حول مجموعة من العمال الصينيين حديقة عمومية بشارع الشهداء بالعاصمة إلى مرقد في الهواء الطلق، حيث انه وبمجرد الدخول إلى هذه الحديقة تقابلك أفرشة ملقاة على الأرض ينام هؤلاء العمال الذين يرجّح أن يكونوا تابعين لإحدى الشركات الصينية العاملة بالجزائر في قطاع الإشغال العمومية والبناء كما يثير انتباهك ملابسهم المعلقة على بإحدى أشجار الحديقة التي تحولت – كما يبدو – إلى مكان لنشر الغسيل؟ مما يثبت أن أولئك العمال متواجدون في المكان منذ مدة طويلة، بالنظر إلى مؤشرات أخرى مثل دلاء المياه المصطفة بالعشرات على حافة أحد الجدران ووجود كومة من الحطب يستعملها هؤلاء – كما يبدو- لإشعال النار للطهي أو تسخين الماء وقد صادف تواجدنا بالحديقة قيام أحد العمال الصينيين بإشعال النار على طاولة شواء حديدية قبل أن يضع فوقها قدرا من الماء؟.

كل هذا يحصل في حديقة عمومية تعتبر الوحيدة في شارع الشهداء، لكن تعاني رغم ذلك الإهمال و انعدام الصيانة، فنفورة الماء التي تتوسطها جفّت و أصبحت هيكلا اسمنتيا دون روح وسط حديقة يستهويك جمال منظرها الذي يشرف على خليج العاصمة و مينائها.

قصد التأكد من مدة تواجد هؤلاء العمال الصينيين بالمكان، تقربت “الشعب” من شاب كان جالسا بأحد المقاعد، يبدو أنه يسكن إحدى البنايات المحيطة بالحديقة أو القريبة منها، هذا الأخير أكد لنا أنهم متواجدون بالمكان منذ حوالي شهر تقريبا وحالهم هكذا، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء؟ كما رجّح هذا الشاب فرضية أنهم عمال في إحدى الشركات الصينية ولم يتلّقوا مستحقاتهم وجاءوا إلى السفارة الصينية الكائن مقرها على بعد أقل من 100 متر منهم للاحتجاج ومطالبتها بالنظر في وضعيتهم.

تجدر الإشارة أن السفارة الصينينة شهدت وقفات احتجاجية لعمال شركات صينية تنشط بالجزائر في قطاع البناء والأشغال العمومية في العديد من المرات قبل اليوم.