تعتبر أخصائية الأمراض الجلدية، الدكتورة عتيقة الطبور هادي أنه من الضروري في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على الجلد خاصة وجسم الإنسان بشكل عام، معرفة كيفية الوقاية من أشعة الشمس بالنظر لما يمكن أن تُحدثه من أضرار في حالة التعرض للحروق الجلدية لاسيما عند التعرض لضربة الشمس.
- الشعب: كيف تحدث الحروق الجلدية؟
د.عتيقة الطبور هادي: أسباب الحروق معروفة قد تحدث نتيجة التعرض لمصدر حراري، أو عند التعرض لتيار كهربائي أو كيماوي لكن موضوعنا اليوم يتطرق إلى الحروق الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، وهي تعتبر خطيرة كلما كانت المساحة المصابة كبيرة على مستوى الجلد. علما أن الحروق تنقسم إلى درجات عديدة، ففي المرتبة الأولى نسجل حروقا من الدرجة الأولى وهي حروق سطحية بمعنى تمس الطبقة السطحية للجلد تشفى من ثلاثة إلى سبعة أيام نحن نعلم أن الجلد مكون من ثلاث طبقات: البشرة، الأدمة وأنسجة تحت الجلد l’hypoderme.
فيما يخص الحروق من الدرجة الثانية فهي تأتي في المرتبة الثانية وقد تصل إلى الأدمة وهي نوعان وتكون إما عميقة أو غير عميقة وتحدث فيها فقاعات وتحتاج إلى ثلاثة أسابيع لغاية الشفاء التام والالتئام وإذا تجاوزت هذه المدة -وهذا ما قد يحدث في بعض الحالات حيث يصعب الشفاء منها- ففي هذه الوضعية قد تحتاج الحالة إلى تدخل جراحي.
أما في المرتبة الثالثة تصنف فيها الحروق من الدرجة الثالثة فهي قد تمس طبقة الأنسجة أي ما تحت الجلد كما أن هناك حروق أخرى أيضا يمكنها أن تمس العضلات والعظام -لا قدر الله- إذا كانت شديدة وعميقة جدا.
- المتعارف أن أوّل خطوة كإسعاف أولي عند التعرض لحروق هو وضع المنطقة المصابة بالحروق تحت الماء الجاري من الحنفية، فيم تتمثل أهم الإسعافات الأولية في مثل هذه الحالة؟
كل الحروق تعتبر خطيرة إذا كانت المساحة المصابة كبيرة ومن بين أهم الإسعافات الأولية وضع اجزء المصاب من الجسم تحت ماء العين الجاري والبارد وذلك دون تأخير مباشرة بعد الحادثة ويفضل تركها لبضع دقائق كما يمكن استعمال كمادات من الماء البارد نسبيا على منطقة الجلد المصابة ويكون التئام الجلد أفضل عند الأطفال لكن الحروق بالنسبة لهاته الفئة تعتبر أخطر..
عادة ما تحدث حروق من الدرجة الأولى والثانية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والتعرض للشمس وإذا حدثت حروق من الدرجة الأولى يمكن علاجها في المنزل قد يكون الأمر كذلك في حالة الإصابة بالحروق من الدرجة الثانية من خلال العلاج المنزلي إلا أنه قد يستدعي الأمر اللجوء إلى طبيب في بعض الحالات، كما يمكن أن ينتج عن ذلك ندبات خاصة إذا كانت الإصابة عميقة وتكون أعلى أو أقل من مستوى سطح الجلد. أنبه إلى شيء مهم جدا هو تجنب استعمال الثلج البارد جدا والابتعاد عن التطبيب الذاتي ومراقبة الحروق والالتزام بالإرشادات الطبية الخاصة بكل نوع من الحروق.
- هل يمكن معرفة أهم الطرق الوقائية التي تحمي من الحروق الشمسية؟
تكون الوقاية من أشعة الشمس باستعمال واقي الشمس المناسب لنوع البشرة ولونها مع اجتناب التعرض لأشعة الشمس ما بين العاشرة صباحا والرابعة مساء بالإضافة الى ضرورة لبس ملابس فضفاضة قطنية ويفضل أن تكون ذات ألوان فاتحة حتى تعكس الأشعة وهكذا لتعمل الثياب كحاجز فيزيائي ضد أشعة الشمس، من المهم شرب كميات كبيرة من السوائل خاصة الماء فيما تتراوح من 2 إلى 3 لترات يوميا بسبب ارتفاع درجات الحرارة خاصة مع تصبب العرق الزائد في فصل الصيف.
كما أنه من الضروري توفير الحماية اللازمة بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس لساعات مطولة مثل المهندسين وعمال البناء وغيرهم.. يتحتم عليهم عند ممارسة أعمالهم الالتزام بتدابير وقائية كلبس القبعات واستخدام واقي الشمس وتجديد استعماله كل ساعتين وشرب كميات كافية من الماء وأخذ قسط من الراحة إذا أصيب أحدهم بالتعب أو بغثيان.
- ما هي خطورته على الصحة، خاصة مع تكرار ذلك كل صيف؟
تكرار الإصابة بحروق الشمس لدى الكبار وخاصة عند الأطفال الصغار على شاطئ البحر يؤدي مع مرور الوقت إلى إمكانية حدوث طفرات سرطانية، تصبغات جلدية كما التعرض للشمس دون حماية أظهرت عدة دراسات علمية أنه يتسبب في الإصابة بسرطان الجلد، وبالتالي من المهم وقاية الأطفال الصغار وحمايتهم باستعمال واق للشمس مخصص لهم ويكون مناسب للأطفال بالإضافة لاستعمال حواجز فيزيائية من خلال تفضيل ارتداء ملابس قطنية، فبحسب الخبراء في الصحة يتسبب التعرض المطول والدائم لأشعة الشمس في حدوث شيخوخة البشرة والتجاعيد المبكرة والتصبغات الجلدية ومنها الكلف بالإضافة لإمكانية كبيرة لحدوث سرطان الجلد كما سبق وأن ذكرت.
