العمل الجاد، المثابرة والثقـة بالنفس تصنع المبدع
يعتقد عادل سوالمية، أن الشعر موهبة، علم واجتهاد وأن الشاعر لا يكون دون ثقافة واطلاع وعمق ووعي وتجربة، مؤكدا أن العمل الجاد والمثابرة والثقة بالنفس كلها عوامل تصنع المبدع الناجح، مشيرا في هذا الحوار مع «الشعب»، إلى أنه بحكم احتكاكه بالوسط الأدبي وجد أسماء لامعة تنتظر فقط الاهتمام، وإن همّشت اليوم فمؤكد أن التاريخ سينصفها.
الشعب: كيف كانت بدايتكم الأدبية، وهل هو ولع الطفولة أم المحيط؟
عادل سوالمية: كنت مولعا بالكتابة منذ نعومة المرحلة الابتدائية، وبحكم تأثري بكتاب الله حاولت ذات يوم من أيام طفولتي مدحه، كتبت ما يشبه الأنشودة في صفحة بيضاء آخر المصحف، ولا يخفى على أحد تأثير البيئة، خاصة أنني ترعرعت في مدينة يلقبها العارفون بمدينة الشعراء، وتتلمذت على يد شاعر قدير أحييه بالمناسبة هو الأستاذ عليوات موسى، الذي كان له فضل كبير في كوني شاعرا وكاتبا.
– كل شاعر يعيش مخاضا عسيرا للوصول إلى مبتغاه، فما هي المعاناة التي اعترضت مساركم الأدبي؟
* يتعرّض المبدع الشاب غالبا إلى التشكيك في قدراته عند إقصائه من المنابر مع استحواذ بعض الأشخاص على شؤون الثقافة في بلادنا، لكن العمل الجاد والمثابرة والثقة بالنفس كلها عوامل تصنع المبدع الناجح، وأنا بدل اهتمامي بالمشاكل والعوائق أركز دائما على نقاط قوتي وتطويرها ثم استغلالها أحسن استغلال.
– ماهي طموحاتكم وأهدافكم المستقبلية؟
* ربما أكذب عليك إن اعددت أهدافي وطموحاتي، فلا أظن أن هناك حدودا تستوعبها… لكن على الأقل أسعى لإعادة الشعر لمكانته الطبيعية الرفيعة التي يستحقها، وذلك بنفض الغبار عن المبدعين الحقيقيين لتقريبه أكثر من الجمهور .. أسعى لإيصال هذه الرسالة وغيرها إلى أبعد مدى.
بالنسبة لواقع الأحباء والشعراء الشباب أراه مبشرا بالخير، فهناك اهتمام كبير بالأدب وإقبال لا متناه على الكتابة المبدعة والمتميزة، أجزم بحكم احتكاكي بهذا الوسط أن هناك أسماء لامعة وكبيرة تنتظر فقط عين الاهتمام، وإن همشت اليوم فمؤكد أن التاريخ سينصفها.
– من في رأيكم الشاعر الناجح؟
* أعتقد أن الشاعر الناجح هو من يتمكّن في دخول قلوب الجماهير وذاكرة الشعوب، لأنه بذلك يستطيع إيصال رسائله ولعب دوره في التأثير الإيجابي.
– وهل الموهبة وحدها كافية لصنع شاعر كبير؟
* في بدايتي أعتقدت أن الموهبة هي كل شيء، تفاجأت بكونها لا تمثل إلا عشرة بالمائة أو أقل من تكوين الشاعر، الشعر موهبة وعلم واجتهاد.. الشاعر لا يكون دون ثقافة واطلاع وعمق ووعي وتجربة.
– هل هناك مشاركات في تظاهرات ثقافية، كقسنطينة عاصمة الثقافة العربية مثلا؟
* لم تصلن أي دعوة من المشرفين على تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لكني أتفاءل خيرا، وسأنتظر صدور مجموعتي الشعرية الأولى فربما يكون لي حضور في قادم التظاهرات.
– الشاعر يعجب به الناس، وفي نفس الوقت هو معجب بشعراء آخرين، من هم الشعراء الذين تأثرت بهم، جزائريون كانوا أم عرب؟
* سأختار من كل مرحلة شاعرا أعجبت أو تأثرت به، عنترة والمتنبي وإيليا أبو ماضي، أعتقد أني أخذت من هؤلاء الثلاثة الشيء الكثير فهم أساتذتي.
– كيف تنظرون لواقع الأدباء والشعراء الشباب في الجزائر، وهل لديكم رسالة تريد توجيهها للمسؤولين والشباب؟
* أعتقد أن التشبيب في الوسط الثقافي سيفرض نفسه بطريقة آلية، فللزمن أحكامه، لذا فأنا لا أحتاج لإيصال أي رسالة لأي مسؤول، أما بالنسبة للشباب فأنا أنصح نفسي وأنصحهم بالمثابرة التي هي أساس النجاح، وأن لا يفشلوا بمجرد السقوط، نحن نكتب لنستمتع ونفيد ونستفيد.
– هل من إضافات تريدون بها ختام حوارنا هذا؟
* أسعدني جدا اهتمامكم واحتفاؤكم بالمبدعين الشباب، فدور الإعلام مهما كان نوعه كبير، وأنا أعول عليكم كثيرا في تخليص الوسط الثقافي من سيطرة الدخلاء والمتطفلين وتنوير المتابعين للتفريق بين ما هو من الأدب وما هو من قلة الأدب، وأن نرسم معا غدا أفضل نقدم فيه للقراء أطباقا ثرية طيبة تليق بسمعة الكاتب وذوق المتلقي. دمتم منبرا لكل مبدع شاب، وسببا في إحياء المشهد الأدبي والثقافي.
