قالت فتيحة بن عبو، أمس، خلال نزولها ضيفا على «الشعب»، إنه بالرغم من أهمية المجتمع المدني في مستقبل البلاد، إلا أنه لا يمكن له أن يحل محل الأحزاب السياسية، لأن هدفها تعزيز الفعل المواطناتي التشاركي في مختلف المجالات وتنمية الثقافة المواطناتية، وليس الوصول إلى السلطة.
أوضحت بن عبو، أن قانون الانتخابات الجديد لم يأت بمواد تسمح للمجتمع المدني بالانخراط في الحياة السياسية، وهذا بالرغم من الأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية للمجتمع المدني. إلا أنه – تقول بن عبو – لا يمكنها أن تكون إلا قوة ضاغطة، بالنظر إلى الدور الذي تقوم به بين الأشخاص والمواطنين من جهة والدولة من جهة أخرى، وهذا لتحقيق مصالح المجتمع في كنف الاستقرار، التكافل الاجتماعي، ونشر الثقافة بكل أنواعها، وتعزيز وترسيخ قيم ومبادئ ومعايير التسامح.
وأشارت في سياق موصول، إلى طريقة تأسيس الجمعيات التي تختلف تماما عن طريقة إنشاء الأحزاب السياسية التي تعتبر مشروعا سياسيا مشتركا يتطلب إجراءات كثيرة ومعقدة لإنشائه، مشيرة الى أن تنظيم المجتمع المدني والسياسي يختلفان، وهو تنظيم غربي متكون في الدول الحديثة، وهذا استنادا إلى ما قاله الفيلسوف هيغل: «المجتمع المدني لا يمكنه أن يؤدي دورا سياسيا»، على اعتبار أن الجمعيات لها أهداف معنية.
وجود فعاليات المجتمع المدني يقترن – بحسب بن عبو – بالتراجع الملحوظ في بعض مجالات الحياة الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، حيث كان لابد من وجود مؤسسات أو هيئات تعمل على تدارك النقص، الأمر الذي شجع الكثيرين على إطلاق العديد من المبادرات الجماعية، من أجل تكوين تنظيمات وجمعيات ذات أهداف متنوعة تقدم خدمة عامة للجميع، أسست لوجود وتفعيل المجتمع المدني.
وأكدت المختصة في القانون الدستوري فتيحة بن عبو، أن المجتمع المدني الممثل في الهيئات والمؤسسات، ليس لديه الحق في الوصول الى السلطة، موضحة بخصوص ترشحهم في القوائم الحرة، أنهم يملكون الحق كأشخاص مستقلين ومواطنين وليس كمجتمع مدني، والتمثيل الديمقراطي لا يمكن أن يعوض في الديمقراطية الحديثة، والأحزاب السياسية تقوم بدورها الكامل في الممارسة الديمقراطية، غير أنها في المقابل، يمكن أن تغيب عن المشهد السياسي لأسباب عديدة.
