عرف الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية انتشارا واسعا للأحزاب عبر ولايات الوطن من خلال اللقاءات الجوارية، حيث وجدت نفسها وجها لوجه مع المواطنين، ما سمح لها بالاحتكاك بهم والاستماع إلى انشغالاتهم مع دعوتهم للمشاركة في الانتخاب والتصويت لصالح قوائمها.
تركز أغلب الأحزاب السياسية والقوائم الحرة على اللقاءات الجوارية ،التي تعتبرها «محرار» هام في معرفة توجه الشعب ونظرته إلى أول تشريعيات بعد الحراك الشعبي ، وقد تباينت الانطباعات التي رصدتها الأحزاب و التي نقلت «الشعب» من خلال تصريحات مسؤوليها حول مجريات الحملة في ميدان مفتوح، بعيدا عن القاعات المغلقة والتجمعات الشعبية التي تتكون في اغلبها من أنصار ومتعاطفين.
بالنسبة لرئيس التنسيقية الوطنية لحزب طلائع الحريات، بن ونان، فإن المواطنين ينقسمون إلى فئتين، فئة تعتقد في التّغيير وتريد أن يتمخّض عن هذه الانتخابات مجلس شعبي وطني مشكل من نواب نزهاء ينقلون انشغالات الشعب، ويدافعون عن المشاريع والبرامج التي تستجيب لتطلعاتهم.
ووصف بن ونان الخرجات الميدانية في إطار اللقاءات الجوارية مع المواطنين بـ «الجيدة» لحد الآن، وهو يفضلها عن التجمعات الشعبية، مشيرا إلى أنه أمضى ساعات طوال في أحياء من مختلف بلديات الوطن.
وقال المتحدث إنّ مترشحي الحزب أمضوا وقتا طويلا في شرح أهمية الانتخابات في التغيير نحو الأفضل، حيث تحولت اللقاءات إلى «محاضرات» غلب الحديث فيها عن أهمية الاستحقاق بالنسبة للوطن خاصة في ظل الظرف الصعب الذي يمر به، ويعتقد بن ونان أنّ ذلك مهم قبل الحديث عن برنامج الحزب، لأن الذهاب إلى التصويت أهم خطوة الأهم لأنّ الانتخابات تعد فرصة لإحداث التغيير المنشود – على حد قوله –
وأكّد بن ونان للمواطنين الذين التقى بهم أنّ الانتخابات قضية وطن وليس حزبا، محاولا التأثير في الذين ترسّخت لديهم صورة سيئة عن النائب «يأخذ راتبا كبيرا مقابل رفع يده»، حيث أوضح لهم بأنّ النائب تقع عليه مسؤولية رفع انشغالات المواطنين إلى السلطات العليا للبلاد، والدفاع عن المشاريع التي تحقّق لهم مطالبهم في مستوى معيشي حسن وخدمات صحية وتعليمية راقية.
أما احمد صادوق، عضو قيادي في حركة مجتمع السلم، فقال إنّه تمّ التركيز في الخرجات الجوارية على أهمية الانتخابات لبلوغ التغيير المنشود، والذي طالب به الحراك الشعبي منذ 22 فيفري 2019، محاولا إقناع المواطنين بأنّه لا يوجد حل «خارج الصندوق»، وهذا معروف في جميع دول العالم.
ويعتبر صادوق أنّ الحكم هو الميدان، حيث سمحت اللقاءات الجوارية التي ينظّمها الحزب عبر كافة ولايات الوطن بالاحتكاك من مسافة «صفر» مع المواطنين، وقد اطلعوا على انشغالاتهم وتذمّرهم، حيث تركّزت على الوضع الاجتماعي الذي يعيشونه في ظل غلاء المعيشة وارتفاع نسبة التضخم.
قال صادوق إنّ المترشّحين حاولوا إقناع المواطنين بأهمية الانتخابات التشريعية لأنّها حرّة، وستفرز طبقة سياسية جديدة ببرامج سياسية، اقتصادية واجتماعية ترمي لخدمة تطلعات الشعب لمستقبل أفضل، وقد تخلص من شوائب الماضي.
وأضاف أنّه بعد هذه الانتخابات التي يأمل أن تكون المشاركة فيها أكثر من سابقاتها، سنذهب إلى حوار وطني يفضي إلى عقد وطني جامع، وبرنامج يتفق عليه تحت إشراف رئيس الجمهورية، ويتوقّع المتحدث أن يكون هناك إقبال على صناديق الاقتراع عكس الانتخابات السابقة، لأنها أول استحقاق بعد الحراك، وفي ظل قانون انتخابي جديد، فتح مجال المنافسة أكثر، والأهم بالنسبة له هو مصداقية المؤسسة التشريعية التي تتمخّض عن انتخابات 12 جوان القادم.




