ممثل الدرك الوطني: معظم المتورطين من فئة الشباب الذين لا تتجاوز أعـمارهم 20 سنـة
جمعية التبادل بين الشباب: القارة الإفريقية تعيش الظاهرة التي تغذي الحروب والفتن
دعا متدخلون في ندوة نقاش خلال منتدى جريدة “الشّعب”، أمس، إلى ضرورة التجنيد أكثر من أجل مكافحة ظاهرة المخدرات والمؤثرات العقلية، التي تنخر الاقتصاد الوطني ومجتمعنا، بالتوعية والتحسيس من مخاطر هذه الآفة الخطيرة، عبر نشاطات وإدراج مواد تربوية تتحدث عن مخاطر هذه الظاهرة الخطيرة، لحماية اقتصادنا ووطننا والأجيال القادمة.
وأشار المتدخلون إلى أن الترويج لظاهرة المخدرات ترعاها دول ووكالات استخباراتية، والجزائر مستهدفة بها، من قبل شبكات مسلحة وليس فقط مروجين في أحياء مثلما كان عليه الوضع في السابق، والدليل ما حصل في باب العسة في بولاية تلمسان قبل أيام.
في هذا الصدد، نوه رئيس الجمعية الوطنية للتبادل بين الشباب، وعضو المجلس الاقتصادي للاتحاد الإفريقي، علي ساحل، بمبادرة جريدة “الشعب” في تنظيم هذه الندوة التحسيسية التوعوية حول خطورة هذه الظاهرة الاجتماعية، التي تعمل على تفكيك المجتمع الجزائري.
وأكد ساحل أن المخدرات أكبر قاتل في المجتمعات، مشيرا إلى أن القارة الإفريقية تعيش هذه الظاهرة، التي تغذي بها الحروب والفتن على مستوى المناطق الحدودية أو أعماق إفريقيا، آملا الخروج بتوصيات تستخدم كورقة عمل.
معظــم المتورّطــــين..الشبـــاب
من جهته، أشار ممثل الدرك الوطني، إلى أنّ قيادة الدرك الوطني كجهاز أمني تعالج تقريبا يوميا قضايا المخدرات سواء الاستهلاك أو الترويج، وأكّد أنّ معظم المتورطين في هذه القضايا هم من فئة الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 سنة.
وأرجع المتدخّل سبب لجوء هؤلاء الشباب إلى تعاطي المخدرات إلى الأسرة ثم المجتمع، وأوضح أنه عندما تكون الأسرة متماسكة ينشأ الطفل في بيئة محافظة ومتماسكة، ولا يسلك هذا الطريق الخطير، بينما إذا نشأ في أسرة متفكّكة بسبب طلاق الأب والأم سيلجأ الطفل أو المراهق أو الشاب إلى هذه السموم. ويرى المتحدث أنّ الطريقة الردعية ليست هي فقط الحلّ الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، بل التوعية والتحسيس لها تأثير أهم بكثير.
المختصة في علم الاجتماع والديموغرافية والصحة ورئيسة مؤسّسة سفراء السلام، الدكتورة جميلة شريف، تطرقت إلى المخدرات في الجامعة ودور المجتمع المدني في محاربة هذه الآفة الاجتماعية، وأشارت إلى أنّ مكافحة هذه الظاهرة تضطلع بها جميع المؤسّسات بداية باللبنة الأساسية للمجتمع ألا وهي الأسرة، لأنّ أول بيئة يترعرع بها الطفل هي الأسرة.
توصيـــات للقضـــاء علـــى الآفـــة
وأسفرت ندوة منتدى “الشّعب” عن توصيات للقضاء على هذه الآفة الخطيرة، أهمها إعداد استراتيجية وآليات أساسية من أجل إيقاف هذه الظاهرة مثلما شدّد عليه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وذلك بتجنيد كل القطاعات والهيئات المعنية.
ومن بين التوصيات، تنظيم محاضرات وأيام تحسيسية، ينشطها خبراء وأطباء ومختصين نفسانيّين، وأساتذة وباحثين وإعلاميّين، لحماية أطفالنا وشبابنا من هذه الظاهرة التي تفاقمت.
ومن بين التوصيات أيضا إبعاد خطر الإنترنيت والفضاء الأزرق عن الأطفال، ومساعدة المدمنين ومرافقتهم، وإدماجهم، وضع برنامج للحماية يتكفّل بالأطفال والمراهقين، تنصيب خلايا تحسيسية، وإنشاء لجان الأحياء، برنامج خاص في المؤسّسات التعليمية والجامعية بإدراج مواد تربوية للوقاية، وإعداد دراسة سوسيولوجية جادة لمعرفة أسباب هذه الظاهرة الخطيرة للحد منها.