الثقــــة ....الكلمــــة اللغـــز

فتيحة كلواز

الثقة الكلمة اللغز التي ستعيد الجزائر إلى طريق الاستقرار وتعطيها دفعة نحو المستقبل الذي ستبنيه سواعد شبابها وبحنكة كبارها الذين صنعوا ذات سنة من القرن العشرين الثورة التحريرية واليوم كما بالأمس تبحث الجزائر عن مكانة وسط الدول تكون كما كانت بالأمس ذات شأن واحترم.                                                                                         
هي إذا الحلقة المفقودة التي أفقدت المجتمع اليوم توازنه وأخرجت فئات كثيرة إلى الشارع للمطالبة بحبل ود جديد بين مختلف أطياف المجتمع حول مشروع أمة يكون الذكاء والتطور التكنولوجي معالمه البارزة والمميزة وعلامة فارقة في صناعة المستقبل تكتبه حروف لا تمحى من صفحات التاريخ الإنساني الذي لا يعترف إلا بالقوة في تحقيق الذات والوجود ما يجعلها برهانا قويا على الاستطاعة وعلى تجاوز المستحيل.
المستحيل نستطيع تجاوزه بصوت واحد وماجد أحاديته في مفارقة عجيبة عن التعدد والثراء وقبول الآخر على اختلافه، تنوع إن لم نستطع التعامل معه سيكون سببا في الانزلاق نحو الهاوية، أما المستقبل فيجب أن يملك الشباب الصبر والمصابرة لأن المعجزات يصنعها الوعي في قدرة الدورة الزمنية على التغيير وبناء الدول والأمم ولن تكون المعجزة صناعة لحظة بل مراحل تبدأ بضعف وتنتهي بقوة، لكن الأكيد أن الثقة هو الصمغ هو السحري الذي يعطي المجتمع لحمته ليضع نفسه وبنفسه على سكة التطور بالانتقال إلى دولة جديدة يتحقق فيها انتقال طاقوي يخرج الجزائر من عبودية البترول.
مشروع حضاري يجب أن يبقي على الدولة ومؤسساتها واقفة لأنها استمرارية نحو الأفضل وليس انطلاقة من العدم فالأشجار التي تزبر أغصانها تعطي ثمارا أحسن أما تلك التي تقتلع من جذورها فتموت دون رجعة وهكذا الشعوب إن تجذرت عروقها في تاريخ الإنسانية تبقى حية ما بقى الإنسان حيا على الأرض أما تلك التي جعلت من نفسها طوائفا وشتاتا فتذوب وتندثر.
التاريخ لا يرحم، نحن اليوم نعيش حالة مخاض قد تقتل قلة الوعي جنين الجمهورية الثانية قبل خروجه إلى العالم، جمهورية جديدة هي امتداد في تحديها الرهانات لأول دولة جزائرية أسسها الأمير عبد القادر والمجتمع يعيش أسوأ مرحلة يمكن لدولة أن تعيشها ولكنه استطاع الجهر بوجودها ووضع مؤسساتها رغم قوة الاستعمار لأنه استطاع كسب ثقة الجميع على اختلاف وتمكن من توحيدها تحت راية واحدة هي الجزائر.
لتفعيل وصفة لم شمل الجميع حول طاولة الحوار التأسيس الجمهورية الثانية يجب أن نعرف أولا حسب البروفيسور شمس الدين شيتور الطريقة الصحيحة لاسترجاع الثقة بالاعتماد على شخصيات لها من المصداقية لدى الشعب ما يمكنها من إقناع الشعب بضرورة المرور إلى فترة انتقالية قد تدوم على أقصى تقدير ستة أشهر و رشح أسماء الرئيس السابق اليمين زروال، رئيس الحكومة السابق مقداد سيفي، حمروش و بن بيتور لأننا اليوم محط أنظار العالم وبعض المهتمين ينتظرون انهيار الدولة الجزائرية مؤكدا في السياق ذاته أن الجزائر بحاجة إلى كل أبنائها دون إقصاء لأحد.



 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024