تعرّف على حساسية الصّيف لدى الكبار والصغار

نضيرة نسيب

تنتشر الإصابة بالحساسية في هذه الأيام الصيفية المعروفة بارتفاع درجات الحرارة مسجلة معها ارتفاعا محسوسا لدرجات الرطوبة، ما قد يتسبب لدى عدد كبير من الأشخاص في حدوث حالات معقدة توصف بعدم الارتياح جراء عوامل عديدة من بينها المكيّفات الهوائية خاصة لدى الأطفال الصغار.

تحدث الإصابة بالحساسية التي يمكن أن تصيب عددا من الأشخاص، على مدار أيام السنة أو بصفة فصلية، ويعدّ الأطفال من بين الفئة الأكثر تضررا لهشاشة أجسامهم الصغيرة، وقد تحدث نتيجة توفر عدة عوامل بيئية طبيعية أو ملوثة، وتكون أسبابها الرئيسة مختلفة من فرد إلى آخر، إن كانت إصابة تخصّ الكبار أو الصغار.

 عوامل بيئية طبيعية أو ملوّثة..

قال طبيب الأطفال، الدكتور العربي كريس، في حوار سابق مع جريدة «الشعب»، إن الحساسية المفرطة علميا عبارة عن ردّة فعل مناعية قصوى تحدث التهابات على مستوى عضو أو عدة أعضاء من جسم المصاب وهذا ما يمكن أن يحدث في مختلف الأعمار، سواء كان ذلك على مستوى الأنف، الحنجرة، الأذن، العينين والرئتين أو أي منطقة من الجلد، ويسمى العنصر المتسبب في الإصابة بـ»ألارجان» يمكن أن يكون هذا العنصر في البيئة المحيطة بالأشخاص مثل تلوثها بالدخان والغبار، الرطوبة وما ينتج عنها من تعفّن وكلها عناصر مليئة بالقراديات المعروفة باسم «أكاريان»، وقد تؤدي بعض المواد الغذائية إلى مثل الفراولة، الفول السوداني، الطماطم والبيض وغيره إلى أنواع خطيرة من الحساسية إذا لم تأخذ بعين الاعتبار وتمثل حبوب الطلع سببا آخر من الإصابة بالحساسية لأن هناك أشخاص لديهم فرطا تحسس لهذه المادة أو لبعض الحيوانات التي تنقلها مثل القطط، الكلاب والطيور بسبب حملها لجزيئات صغيرة تتسبب في حدوث الحساسية.

مواد كيميائية تؤدي إلى ضيق التنفس

وأضاف الطبيب في حواره أن هناك عوامل أخرى غير طبيعية تجعل بعض الأشخاص يشكون من أعراض الحساسية مثل أنواع عديدة من البخاخات التي تحوي مواد كيميائية معطرة للمحلات والبيوت والأجساد، وكذا مواد التنظيف بكل أنواعها، وهي تعد أيضا مضرة بالصّحة لما تسببه من أمراض خطيرة مثل سرطان الرئتين، وهذا ما يوازي خطر استهلاك التبغ عن طريق التدخين المباشر وغير المباشر، بالإضافة إلى الأدوية المختلفة والتي بإمكانها أن تتسبب في الحساسية القاتلة.
من جهة أخرى، استعمال الافرشة والأثاث واللعب المصنوعة من القطن، الصوف والريش، قد يؤدي إلى الإصابة بالحساسية المفرطة خاصة لدى الأطفال، مثلهم مثل الكبار، إذ يمكنها أن تظهر في الشهر الأول عند الرضيع في شكل طفح جلدي معروف بـ «اكزيما» الجلد، أما كما أنه في الشهر الثالث فيمنع إدخال أنواع محددة من الأغذية على وجبات الطفل مثل البيض لما يسببه من حساسية، وفي حالة ثبوت إصابته لا يتناول الطفل الرضيع هذه المواد إلى غاية بلوغه الشهر السادس، كما يلاحظ أيضا فرط أولي في الحساسية عند بداية سن الثلاث سنوات، وذلك مع تناول الرضيع حليب البقرة الاصطناعي.

أهمية الكشف المبكر لعلاج الحساسية..

أكد أخصائي طب الأطفال والحساسية في معلومات ذكرت في موضوع سابق على أن الأمر يستلزم الكشف المبكر عن العامل المتسبب وهو «ألارجان» الخاص بكل حالة من حالات الإصابة بالحساسية ولا يتحقق ذلك سوى عن طريق الفحص الأولي مع إجراء استجواب مدقق حول الوسط الذي يعيش ويعمل فيه المريض المصاب. وللتأكد فعلا من نوع الحساسية تجرى من طرف الاخصائي مجموعة من الاختبارات الجلدية للمريض للكشف عن مختلف الحساسيات المفرطة التي يمكن أن يتعرض لها المريض بحيث تتوفر لديه دون ظهورها مسبقا.
ويلجأ الأطباء إلى فحص الدم عن طريق تحليل مخبري مخصص لهذا الغرض لتحديد المادة المتسببة في الحساسية ليتم تحديد العلاج والدواء اللازمين. وتسجل حالات تتطلب أخذ تلقيحات خاصة بكل نوع كما هو الحال بالزكام الناتج عن الحساسية المفرطة، وهذا للتخفيف من حدّة الإصابة المتكررة والمتعبة خاصة في فصل الربيع والصيف مع انتشار حبوب الطلع ومن الضروري بعد تحديد العنصر المتسبب في الحساسية القيام بعزله نهائيا من خلال توفير إطار معيشي صحي للمصاب داخل محيطه لا سيما داخل بيته أو في مكان العمل والابتعاد عن العامل المتسبب في الحساسية ما يمثل بحسب الاخصائي أمثل وقاية وعلاج في نفس الوقت.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024