوز السكري لديه كل 10 ثوان، وكل ثلاثة دقائق قيمة تركيز الأكسجين في السائل الداخلي الكيسي في الدم.
 وأضاف الدكتور بن إدير أن هذا الجهاز مناسب للأشخاص المرضى الذين يعانون من سكري غير مستقر خاصة في حالات تسجيل هبوط مفاجئ لنسب السكر لديهم وأخطرهم عندما يكون الشخص نائما لأن بإمكانه أن يفقد حياته دون أن يشعر بحالته أحد ومن مميزات هذا الجهاز إمكانية وصله أو ربطه بجهاز الهاتف عن طريق استخدام تقنية البلوتوت الذي يسمح ببرمجته لتنبيه المريض في حالة تسجيل هبوط مفاجئ لسكر الدم لديه لنسبة منخفضة عن 0,60 مغ مثلا بعد ضبط الجهاز عند هذه النسبة فإذا كان تم تسجيل انخفاض إلى أقل من ذلك عندها  يمكن أن يكون المريض نائماـ كما سبق وأن ذكرت ـ فيقوم الجهاز بتنبيه المصاب.

 توفير غطاء اجتماعي للمرضى   
 أما فيما يخص كيفية وضعه على جسم المريض لاسيما في منطقة الذراع أو على البطن، يقول الطبيب، إن استعماله سهل، وتمتد مدتها من 14 إلى غاية 16 يوما ويستطيع الشخص أن يستحم بدون نزعه طيلة هذه الفترة، وهو يماثل نفس عمل الجهاز المستخدم عند مرضى القلب. وذكر ممثل الشركة بسعيها المتواصل إلى جعل المنتوج متوفر لدى المرضى في كل أرجاء الوطن مع طرح إمكانية إدخاله في نظام التعويضات لصندوق الضمان الاجتماعي حتى يتمكن من إقتنائه أكبر عدد من المرضى علما أنه معتمد في أنظمة الضمان الاجتماعي لدول عديدة في العالم وقد أثبتت نجاعته ولما لا يكون كذلك بالنسبة لبلدنا حتى يتسنى لكل المرضى الاستفادة منه خاصة لدى فئتي الأطفال والنساء الحوامل.. في مرحلة أولية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024