نصيحة الطبيب

حذار من خطورة العلاج بالأعشاب..

نضيرة نسيب

 يشرح أخصائي أمراض الكلى الدكتور عبد الكريم زعابطة في هذا الموضوع خطورة العلاج بالأعشاب دون استشارة الطبيب لأنها يمكن أن تضر بصحة مستعمليها أكثر من تقديم النفع لهم.
 يقول الدكتور عبد الكريم زعابطة، إن كثير من الأشخاص يقتنون الأعشاب المختلفة التي تباع في محلات العطارة أو بعض الدكاكين الصغيرة، أويمكن أن يجدونها عند بعض الباعة المتنقلين الذين يفترشون الأرض، ويبيعون أكياس أو عبوات مختلفة بها أعشاب مطحونة متنوّعة، على أساس استخدامها في علاج الكثير من الأمراض مثل: المغص- الإسهال- الإمساك- السكري- السعال- المرض الكبدي- أمراض الكلى… وغيرها.
 مما يجعلنا نطرح بحسبه التساؤلات التالية:
ما هي أضرار تلك الأعشاب؟ وهل هي تصلح لجميع المرضى في مختلف الأعمار؟ وهل استخدامها آمن وبأي كمية؟
هل يمكن التأكد من حقيقة المادة الفعالة الموجودة في تلك الأعشاب، هل حقا أنها سبب فعلاً للعلاج؟ أم أن هناك مخاطر؟ وإن كانت هناك خطورة .. فأين تكمن تلك الخطورة؟
 في سياق إجابته على هذه التساؤلات المهمة، يوضح الطبيب الخطورة التي  تأتي من أن هؤلاء الباعة قد يبيعون المرض بدلاً من العلاج!! علما أن هناك بعض الأعشاب لها تأثيرات طبية علاجية حقيقية بالفعل، لكنها في ذات الوقت قد تسبب أضرارا جانبية خطيرة وضارة بسبب عدم تواجد المادة الفعّالة بصورة نقية واحتمالية أن تكون مختلطة معها مواد ذات آثار جانبية ضارة فيحدث الضرر من حيث أريد النفع!!
أضف إلى ذلك أنه يعتبر علاج بدون تحديد الجرعة المناسبة لكل مريض بحسب درجة مرضه أو شدته.
 ويقول الأخصائي على سبيل المثال لو افترضنا أن عشبة معينة تستخدم في تخفيض نسبة السكر في الدم، فهل كل مرضى السكري لهم نفس نوع المرض أو عندهم نفس نسبة السكر بالدم التي ينبغي تخفيضها بدرجة معينة؟
بالطبع لا… فكيف يأخذ كل المرضى نفس الجرعة من الدواء؟ أو ما هي الحدود الواجب مراعاتها في الاستخدام؟ ومتى يتوقف المريض عن تناول الأعشاب ومتى يعرف أنه لو أفرط في استخدامها فسوف تضرّه؟
 وينبّه الدكتور إلى أن المادة الفعّالة الموجودة بالأعشاب تتأثر بطرق التخزين، فقد تتأثر بدرجة الرطوبة أو بدرجة الحرارة، وطبيعة المادة الفعّالة تختلف من مادة لمادة أخرى: فمثلاً بعضها قد يذوب في الماء وبعضها لا يذوب في الماء، لكن في مذيب آخر مثل الزيت أو غيره.. وبالتالي تختلف كمية المادة الفعالة المستخلصة من الأعشاب بحسب طرق التخزين وحسب طرق استخلاصها   وبالتالي لا نضمن وصول المادة المعالجة بنسبة معينة ثابتة تكفي لعلاج مرض ما.
إضافة إلى ذلك يعتقد المريض بحسب الدكتور زعابطة أنه يتناول دواء الأعشاب، بينما المادة الفعّالة تم تدميرها بسبب التخزين السيئ، ويكف المريض عن متابعة الطبيب، فيسبب ذلك تأخرا في علاج حالته المرضية وتدهور صحته.
 في الأخير يقدم الدكتور زعابطة نصيحة جد هامة لكل من يفكر في إقتناء مثل هذه الأعشاب بعدم التردد في استشارة الطبيب المعالج قبل القيام بذلك.

 المصدر: أخصائي أمراض الكلى
 الدكتور عبد الكريم زعابطة

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024