كان سكان عاصمة الأوراس باتنة، أمس الأول، على موعد مع صناعة صفحة أخرى من صفحات مستقبل الجزائر الزاهر، بتجديد المجالس البلدية والمجلس الولائي، حيث بمجرد فتح مكاتب الاقتراع توافد الناخبون للتعبير الحر عن أصواتهم واختيار ممثليهم في 61 بلدية ومجلسا شعبيا ولائيا.
انطلقت عملية التصويت بولاية باتنة على الساعة الثامنة صباحا، حيث تميّزت الأجواء بتنظيم محكم ساعده توفير كل ما من شأنه ضمان إجراء الاستحقاق لانتخابي في موعده، وقد بلغت نسبة المشاركة عند الساعة الحادية عشرة صباحا ٣٤. ٦٪ بعدد أصوات 41727 صوت فيما يتعلق المجلس الشعبي الولائي، و٧١. ٦٪ بعدد أصوات 44157 صوت فيما يخص المجالس الشعبية البلدية.
وارتفعت النسبة في حدود الثانية بعد الزوال إلى ٢٥. ٢٢٪ بعدد أصوات 146449 صوت فيما يتعلق المجلس الشعبي الولائي و٤٨. ٢٣٪ بعدد أصوات 154530 صوت فيما يخص المجالس الشعبية البلدية.
لتبلغ بعدها عند الساعة الخامسة مساء ٣١. ٣٨٪ بعدد أصوات 252153 صوتا فيما يتعلق بالمجلس الشعبي الولائي، و٦٢. ٤٠٪ بعدد أصوات 267372 صوتا فيما يخص المجالس الشعبية البلدية.
كما كان متوقّعا فقد مدّدت وزارة الداخلية توقيت غلق صناديق الاقتراع إلى غاية الثامنة مساء بـ51 بلدية كما ينص على ذلك قانون الانتخابات، لتمنح بذلك الفرصة لأكبر قدر ممكن من الناخبين للتعبير عن أصواتهم في هذه الإنتخابات.
ولتغطية هذا الحدث الوطني الهام عن كثب، زارت أمس جريدة “الشعب” مجموعة كبيرة من المراكز المخصصة لذات الغرض، حيث التقت ببعض الناخبين ورصدنا انطباعاتهم التي كانت تتجه في اغلبه إلى وجوب التصويت من اجل إحداث التغير المنشود، فكان مركز متوسطة الشهيد الطاهر مسعودان بباتنة أولى المحطات التي وقفنا عندها، حيث كانت الأجواء حماسية، لنغادر بعدها إلى عين التوتة متوجهين إلى بعض مراكزها وكانت الأجواء نفسها تنظيم جيد، وإمكانيات مادية وبشرية هامة، لإنجاح الحدث الهام، حيث أكّدت لنا إحدى السيدات أنها ستصوت من اجل أن تبقى الجزائر واقفة، وتقطع أشواطا أخرى من التنمية والتطور.
وبداوائر الشمرة، بريكة، نقاوس مروانة، شهدت اغلب مراكز الانتخابات المحلية، إقبالا معتبرا للناخبين، حيث أكّد لـ “الشعب” كل من تحدثنا إليهم بخصوص ضمانات فخامة رئيس الجمهورية بتنظيم انتخابات نزيهة وشفافة، حيث أستحسن الناخبون فكرة الصناديق الشفافة وكذا الحبر الفسفوري الذي لا يمحى إلا بعد 24 ساعة، وكل هذه الإجراءات تساعد على ضمان النزاهة والشفافية.
محليات 23 نوفمبر فرصة لتعميق التّنمية المحلية
تقاطعت، أمس، كل انطباعات الناخبين والناخبات بولاية باتنة، بخصوص أهمية الإدلاء بأصواتهم، لانتخاب رؤساء البلديات الـ 61، حيث أشار بعض المواطنين الى أن الانتخاب “حق وواجب” في نفس الوقت، وعلى كل من يملك بطاقة ناخب أن يتوجه ليعبر بكل حرية عن اختيار الرئيس الجديد للبلدية التي يقطن بها لتعميق التنمية المحلية والتكفل بانشغالات الساكنة.
كما كان متوقّعا وكالعادة، اختارت الناخبات القاطنات بالمناطق النائية بولاية باتنة، الفترة المسائية للاقتراع،حيث شهدت اغلب مراكز التصويت إقبالا منقطع النظير للناخبات ببلديات إشمول، أريس، تكوت، أولاد سي سليمان، نقاوس، واولاد عوف، غسيرة، منعة…إلخ، كما أكدته الأصداء الواردة من هناك، ومعلوم أن ناخبات المناطق النائية بباتنة، يفضلن أداء واجباتهن المنزلية من تنظيف وتحضير لوجبة الغذاء والخروج بعدها للتصويت، غير أن العلامة الفارقة هو إقبال النساء الماكثات بالبيت هذا العام على الانتخاب.
في المقابل، أكّدت اللّجنة الولائية لمراقبة الانتخابات عدم تسجيلها لأي تجاوزات شابت عملية التصويت، وفي المقابل أشادت بالوعي الكبير لسكان الولاية، وهو ما ترجمه الإقبال المعتبر على صناديق الاقتراع منذ الصباح الباكر، كما تفقد أعضاء اللجنة أغلب مراكز الانتخاب، وسجّلوا ملاحظاتهم بشأن السير العادي الذي ميز عملية الاقتراع.

