البروفيسور بن عثمان: بطاقية وطنية لضبط عدد المصابين في آفاق 2021

مشروع بطاقية وطنية لتحديد بدقة، عدد المصابين بالأمراض العقلية بات ضرورة ملحة في ظل التزايد المخيف للإصابات المؤدية إلى الموت والانهيار. إنها مسألة محل اهتمام أهل الاختصاص والسلطات لوضع استراتيجية صحية يعول عليها في التكفل بهذه الفئة، التي تعيش الأخطار المحدقة وتشكل كابوسا مفزعا، يستدعي علاجه ومواجهته صحيا بالصرامة التي يستدعيها والحاجة التي تتطلبه.الطبعة الثالثة لمنتدى الطب النفسي العصبي الذي نظمه مخبر بيوفارم بفندق الشيراطون يوم الجمعة عاد إلى هذا الملف في نقاش رصدته «الشعب» بعين المكان.

كشف البروفيسور محند الطاهر بن عثمان رئيس مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى مصطفى باشا، ورئيس الجمعية الجزائرية لأوبئة الأمراض العقلية، على هامش الطبعة الثالثة لمنتدى الطب النفسي العصبي، تحت شعار «الطب النفسي في فجر التقدم» الذي نظمه مخبر بيوفارم بفندق الشيراطون أول أمس، عن مشروع آفاق 2021 بالتنسيق مع وزارة الصحة والمعهد الوطني للصحة لإعداد بطاقية وطنية لتحديد بدقة مختلف الأمراض العقلية عبر التراب الوطني، مما يسمح بتقديم الأرقام الحقيقية حول عدد المصابين.
في هذا الصدد أوضح البروفيسور بن عثمان أن العدد الدقيق للأشخاص المصابين بالأمراض العقلية لا يزال مجهولا، مؤكدا أن المصابين بهذا الداء في تفاقم، خاصة الإنهيار العصبي الذي بات الأكثر إنتشارا في الجزائر الذي يمكن أن يؤدي إلى الإنتحار، مشيرا إلى أن تعاطي المخدرات بات مدرجا ضمن قائمة الأمراض العقلية لأنه يمكن أن يؤزم المرض، بحيث أن الشريحة المعرضة للإصابة يتراوح سنها ما بين 18 و40 سنة.
وأضاف رئيس مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى مصطفى باشا، أن الأسباب المؤدية للإصابة متعددة ترجع لعوامل بيولوجية خاصة بالشخص في حد ذاته وذوي حس جد مرهف، ما يجعله أكثر عرضة للإصابة، ناهيك عن الضغوطات التي يتعرض لها في حياته اليومية بسب ظروف المعيشة الدونية كالفقر والبطالة والقلق، علاوة عن عامل الوراثة التي تلعب دورا في الإصابة ببعض الأمراض العقلية منها داء «سيكزوفرينيا»، كما أن أمراض السكر وإرتفاع ضغط الدم يمكن التسبب في الإصابة بالأمراض العقلية.
عن وضعية التكفل بهذه الشريحة من المرضى، قال البروفسور هناك ثلاث أنماط وهي الشق الدوائي أي تناول الأدوية لمعالجة مختلف الأمراض العقلية الموجودة، التي تتطلب ذلك، وهناك الشق المتعلق بالعلاج النفسي والأطباء النفسانيين تم تكوينهم في هذا المجال من طرف المخابر، وأحيانا يكون الدمج بين العلاج النفساني وبالأدوية، وهوما يعطي نتائج إيجابية، بحيث يتم العمل على إدماج المريض في المجتمع بتقنيات حديثة عبر التكفل به من كل النواحي أي الأخذ بالظروف الإجتماعية والنفسية، مؤكدا أن كل الأدوية لمعالجة هذا المرض متوفرة بنسبة 90٪.
وذكر البروفيسور بتقنيات حديثة على مستوى مصلحة مستشفى مصطفى باشا لمعالجة الأمراض العقلية، مضيفا بأنه في مجال البحث العلمي هناك تنسيق مع مختلف مصالح طب الأعصاب، الطب النفسي، مصلحة علم الأحياء والأشعة.
 عن الوقاية نصح البروفيسور بن عثمان بتحسين نوعية الحياة، والتكفل بالأطفال الذين يولدون خاصة عندما يكون عامل الوراثة، الذين يعاملون بعنف، والمعالجة الجيدة للأمراض الفيروسية وأمراض السكر وإرتفاع ضغط الدم.
وأضاف أن، هناك مصالح لمعالجة مرضى الأمراض العقلية بمستشفى باب الوادي ومصطفى باشا، بالشراقة، وبدريد حسين وبالبليدة ، لكن هناك نقص ونأمل أن ترفع السلطات العمومية من عدد المصالح في هذا المجال، علاوة على عيادات أخرى.
تبادل الخبرات وإعتماد استراتيجيات مشتركة
من جهته أوضح عبد الحليم بن مراد ممثل مخبر بيوفارم أن، الموضوع هوالأهم مناقشة وتنظيما في مجال الطب النفسي بالجزائر بحيث جمع المنتدى ما يقرب من 200 طبيب نفساني وطنيا ومختصين فرنسيين مشهورين نشطوا ثلاثة مؤتمرات وأربع ورشات عمل، بما في ذلك « النوم والطب النفسي»، والإكتئاب وخطر الإنتحار واضطراب ثنائي القطب.
والهدف الجمع بين مختصي الصحة العقلية، بغية التطرق للقضايا التي تواجه الطب النفسي، والجوانب الإستراتيجية والعلاجية، كما أنه يلبي حاجة الممارسين في تبادل الخبرات والممارسات الجيدة وإعتماد استيراتيجيات مشتركة.
من هذه الزاوية تسعى بيوفارم من خلال هذا النشاط الطبي المختص، مساعدة الأطباء على الإندماح في ممارستهم ببعض الاكتشافات والتطورات الجديدة في تقنيات التشخيص والعلاج، كما ترغب الشركة المساهمة في التكوين المستمر والمتواصل لمحترفي الصحة العقلية.
بالمقابل تناولت ورشة حول علم الإجتماع والأمراض النفسية نشطها الدكتور رضا بلمختار مواضيع إدارة المرضى في الطب النفسي، كما تطرق المختصون إلى طبيعة العلاجات الدوائية والعلاج النفسي والعلاجات البيولوجية غير الدوائية.