هناك العديد من الحالات الناجحة من الطاقات الشبانية التي صنعت من المستحيل واقعا نعيشه رغم الظروف الصعبة التي مرت بها. من هذه الحالات، الجزائري مراد بن عصمان الذي اخترع جهاز يراقب سرعة ضربات القلب  ويكشف إصابة المريض بالإجهاد محققا الرواج في عالم الطب . التفاصيل ترصدها «شباب بلادي «.

أضحى مراد بن عصمان مثالا يحتذى به الشباب الجزائري بالنظر الى الانجازات العظيمة التي حققها، أبرزها الجهاز الذي اخترعه و يقيس من خلاله سرعة ضربات القلب والإصابة بالإجهاد حيث سيكون الشباب الجزائري مطالبا بالاقتداء بهذا النابغة الذي صنع الحدث على المستويين الوطني والدولي .
في عالم مليئ بالتطورات و الانجازات العلمية، ظهر شاب جزائري اسمه مراد بن عصمان الذي دخل التاريخ من أوسع الأبواب و أصبح من يضرب به المثل في المثابرة و الاجتهاد من خلال اختراعه لجهاز يقيس سرعة ضربات القلب مع مراقبة مدى اجهاد المريض و هو الامر الذي جعل الجهاز يحصل على براءة اختراع.
والدا مراد كانا على قناعة تامة بأن الابن الموهوب  سيصبح طبيبا عندما يكبر ولكن أثناء مشاركته في إحدى الدورات التدريبية في علم الأحياء والطب وجد مراد نفسه يحلم بالهندسة الكهربائية والتقنية ولحسن الحظ وجد ضالته في هذا الاختصاص، إذ اكتشف في هذا النوع من الهندسة رابطا يجمع بين كافة المجالات.
 غمر الفخر والديه عند تخرجه من جامعة تلمسان بعد حصوله على شهادة الدكتوراه والمبتكر البالغ من العمر 30 عاماً، نال عبر انجازه  لجهاز خاص ومتميز يحمل بصمته براءة إختراع. انه جهازه يراقب سرعة ضربات القلب للتحقق من الإصابة بالإجهاد وأمراض القلب.
انطلاقاً من معرفة الطالب الجزائري أن النجاح لا يأتي على طبق من ذهب وبعد حصوله على منحة دراسية من جامعة لينكوبينغ في السويد، فاز مراد بمسابقة الاختراع متفوقا على زملائه القادمين من مختلف أنحاء أوروبا.  بذل بعد ذلك جهوداً كبيرة لتسجيل براءة اختراعه، في الوقت نفسه أصبح مراد زوجا ومن ثم أباً، مما دفعه إلى استغلال كل طاقاته ومعرفته لتحقيق المزيد من النجاح.
يوّفر جهاز المحلل النفسي عبر تخطيط القلب بيانات مفيدة تتيح لخبراء الصحة تقديم نصائح حول كيفية تجنب الأمراض.
 غير أنه يصعب تحديد سرعة ضربات القلب في حال ارتفاع معدل ضرباته  الناجم عن القيام بمجهود بدني مثل صعود الدرج أو غيره من الأنشطة التي تسرّع من عدد ضربات القلب أو أثناء المرور بحالة من التوتر والإجهاد.
يعتبر جهاز المحلل النفسي عبر تخطيط القلب أول جهاز من نوعه مخصص لمراقبة ضربات القلب والتمييز بين التوتر الذهني والإجهاد البدني. للقيام بذلك يستخدم الجهاز حساسات لتحديد وجود أو غياب الحركة البدنية ويمكن من خلال ذلك للأطباء تجميع أكبر قدر ممكن من البيانات الدقيقة، كما يسمح للمرضى مراقبة أداء قلبهم وتحسين حالتهم الصحية.

البداية من برنامج «نجوم العلوم»

