رحبت المفتشة التربوية فاطمة الزهراء حراث، برفض السنة البيضاء للتلاميذ، معتبرة تعليم الأجيال مسؤولية الجميع، وزارة ومجتمعا مدنيا، وقدمت في هذا اللقاء مع «الشعب» بعض الاقتراحات التي تراها مناسبة للتلاميذ خاصة الأطوار الابتدائية، وذلك بتمديد السنة الدراسية الى شهر سبتمبر، على ان يكون الدخول الاجتماعي بداية اكتوبر، وتقليص العطل المدرسية، حتى تتمكن أسرة التربية من معلمين وأساتذة من تحصيل الموسم وتدارك التأخير الذي فرضته جائحة كورونا، وترى رفيقة المدرسة الجزائرية لاكثر من نصف قرن من التعليم والمرافقة البيداغوجية، بأن أغلب الاقتراحات مكملة لبعضها البعض.
الشعب: كخبيرة في مجال التربية، ما هي ابرز الاقتراحات والحلول المدرجة في مسودة وزارة التربية حال تمديد الحجر الصحي أورفعه؟
فاطمة الزهراء حراث: المبدأ أن وزارة التربية لجأت الي النقابات بدل تنظيم عملية الإستشارة مع المختصين والميدانيين البيداغوجيين وفق كل المراحل التعليمية بحكم انها المسؤولة عليهم وشريكها الاساسي في مثل هذه الصعوبات،فلماذا لم ينظم مثلا ملتقى للتواصل مع نخبة القطاع وبعدد محدود عن طريق التحاضر عن بعد لتعرف باقتراحاتهم العملية والتربوية الواقعية، كما ان النقابات رأيها لا يمس كل الجوانب بما فيها انعكاسات الوضع على التلاميذ، لذلك استشارتها تأتي في المرحلة الثانية للإعلام والمتابعة، ولقد اطلعت على اغلب الاقتراحات وهي مكملة لبعضها البعض والتثبت فيها وترتيبها قد يفرز بعض الحلول.
– ذكرت الوزارة أنها لن تتخذ أي قرار نهائي دون الشركاء الاجتماعيين من جمعيات أولياء ونقابات معتمدة، ما هو الحل الأقل ضررا في رأيكم؟
يبدو أن الوزارة متريثة في اتخاذ اي قرار لان الوضعية سابقة في تاريخ السلك التربوي، وتتطلب الكثير من التشخيص ودراسة كل الجوانب بتريث وتعقل، لكي لا يفلت الامر ويخرج عن نطاقه، وفعلا رغم عدم تغطية كل التلاميذ بالدروس المتلفزة وغيرها نظرا لعدم توفر الوسائل لـ 9 ملايين تلميذ، إلا ان ذلك خطوة ضرورية وحتى في الوضع العادي كان من المفروض استعمالها كسند اضافي تنشيطا ومتابعة.
وفي الوضع الراهن لا يمكن القفز على الواقع الذي فرضه كورونا بكل جوانبه، والاقتراحات المقدمة لا تعبر عن الحل المنتظر، لان السنة الدراسية انتهت فعلا في شهر ماي وهذا الشهر عادة تتم فيه عملية التحضير للامتحانات بمختلف مراحلها تأطيرا ومضمونا وتنظيما.
– رئيس الجمهورية رفض السنة البيضاء، ودعا الخبراء الى بحث الحلول ضمن لجنة قطاعية، والكرة الآن في ملعب الوصاية، ماهي مؤشرات الخروج من هذا الشبح؟
أعتقد في رأيي ان تتم الامتحانات الرسمية في الدخول المدرسي المقبل، بداية بالخامسة ابتدائي والرابعة متوسط ثم شهادة البكالوريا التي لا حل لها إلا مع بداية الموسم، والاعلان عن تمديد الموسم الدراسي الي نهاية سبتمبر وفق اعلان الرئيس بعدم اللجوء الى سنة بيضاء، ولدي اقتراح شخصي أحتفظ به لنفسي لكنه يتطلب التحضير المادي الشامل ويخص فقط اقسام الامتحانات الرسمية، إلا أنه يبقى متاحا للوزارة الوصية ان أرادت.
واقتراحي، خاص بامتحان كل مستوى على حدى، لكنه يتطلب الإعداد المادي، اما الإعلان عن تمديد الموسم الدراسي فإني أتوافق معه، بحيث يكون تمديد السنة الي شهر سبتمبر كاملا حيث تجري الامتحانات، فيما يبدأ الموسم الجديد مع شهر اكتوبر، مع تقليص العطل في كل فصل، واستكمال البرنامج للأقسام العادية في فترة الادماج المتكررة.




