الخطّة الرّئاسية للوقاية من مرض السّرطان ومكافحته

خمس أولويات لحماية رأس المال البشري ورفع جودة الحياة

زهراء - ب

 70مليار دينار لدعم العلاج وإطلاق خطّة الوقاية والكشف المبكّر

 يعتبر الاهتمام بالصّحة عاملا أساسيا للتكفل بالمواطن والمحافظة على رأس المال البشري، ما من شأنه المساهمة في تطوير المهارات وزيادة إنتاجية العمل والرفع من جودة الحياة، وعلى هذا الأساس نالت الصحة اهتماما بالغا في برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد الرامي إلى تحسين نوعية العلاج، وتعزيز الولوج إلى خدمات صحية بشكل عادل، خاصة بالنسبة لعلاج الأمراض الخبيثة والمستعصية كالسرطان، الذي يحتاج تكاليف باهظة ودعم من الدولة، لم تبخل به على المواطنين في كل الظروف.

 بتنصيب أعضاء اللجنة الوطنية للوقاية من مرض السرطان ومكافحته، أول أمس، يكون رئيس الجمهورية قد أعطى الضوء الأخضر لرئيس اللجنة المختصة في الأورام عدة بونجار وفريقه، للشروع في ضبط عناصر المبادرة الرئاسية للوقاية ومكافحة السرطان، التي كان قد أعلن عنها شهر نوفمبر الماضي وتنفيذها فورا، تجسيدا لالتزامه بحماية صحة المواطنين وترقيتها.
وكان رئيس الجمهورية في رسالة بعث بها إلى المشاركين في المؤتمر 22 لرابطة الأطباء العرب، والمؤتمر 15 لطب الأورام المنعقد بالجزائر شهر نوفمبر الماضي، قد أعلن عن قراره القاضي بتعيين لجنة وطنية تحت رئاسة الأستاذ عدة بونجار، رفقة مجموعة من المختصين في هذا المجال، تعمل مباشرة تحت إشراف مصالح رئاسة الجمهورية، وبالتنسيق الدائم مع وزارات الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي، الصناعة والانتاج الصيدلاني، العمل والضمان الاجتماعي، التجارة، البيئة والتربية الوطنية وكل القطاعات الأخرى المعنية.
وأوكل إلى هذه الهيئة  مهمة ضبط عناصر المبادرة الرئاسية للوقاية ومكافحة السرطان القائمة على 5 محاور هي الوقاية، الكشف المبكر، التشخيص المبكر، البحث العلمي، وكيفية تحسين مسار المريض، والشروع في تنفيذها فورا بعد تشكيل كل اللجان الفرعية اللازمة لتحقيق الأهداف المسطرة، وكذا تقديم تقارير دقيقة ومفصلة ودورية حول النتائج الميدانية المحققة، وأثرها على عصرنة المنظومة الصحية الوطنية وتحسين التكفل بمرضى السرطان على المستوى الوطني، بحيث سيتم بناء على هذه المعطيات اتخاذ كل التدابير اللازمة لتقويم أي خلل مستعجل.
وتقرّر في قانون المالية لسنة 2024، الإبقاء على حساب التخصيص الخاص رقم 138-302 “صندوق مكافحة السرطان”، الذي كان مقرّر إغلاقه في موعد أقصاه 31 ديسمبر 2023، وقد تعهّد الرئيس تبون بدعم هذا الصندوق بـ 70 مليار دينار بداية من هذه السنة، لتمويل المبادرة الرئاسية لمكافحة السرطان، عن طريق توفير الأدوية الضرورية للمرضى، رقمنة النظام العلاجي، وإطلاق خطة للوقاية والكشف المبكر عن المرض، وهو ما يؤكّد حرص الدولة على متابعة ومحاربة مرض السرطان باعتباره أولوية.


