تقبل العائلات والسياح ببجاية، هذه الأيام، على شراء فاكهة التين الشوكي لما له من فوائد صحية كبيرة وكثيرة، حيث يغتنم الفلاحون بمنطقة حوض الصومام الفرصة لعرض هذا المنتوج، الذي لا يتطلّب جهدا أو عناء، وهو سهل التكيّف مع مختلف أنواع الأتربة والمناطق، حيث ينتشر في مرتفعات جبلية، بين الصخور، في الحقول والمزارع وغيرها.
وفي هذا الصدد قال اعمر كالي، فلاح من تازمالت في تصريح لـ «الشعب»: «على مدار الأيام القليلة الماضية بدأت فاكهة التين الشوكي (الهندي) تنضج في مناطق حوض الصومام، وهي الفاكهة التي تحبها الأسر، حيث يقوم الفلاحون عبر العديد من المناطق بحثًا عن هذه الفاكهة الثمينة، وملأ الدلاء للاستهلاك المنزلي أو البيع، وكما تلاحظون في شوارع مدينة تازمالت، يتم عرض التين الشوكي للبيع وهو لا يزال طازجا، ويتراوح بيع الدلاء حسب حجمها مابين 200 و600 دينار، وهذه فرصة لشباب المنطقة وخاصة المراهقين، الذين يبيعون هذه الفاكهة لكسب بعض المال وسدّ حاجياتهم».
أما الحاجة فتيحة، من سيدي عيش، فقالت لنا في نفس السياق: «كل يوم يتوجه الكبار والصغار في الصباح الباكر لجني ثمار هذه الفاكهة، ليتم عرضها على طول الطريق الوطني رقم 26 أو الأسواق الأسبوعية، حيث يتيح لهم هذا النشاط كسب قوتهم اليومي، خاصة وأننا على بعد أيام قليلة من عيد الأضحى».
مع الإشارة إلى أن زراعة هذه الفاكهة قد انخفضت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بسبب الإهمال من ناحية والتمديد الحضري من ناحية أخرى، مما تسبب في نقص المنتوج.
ذات المتحدثة أضافت: «لا يخفى على أحد أن التين الشوكي له فوائد صحية كبيرة وكثيرة، فبالإضافة إلى كونه فاكهة تحتوي عل فيتامينات غنية، فهو يملك فوائد واستعمالات طبية عديدة، ومنها العلاج ضد الإسهال والسمنة المفرطة واضطرابات بالمعدة، كما له فوائد على البشرة وحتى معالجة داء السكري، كما يستعمل في الطب البديل ويستخرج منها زيت الصّبار، كما أنه يستعمل من طرف الالأهالي لمكافحة ظاهرة التعرية، حيث كان أجدادنا يعكفون على غرس أشجار التين الشوكي، من أجل تثبيت التربة للحيلولة دون انجرافها، وهو فعلا ما أثبت فعاليته من خلال هذه التقنية التي ساعدت بشكل كبير في الحفاظ على الأراضي الجبلية».
