على الرغم من أن إجراءات العزل والإغلاق العام تبدي أثراً إيجابياً في محاصرة فيروس كورونا وتقليل أعداد الإصابات؛ ولكنها من جانب آخر تخلّف ملايين الضحايا من الفقراء والمحتاجين، فقد أثّر الفيروس على قطاعات واسعة من العمل وشلّ النشاط الاقتصادي للعديد من دول العالم، مما أدى إلى فقدان الملايين لوظائفهم وأعمالهم، حيث كان قسم كبير من هؤلاء يعيش أولاً بأول من مردود هذه الأعمال
ففي جنيف، المدينة السويسرية الغنية، أصبحت  مظاهر الطوابير الممتدّة لأكثر من كيلومتر للحصول على عبوات طعام مجانية مألوفة ، مما يظهر أثر جائحة فيروس كورونا على العمال الفقراء والمهاجرين غير الشرعيين.
في أفغانستان، تبدو الصورة أكثر قتامة ودموية، حيث قال مسؤولون إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا، امس الأول، خلال اشتباكات بين الشرطة ومحتجين غاضبين مما اعتبروه ظلماً في توزيع المساعدات الغذائية خلال أزمة فيروس كورونا،
أما في البلدان العربية،  فبالإضافة  الى جهود إنقاذ المحتاجين وإغاثتهم  من طرف منظمات المجتمع المدني، بدأت بعض الدول تتحرك مؤخراً لصرف بعض الأموال لإعانة العائلات الأشد فقراً او التي فقدت مصادر دخلها.
ففي تونس مثلا ، أطلقت إحدى منظمات المجتمع المدني مبادرة تتمثل في تقديم مساعدات مالية، باستعمال الهاتف، لعائلات فقيرة لشراء مواد غذائية، خلال شهر رمضان وفترة الحجر، خصوصاً بعدما فقدت مصادر دخلها.
شبح البطالة يحاصر الجميع
 هذا، ورسمت تقارير عالمية صورة قاتمة عن كارثة اقتصادية يواجهها العالم بسبب أزمة كورونا؛ ففي أمريكا أعلنت وزارة العمل خسارة أمريكا 20.5 مليون وظيفة خلال شهر أفريل الماضي، وهو رقم غير مسبوق في فترة قصيرة كهذه، لترتفع نسبة البطالة إلى 14.7% في أعلى مستوياتها منذ الثلاثينيات
وفي بريطانيا حذر بنك إنجلترا من أن وباء فيروس كورونا سيدفع بالاقتصاد البريطاني إلى أسوأ ركود في تاريخ البلاد ، وقال البنك من أن الاقتصاد على وشك الانكماش بنسبة 14 في المائة هذا العام، و بأن الوباء سيقلص الوظائف بشدة.
أما بالنسبة إلى العام كله فيتوقع أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 14 في المائة، وهذه النسبة ستكون أكبر انخفاض سنوي في التاريخ.