تحلّ الذكرى الـ ٥٤ لاستشهاد العقيد البطل أحمد بن عبد الرزاق حمودة المدعو ”سي الحواس”، الذي ولد سنة ١٩٢٣ بمشونش إحدى قرى الأوراس، أين نشأ وسط عائلة ميسورة الحال مقارنة بالظروف الصعبة في تلك الفترة، تعلّم اللغة والفقه بعدما حفظ ما تيسّر من القرآن الكريم، على يد والده بزاوية أجداده.
في سنة ١٩٣٧، توفي والده فامتهن التجارة التي كانت السبب في تنقلاته ومكّنته من الاحتكاك بأبرز أعضاء الحركة الوطنية مثل العربي بن مهيدي، محمد الشريف سعدان ومصطفى بن بولعيد.
كانت بداية نشاطه السياسي في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، عندما أدركت السلطات الفرنسية خطورة
وفعالية عمله الوطني، بدأت تترصّد تحركاته ممّا أدى به للسفر إلى فرنسا لدعم نشاط الحركة الوطنية بالخارج.
مع فجر الثورة التحق سي الحواس بالرعيل الأول، وبعد أيام قلائل كلّف بالذهاب إلى فرنسا لتبليغ العمال المهاجرين أنباء الثورة وأهدافها، وذلك لتكذيب ادعاءات وسائل الإعلام الفرنسية المشوّهة لحقائق الثورة، ثم عاد إلى أرض الوطن في ربيع سنة ١٩٥٥ ملتحقا بصفوف جيش التحرير الوطني، وقد زوّد المجاهدين بكمية معتبرة من الألبسة وبعض الاحتياجات ومبلغ مالي هام.
في سبتمبر ١٩٥٥، وبقرار من قادة الأوراس انتقل إلى الصحراء للعمل على توسيع رقعة الثورة في تلك المنطقة الصعبة، كما تمكّن ”سي الحواس” في جانفي ١٩٥٧ من الالتقاء بـ ”عميروش”، حيث تمّت دراسة كيفية تطبيق قرارات مؤتمر الصومام، وبعد ذلك عقد ”سي الحواس” إجتماعا لإطاراته أبلغهم بقرارت المؤتمر.
رجع ”سي الحواس” من تونس في جوان ١٩٥٧ وهو يحمل رتبة ضابط ثاني قائد المنطقة الثالثة للولاية الأولى، وبعد مدة قصيرة ترقى إلى رتبة صاغ أول بالولاية، كما عين قائدا للولاية السادسة بعد وفاة ”علي ملاح”.
في أوائل شهر نوفمبر ١٩٥٨، حضر ”سي الحواس” الاجتماع التاريخي المعروف بمؤتمر العقداء، وبعد دراسة الوضعية العامة للثورة في الداخل والخارج، كلّف العقيد ”سي الحواس” و”عميروش” بالقيام بمهمة الاتصال بقيادة الثورة المتواجدة بالخارج.
تنفيذا لتلك المهمة قدّم العقيد ”عميروش” في مارس ١٩٥٩ من الولاية الثالثة، والتقى بزميله ”سي الحواس” بنواحي بوسعادة، وفي يوم ٢٩ مارس ١٩٥٩ بجبل ثامر وقع القائدان في الاشتباك الذي تحوّل إلى معركة ضارية استشهدا فيها معا.