«إن السينما العربية موجودة ولا يجب إن تخضع للأجانب»، بهذه العبارة أكدت ماريان خوري قريبة المخرج العربي الكبير يوسف شاهين أن للسينما العربية في كافة الأقطار دور ريادي وأن الكفاءات الفنية المنتشرة في العالم يمكنها أن تلعب دورا في إعادة بعث صناعة السينما في العالم العربي، الذي يتوف على سوق كبيرة وتتطلب مرافقتها بالإمكانيات المختلفة وخاصة دور السينما اللائقة لتكون قاعات للفن الراقي، حيث يمكن تفعيل الحوار الفكري والاجتماعي وتنمية الانسجام الاجتماعي في ظلّ الحذر من التلاعب بالمقومات وعناصر الهوية.
وبالفعل، لا تزال السينما العربية، خاصة في بلدان لها تاريخ حافل في الفن السابع تقاوم التحولات التي أدخلت المجتمعات خاصة ما يسمى بالربيع العربي الذي دفع بعدد من المجتمعات الهشة إلى الهاوية، كما تعكسه حالات التناحر والاقتتال في صورة أشبه بانتحار جماعي وتدمير للذات. وهنا يمكن للسينما أن تتدخل – ليس للقيام بدور اشبه بكتابة التاريخ مثلما تؤديه الأشرطة الوثائقية- لإعادة تصحيح تفاصيل أحداث فيها ما يبرر وفيها الكثير ما يثير تساؤلات بشأن المدبر لربيع مزعوم خلف كوارث ومآسي والمستفيد منه.
وتثير محدثتنا أن المسألة ترتبط بمدى الدعم المالي وغير المشروط للنجاح في صناعة أفلام تقدم إجابات تستقطب احترام المشاهدين ويستمر مفعولها طويلا، موضحة بخصوص تعامل السينما المصرية مع أحداث الثورة ضد نظام مبارك، إن دور الفن رصد الأحداث وتصور توقعات من خلال القدرة على تحليل سيكولوجي للمجموعة التي يتناولها السيناريو، ومن ثمة فإن الفيلم يكون بمثابة وسيط مطالب بأن يحرص على نقل مجريات الأحداث والتطورات بحياد. ولذلك تعتبر المهمة بمثابة شكل للمقاومة بالفن.
وبرأيها إن الثورة لم تكتمل بل هي مستمرة كمن يبحث عن شاطئ بعيد، ولذلك فإن كل التجارب السينمائية في مصر لا تزال عند نقطة وسط الحدث، في انتظار تسجيل محطة للرصد والتقييم. وعن سؤال بشأن تعاطي الفنانين مع تداعيات الثورة بمصر أشارت إلى أن هناك من انخرط فيها مبكرا، خاصة الشباب منهم، ومن الفنانين من فضل الانتظار حتى تتضح لهم الرؤية ويضبطون موقفهم على عقارب النتائج التي تترتب في عملية حساب دقيقة فيميلون، حيث تميل الريح.
وعن تشخيصها لواقع السينما في الجزائر تساءلت عن سبب غياب قاعات السينما، مشيرة إلى تعرفها على أسماء كبيرة بالخارج، من المثال مرزاق علواش، حامينا، راشدي الذي اشتغلت معه على فيلم وثائقي «الأم الشجاعة». وقد تعرفت على الجزائر بفضل يوسف شاهين الذي «حببني في الجزائر التي زرتها» كما صرّحت قائلة، أن علاقتها بالسينما علاقة عضوية، تتطلع دوما للحرية في النظر للأحداث وتحليلها لكن دون السقوط في الذاتيةأو التزييف للحقيقة. وتتطلع إلى أن تستعيد دور السينما اعتبارها كمواقع للفن والثقافة وتنمية الفكر النقدي وتخليصها من واقع لا يخدم الثقافة.
وبالمناسبة اعترفت أنها لم تلتق المخرج العربي الكبير الذي اغتيل بالأردن غداة الاحتلال الأمريكي للعراق، قائلة إنها علمت أنه كان يحضر لإنجاز فيلم عن صلاح الدين الأيوبي بعد نجاح فيلم الرسالة. كما عبّرت عن صدمتها إثر رحيل الفنانة المصرية معالي زايد واصفة إياها بالممثلة البارعة التي أعطت للفيلم العربي دفعا قويا وأدت أدوارها باحترافية.







