بلغت أسعار المحروقات مستوى يثير الانشغال، خاصة بعد أن “فشلت” منظمة (أوبيب) للبلدان المصدرة في تحقيق اتفاق تسوية لتقليص الإنتاج مبقية عليه في حدود 30 مليون برميل/يوم، مما يضع مؤشر السعر تحت الضغط باتجاه المزيد من التراجع، إلى أن بلغ مؤخرا أقل من 70 دولارا ليسجل قبل يومين 65 دولارا للبرميل. وإذا كان الأمر يرتبط بصراعات جيو- استراتيجية بين قوى عالمية، فإن بلدان مثل الجزائر وفنزويلا، تتأثر بشكل مباشر، مما يستدعي بالضرورة تعزيز التنسيق والمبادرة باتخاذ إجراءات يقتضيها الموقف. وهو ما نحاول التعرض له في هذا العدد من خلال وضع مسألة أسعار البترول تحت المجهر من أجل قراءة للمؤشرات، أسباب التراجع وآثارها وموقع منظمة أوبيب من الأمر، بعيون الخبراء المتخصصين. ويجمع هؤلاء باختلاف مدارسهم على ضرورة أن تتجه الجزائر إلى إعادة ضبط أوراق خارطة طريق التنمية والاستثمار بما يضمن وتيرة النمو ولكن بالتحكم أكثر في الكلفة، ومن ثمة ضرورة التوجه إلى تحول طاقوي وإرساء اقتصاد بديل يرتكز على عناصر إنتاجية خارج المحروقات مثل الفلاحة والسياحة في الصحراء.