25 مركزا للعلاج وإنشاء 4 آخرين آفاق 2025
 تحصي الجزائر 25 مركزا لمكافحة السرطان في الجزائر، وسيتم إنشاء أربعة آخرين آفاق 2025، بهدف تحسين الخدمات الطبية والعلاجية للمرضى المصابين بالسرطان، كما يتم تنظيم سنويا حملات توعية وتحسيس حول الوقاية من هذا المرض، وأهمية الفحص والتشخيص المبكر للحد من انتشار هذا المرض الذي يتصاعد بسبب عوامل مختلفة منها الشيخوخة، ونمط الحياة الضار بالصحة وعوامل بيئية. وقد جنّدت السلطات العمومية كل الوسائل المتطورة لتشخيص السرطان، وهذا ما مكن من إحراز تقدم في الفحص والتشخيص المبكر، والمساهمة في انخفاض عدد الوفيات، ومع ذلك يبقى وعي المواطن أهم حلقة في استراتيجية مكافحة هذا المرض القاتل.


القضاء على مشكلة طوابير الانتظار
 بهدف القضاء على مشكل طوابير الانتظار الطويلة لمرضى السرطان، خاصة في مصالح العلاج بالأشعة، عملت الحكومة على إصلاح المسرّعات الخطية المخصصة للعلاج بالأشعة لمرضى السرطان، التي كانت معظمها في حالة عطل السنة الماضية، علما أنّ قطاع الصحة يمتلك 39 مسرعا خطيا، بما فيها 10 مسرعات تابعة للخواص و14 مسرعا تابعا للقطاع العمومي، موزعة كالآتي: الجزائر العاصمة 1، البليدة 1، سطيف 2، باتنة 1، قسنطينة 3، سيدي بلعباس 2، تلمسان 3، أدرار 1.
استئناف عمل هذه المسرعات قضى على مشكلة طوابير الانتظار الطويلة لمرضى السرطان، حيث سجّل تحسن في التكفل بهذه الحالات في آجال معقولة تتراوح بين 15 و20 يوما كحد أقصى، ما عدا حالتي سرطان الثدي والبروستات التي تصل فيها الآجال إلى 3 أشهر، وذلك راجع للعدد الكبير والمتزايد للمصابين بهذين المرضين.
وقصد دعم قطاع الصحة في هذا المجال، قامت الحكومة بإطلاق برنامج لاقتناء 29 مسرّعا خطيا جديدا، من بينها 3 مسرّعات موجّهة لمراكز مكافحة السرطان بالجلفة، الأغواط والشلف، كما أولت الحكومة أهمية خاصة للتكفل بمرضى السرطان من خلال إطلاق عمليات إنشاء مصالح العلاج بالأشعة في العديد من المستشفيات على غرار بسكرة، المسيلة، غرداية، تيسمسيلت وخنشلة.


حقائق عن السّرطان في الجزائر
 عدّدت الأخصائية في الوقاية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، الدكتورة سارة نجار، في تصريحها لـ “الشعب” أنواع أمراض السرطان المنتشرة بكثرة بين الرجال والنساء في الجزائر، وقالت “على رأس هذه القائمة بالنسبة للرجال سرطان الرئة الذي يحتل المرتبة الأولى، ثانيا سرطان البروستات، ثم سرطان القولون المستقيم، والرابع سرطان المثانة، والخامس سرطان المعدة، على العكس عند المرأة في المرتبة الأولى سرطان الثدي، ثم سرطان القولون، سرطان الغدة الدرقية، سرطان عنق الرحم والخامس سرطان المبيض”.
وذكرت الدكتورة نجار، أنّ من بين 100 بالغ في الجزائر، يوجد 14 شخصا يواجهون الاصابة بالسرطان خلال حياتهم، 8 من بينهم عرضة لخطر الوفاة بسبب السرطان، مشيرة إلى أنّ إحصائيات 2022، أظهرت أن عدد الحالات المنتشرة بلغ 177 ألف و718 إصابة، 64 ألف و713 منها حالة إصابة جديدة، في حين بلغ عدد الوفيات بأمراض السرطان 35 ألف و778 وفاة.
وأوضحت الدكتورة نجار، أنّه توجد عدة مسبّبات للسرطان، وليس سببا واحدا من بينها الطعام غير الصحي، تلوّث الهواء، نقص الرضاعة الطبيعية، نقص النشاط البدني، المخاطر المهنية، فيروس الالتهاب الكبدي “ب”، وفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (ب) و(س)، ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، وفيروس الورم الحليمي البشري، والجرثومة البوابية المنتدية، وارتفاع نسبة الكلوكوز في الدم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024