بدأ الوضع يتدهور أكثر مع فصل الصيف وعشية عيد الأضحى، حيث عمدت بعض العائلات إلى إعادة تهيئة منازلها، ولكن للأسف بدل نقل مخلفاتها من اسمنت وطوب وجبس في شاحنة خاصة والحفاظ على المحيط يتم التخلص منها برميها في المزابل، حيث يتعذر على عمال النظافة حملها فتترك لأيام بعد أن تختلط بالنفايات محولة المكان إلى مرتع للقطط والروائح الكريهة والذباب.
وتتحرك أحيانا الجماعات المحلية بإرسال جرَّافة لنقل مخلفات مواد البناء، لا سيما إذا كانت تتواجد في مكان يمس بمؤسسة أو هيئة، على غرار ثانوية مصطفى لشرف، حيث ما يزال سكان هذه الناحية يتخلصون من نفاياتهم أمام حائطها لعدم تخصيص مكان مناسب لذلك ما يطرح أسئلة كثيرة حول الموضوع ومدى أخذ البيئة حظها في التخطيط المحلي.
ويبقى اللجوء إلى الجرّافة كحل دائم ووحيد لرفع مخلفات المواطنين من مواد البناء، غير ناجع لأن استعمالها المتكرر تسبب في إحداث حفرة بالرصيف، ليزداد الوضع سوءا عندما ترمي في مكانها مخلفات الماشية من تبن وفضلات، حيث يعمد بعض الشباب أسابيع قبل حلول عيد الأضحى المبارك إلى تربية الكباش في الأقبية وتكون الكارثة عندما يتخلص منها صاحبها بعدما تتخمر بفعل عمل الحرارة والرطوبة.
نفس الوضع بالنسبة لأرصفة المنجزة بين الأحياء، حيث قامت بعض الشاحنات برمي أطنان من الأتربة والحجارة عليها فعمل بعض الشباب على توزيعها حتى لا تشكل هضبة في الرصيف، إلا أن الحجارة الكبيرة وضعت على الرصيف ما جعل السكان يستعملون الطريق بدلا من الرصيف واضعين أنفسهم بين حدي خطر السيارات.
كما أنه وعلى طول الرصيف، خصصت خلفه مساحة ترابية كان من المفروض أن تحول إلى مستطيل أخضر كما كان، إلا أن الحجارة والأوساخ حالت دون ذلك ووصل الأمر إلى حد رمي بعض المواد المتعفنة بقنوات الصرف الصحي، ولكم تصور قوة الرائحة الكريهة التي من إن يمر عليها أحد إلا وسد أنفه ناهيك عن عملية الحرق للنفايات وانتشار القارورات والأكياس البلاستيكية في مشهد مقزز يضع سلوكات المواطن في قفص الاتهام وتطرح مدى تحليه بالثقافة البيئية ومدى وعيه وأهليته بأهمية الحفاظ على محيطه.
يأتي هذا الوضع في وقت تسجل فيها الجماعات المحلية غيابا تاما سواء في مرافقة ومراقبة الشركات المقاولة المسؤولية عن انجاز بعض المشاريع على تراب البلدية أو في إنشاء وإعادة تهيئة الأماكن الخاصة لرمي الأوساخ والفضلات، وتحسيس المواطن بأهمية رميها في وقت معين وتحديدا ليلا حتى لا ترى في النهار ويبقى المكان نظيفا لكن لا حياة لمن تنادي الإدارة غائبة والمواطن ما يزال بعيد كل البعد عن حياة التمدن والحضارة وما تتطلبه من سلوكات مدنية تعكس ممارسة مواطنته.





