مرحلة السّباق نحو الكم ولّت والنّوعية الرّهان

كشف وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، أمس على هامش تفقّده للعديد من المؤسسات التربوية بتيبازة عن توقيع قطاعه اتفاقية مع قطاع البريد وتكنولوجيا الاعلام والاتصال، تقضي بتوصيل مجمل المؤسسات التربوية عبر الوطن بالانترنت بالساتل مباشرة دون الحاجة للألياف البصرية التي تبقى تقنياتها باهظة الثمن حاليا.
قال بلعابد على هامش تدشينه لمجمّع مدرسي جديد بحي 800 مسكن بالقليعة، أنّ الاتفاقية دخلت حيّز التنفيذ من خلال الشروع في اقتناء التجهيزات الضرورية لفائدة المؤسسات، الأمر الذي سيتيح تحسين الأداء التربوي وتحديث مناهج التدريس، مؤكدا، أنّ الجزائر تجاوزت مرحلة السباق نحو الكم لمعادلة سرعة وتيرة النمو الديمغرافي، وهي الآن تسعى جاهدة من أجل تحسين النوع والكيفية للحصول على مردود أحسن في المجال التربوي.
 وقدّم الوزير، تيبازة نموذجا حياّ لهذا المسار من حيث توفر الهياكل التربوية بالشكل المريح، وتجاوز عقبة الاكتظاظ بمختلف الأطوار الدراسية، متمنيا بأن تقتدي الولايات الأخرى بها في هذا الجانب، غير أنّ الإشكال الذي يجب التحضير له بجدية الآن يكمن في مسايرة النتائج المحصل عليها لهذا الزخم من الهياكل التربوية من خلال تحقيق مردود دراسي مريح مقابل تراجع معتبر للرسوب في مختلف المراحل.
وبحي 836 مسكن المجاور، أشار بلعايد على هامش تدشيه لمجمع مدرسي جديد، إلى أنّ الوزارة طبعت ما فيه الكفاية من الكتب الدراسية وعلى مديرية المؤسسات توفيره للتلاميذ منذ اليوم الأول من الدخول المدرسي، مشدّدا على ضرورة استغلال المدير للسكن الإلزامي حفاظا على استقرار وديمومة الخدمة داخل المؤسسة، وحدّد وظيفة المفتش في مرافقة المؤطّرين البيداغوجيّين والإداريّين مع جمع المعطيات من الواقع والتواصل المباشر مع الوصاية، في حين يبقى المدير ملزما بتوفير ظروف العمل المريح لجميع الموظفين داخل المؤسسة التربوية، ويندرج ضمن هذه المهام السهر على أطالة فترة الحياة لهيكل المؤسسة دون تعرضه لاهترائية معتبرة في ظرف وجيز.
وبحي 660 مسكن بعاصمة الولاية، جدّد بلعابد تعليماته الصارمة المتعلقة بضرورة الحفاظ على التجهيزات البيداغوجية، والتي من بينها تجهيزات الإعلام الآلي، داعيا الى ضرورة إسناد مسؤولية تسييرها إلى مختص في المجال من الأساتذة أو ممّن تتوفّر فيهم الرغبة والموهبة في استعمالها كخطوة لابد منها لضمان إطالة خدماتها، كما أعلن الوزير عن توجّه جديد في القطاع يقضي بتحديث الأثاث المستعمل كالطاولات والكراسي عبر مختلف المؤسسات التربوية لغرض تسهيل استغلاله لمختلف الحالات المتعلقة بالدروس النظرية أو الموجهة أو الورشات التطبيقية بالشكل الذي يوفر راحة أكبر للمتمدرس.

50 مليون كتاب مدرسي وجناح خاص بتكوين الإطارات بالثّانوية الجديدة

وعن الكتاب المدرسي، قال بلعابد، إنّ الوزارة طبعت 50 مليون كتاب هذه السنة، وتمّ توزيعها على مختلف المؤسسات التربوية المعنية مسبقا، مشيرا الى استحداث 22 كتاب جديد نصفها في المرحلة الابتدائية والنصف الآخر بالمرحلة المتوسطة، مع الالتزام بعرض المحتوى على المختصين للتأكد من سلامة المعلومة بها، بحيث أعطى المجلس الأعلى للغة العربية رأيه فيما يعنى باللغة، وأفصحت مصالح الشؤون الدينية عن رأيها فيما يتعلق بالتربية الاسلامية، فيما أسند الجانب التاريخي لوزارة المجاهدين في بادرة تهدف إلى تجنّب الوقوع في نفس الأخطاء المسجّلة خلال مراحل سابقة.
من جهة أخرى، أمر الوزير، أمس، باستحداث جناح خاص لتكوين إطارات القطاع على مدار السنة دون الحاجة للتنقل إلى العاصمة أو الولايات الأخرى، على أن لا يتغيّر الطابع البيداغوجي الرسمي الذي أنشئت من أجله هذه المؤسسة، والتي بقيت مغلقة على مدار عامين متتاليين، في انتظار تسجيل الطلب على التسجيل بها من طرف سكان الجوار.
وأشار الوزير بهذا الشأن إلى أنّه لابد من إعطاء مردود أكبر لهذه المؤسسة من خلال استغلالها للتكوين في مرحلة أولى لجميع الاطارات التابعة للقطاع والمنحدرة من ولاية تيبازة والعاصمة وسط وغرب، بالتوازي مع تسجيل التلاميذ بها في حال وجود طلب رسمي بهذا الشأن، على أن يتمّ قريبا تحديد الجناح المخصص للتكوين من طرف لجنة تقنية خاصة تضم مديرية التكوين بالوزارة ومديرية التربية للولاية وممثلين عن والي الولاية، مع التأكيد على بقاء الطابع الهيكلي للمؤسسة على حاله من حيث كونها ثانوية بوسعها استقبال جميع تلاميذ سكان الجوار، الذين يرتقب بأن يتحصّلوا على سكناتهم الجديدة في غضون العامين القادمين وفق مراحل متعددة.