سكان بلدية لارباع ينتخبون ثالث رئيس بلدية بعد 15 سنة من العزوف الإجباري

سخّر والي باتنة عبد الخالق صيودة كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح الاستحقاق الانتخابي، حيث أعطى تعليمات صارمة للجهات المعنية لتوفير الحافلات لنقل سكان بلدية لارباع الموزعين على مختلف مناطق الولاية باتنة، بعد أن تسبّبت الظّروف الأمنية خلال العشرية السوداء في تهجير مئات العائلات من بلديتها الأصلية لارباع إلى مختلف مناطق الولاية باتنة، حيث خصّصت الولاية حافلات لنقل سكان لارباع إلى مقر البلدية لأداء واجبهم الانتخابي في أحسن الظروف، واختيار ثالث رئيس بلدية بعد عزوف اجباري دام 15 سنة كاملة، حيث حرص مسؤولو البلدية على جمع مراكز الانتخاب الثلاثة السابقة في مركز انتخابي واحد بمقر البلدية ضمانا وتسهيلا على المواطنين لأداء واجبهم الانتخابي كبقية سكان الولاية، حيث يعوّل كل سكان لارباع على الرئيس القادم الالتفاتة إلى واقع السكان المشتتين، خاصة ما تعلق بشق الطرق وفك العزلة على المنطقة التي كانت أهم معاقل المجاهدين والثوار أيبان حرب التحرير الوطنية.

الأفلان يكتسح والمستقبل يصنع المفاجأة

اكتسح حزب جبهة التحرير الوطني لأغلب مقاعد المجلس الشعبي الولائي الـ47 بفوزه بـ 23 مقعد.يليه حزب التجمع الوطني الديمقراطي بـ10 مقاعد. ويتبعه حزب جبهة المستقبل الذي شكل المفاجأة بحصده لـ9 مقاعد، في حين فاز حزب الشباب بـ5 مقاعد.
كما حقق الأفلان ببلدية باتنة الاغلبية بفوزه بـ 33 مقعد من أصل 43 يليه الأرندي بـ5 مقاعد وجبهة المستقبل بـ 5 مقاعد.
وقد شكّلت نتائج هذه الانتخابات مفاجآت عدة بسيطرة احزب لم يتوقّعها أحد على غرار حزب الافافاس الذي فاز برئاسة 3 بلديات، في حين فاز الأرسيدي برئاسة بلدية مروانة اما حزب العمال ففاز برئاسة بلدية أولاد فاضل، وحزب الشباب حقق فوزا كاسحا ببلديات حيدوسة وعين ياقوت وإمدوكال، اما حزب جيهة المستقبل ففازت برئاسة بلديات الحاسي تامهريت، كيمل، وإجمالا فقد عادت السيطرة لحزب الافلان بفوزه بـ33 بلدية والأرندي بـ14 بلدية، ثم جبهة المستقبل.