نجحت كلاب بوليسية مدربة في اكتشاف حالات الإصابة بوباء كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا قبل أكثر من أسبوع من التقاطها بواسطة مسحات الأنف في تجارب بأحد نوادي كرة القدم البلجيكية، وفقا لما نشرته «ديلي ميل» البريطانية.
تم إجراء اختبار تجريبي حول مدى فعالية الاعتماد على حاسة الشمّ لدى الكلاب المدربة على اكتشاف الحالات الإيجابية لمرض كوفيد-19 على لاعبين في نادي كرة القدم البلجيكي KV Oostende.
وسبق الاعتماد على الكلاب البوليسية المدربة كوسيلة فحص الفيروسات لدى الوافدين الجدد في مطارات بلجيكا وفنلندا.
رائحة ذات هالة مميزة
في التجربة البلجيكية، تمّ تكليف الكلاب بشمّ مسحات تفوح منها رائحة العرق من إبط اللاعبين بحثًا عن أي علامات للعدوى، حيث سبق أن كشفت دراسات علمية وجود رائحة «ذات هالة مميزة» منذ اليوم الأول للإصابة، ولكن لا توجد حاليًا أجهزة أو أدوات تشخيص قادرة على التعرّف على الرائحة، باستثناء نظام حاسة الشمّ شديد الحساسية للكلاب المدربة.
وذكرت صحيفة «دي ستاندارد» الفلمنكية أن الكلاب لديها معدل دقة يبلغ 99.5%، والذي يمكن أن يكون أكثر دقة وحساسية بالمقارنة مع مسحات المختبر PCR المأخوذة من الأنف، والتي تعتبر حاليًا بمثابة معيار الذهب لاختبار فيروس كورونا.
ميزة الكشف المبكر
تمّ تدريب الكلاب بواسطة خبراء في شركة K9 Detection، ومقرها في أوستند ببلجيكا، والتي قال رئيسها التنفيذي يوهان ويكهوزن: «كان هناك لاعبون قد أظهروا نتائج سلبية في مسحات بي سي أر، لكن أثبتت الاختبارات بواسطة الكلاب أنها حالات إيجابية. وبعد ثمانية أو تسعة أيام تأكدت صحة نتائج اختبار الكلاب».
وأشار ويكهوزن إلى إنه إذا تمّ الأخذ بنتائج الاختبار بواسطة الكلاب، لكان من الممكن أن يتمّ وضع اللاعب المصاب في الحجر الصحي في وقت مبكر، ما يحد من انتشار الفيروس أكثر في مجموعة اللاعبين.
ومن ناحية أخرى، يقول نادي أوستند لكرة القدم، إنه من غير المرجح أن تحل الكلاب المدربة محل اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (بي سي أر) بالكامل، لكنها ربما تلعب دورًا كأداة فحص جماعي للسماح للجماهير بالعودة إلى المدرجات.
مشاهدو المباريات والمسافرون
ويضيف مسؤولو أوستند في نفس الوقت أن «إجراء بضعة آلاف من الأشخاص لاختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (بي سي أر) قبل السماح لهم بالقدوم إلى مدرجات مباراة لكرة القدم ليس مستحيلًا من الناحية المالية والعملية».
وتدعم التجربة نتائج دراسة حديثة في مطار فنلندي، حيث قامت الكلاب بتحديد إصابة مسافرين يبدو عليهم ظاهريًا أنهم بصحة جيدة.
خضع المسافرون الذين أوقفتهم الكلاب البوليسية لفحوصات مسحة لمعرفة ما إذا كانوا يحملون الفيروس وجاءت النتائج سلبية. ولكن، بعد بضعة أيام، قام نفس الأشخاص، الذين يُفترض أن نتائج سلبية، بالإبلاغ بأنهم أصيبوا بأعراض كوفيد-19.
نتائج مذهلة
وتمّ اختبار ستة كلاب بوليسية من قبل كلية لندن للصحة والطب الاستوائي العام الماضي لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدامها للكشف عن الفيروس.
تمّ رفع نتائج الدراسة، التي بلغت تكلفتها 500 ألف جنيه إسترليني، إلى وزير الصحة البريطاني مات هانكوك في أكتوبر 2020، لكن من غير المعروف ما إذا كان سيتم استخدام الكلاب رسميًا للكشف عن حالات إيجابية بفيروس كورونا المُستجد.
في تصريحات لصحيفة «تايمز» البريطانية، قالت الباحثة آنا هيلم بيوركمان من جامعة هلسنكي إن الكلاب الثلاثة المشاركة في الدراسة الفنلندية – وهي مينا وكوسي وفالو – حققت نسبة نجاح تقارب 100% في اكتشاف الفيروس، مشيرة إلى أن الكلاب «في الواقع تتمكن من اكتشاف الحالات الإيجابية قبل نتائج مسحة بي سي أر بحوالي أسبوع».
العربية نت