يُعتبر «نجوم العلوم» برنامجا تلفزيونيا واقعا تعليميا ترفيهيا أطلق بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وهو البرنامج الرائد في المنطقة العربية في مجال الابتكار ويهدف إلى دعم وتشجيع المخترعين الطموحين في مجال العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي.
يستضيف البرنامج أفضل مواهب الابتكار في تاريخه، وذلك بسبب الأعداد الكبيرة من الطلبات المقدمة للمشاركة فيه. وبعد التصفيات يخضع 12 مرشحًا لتحدي إثبات مهاراتهم خلال المراحل الحساسة للابتكار حيث يتعاونون مع مشرفين رائدين في القطاع.
 ثمّ تقوم لجنة تحكيم البرنامج الّتي تضم فريقا من الخبراء بتقييم وإقصاء المتسابقين ومنتجاتهم المبتكرة في حلقات الهندسة والتصميم إلى أن تبقى 4 مشاريع فقط ويتنافس المتسابقون الأربعة النهائيون لتقاسم جائزة قيمتها 600 ألف دولار أمريكي ويتم تحديد ذلك بناء على مشاورات أعضاء لجنة التحكيم وتصويت الجمهور.
في حين تعتبر «مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع»،  منظمة خاصة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرة تحول اقتصادها المعتمد على الكربون إلى اقتصاد معرفي من خلال إطلاق قدرات الإنسان بما يعود بالنفع على دولة قطر والعالم بأكمله .
تأسّست المؤسسة سنة 1995 بمبادرةٍ من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وتتولى الشيخة موزة بنت ناصر رئاسة مجلس إدارته . وتلتزم مؤسسة قطر بتحقيق مهمتها الاستراتيجية الشاملة للتعليم والبحوث والعلوم وتنمية المجتمع من خلال إنشاء قطاع للتعليم يجذب ويستقطب أرقى الجامعات العالمية إلى دولة قطر  لتمكين الشباب من اكتساب المهارات والسلوكيات الضرورية لاقتصادٍ مبني على المعرفة.  

أرضية خصبة لبروز الابتكارات

كما تدعم الابتكار والتكنولوجيا عن طريق استخلاص الحلول المبتكرة من المجالات العلمية الأساسية وتسهم المؤسسة أيضاً في إنشاء مجتمع متطور وتعزيز الحياة الثقافية والحفاظ على التراث وتلبية الاحتياجات المباشرة للمجتمع.
حلّ المخترع الجزائري الدكتور محمد مراد بن عصمان الأستاذ بالمركز الجامعي لعين تموشنت في المركز الرابع في الحلقة النهائية المباشرة لبرنامج نجوم العلوم الذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع حيث تحصل على 50 ألف دولار أمريكي مع تبني مؤسسة قطر لمشروعه العلمي.
 فاز بالمرتبة الأولى لبرنامج «نجوم العلوم» المخترع الشاب يمان أبو جيب من سوريا بفضل تصويت المشاهدين في مختلف أنحاء العالم العربي حيث تمكن من حصد 37.2 بالمائة وهو ما مكنه من الظفر بالجائزة الأولى التي تقدر قيمتها بـ 300 ألف دولار أمريكي علما أن يمان شارك في المنافسة باختراعه الغسالة أما المركز الثاني فكان من نصيب المخترع عمر حامد صاحب اختراع كرسي المصلين الذي يحمل اسم «سندة» برصيد إجمالي بلغ 23.1 بالمائة ليكسب بذلك 150 ألف دولار أمريكي فيما حل المخترع صاحب الحلول البناءة حسن البلوي من المملكة العربية السعودية في المركز الثالث برصيد 20.4 بالمائة لاختراعه خوذة كشف النعاس حيث حصل على جائزة نقدية بقيمة 100 ألف دولار أمريكي.
للعلم فقد تم إطلاق برنامج «نجوم العلوم» في سنة 2009 كأول برنامج تلفزيون واقع تعليمي ترفيهي مخصّص للابتكار ويهدف إلى إلقاء الضوء على الجيل المقبل من المبتكرين العرب وتنطوي هذه المبادرة تحت رؤية مؤسسة قطر الشاملة والرامية إلى إطلاق قدرات الإنسان من خلال خلق بيئة تسهل التعلم واستحواذ المعرفة.
وبحسب منظمي البرنامج فإن «نجوم العلوم» سيعود في موسمه المقبل في العام المقبل ليستقبل المشاركين البالغين من العمر بين 18 إلى 35 عاما وسيتم اختيارهم بدقة من مختلف أنحاء العالم العربي ليدخلوا المنافسة مع أفكار واعدة تساهم في حل تحديات التنمية المستدامة في الدول العربية وتعود بالفائدة على مجتمعاتهم وذات تأثير إقليمي وعالمي وستتنوع مشاريعهم لتعنى بمجالات الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والبيئة والصحة وعلوم الطب الحيوي.
سيقوم البرنامج أيضا بتنويع الجوائز للفائزين النهائيين لتتضمن جوائز نقدية ومنحاً لتطوير المنتجات مثل برامج احتضان الأعمال وسترتفع القيمة الإجمالية للجوائز المقدّمة للفائزين إلى مليون دولار أمريكي.