أكّد مجاهدون، أمس، بالبليدة ضرورة مواصلة شباب اليوم معركة بناء وتشييد الوطن، والمحافظة على التضحيات الجسام التي قدّمها الشهداء والمجاهدون.
أوضح المجاهدون في لقاء نظّمته مديرية الأمن الولائي بمناسبة إحياء الذكرى الـ 59 لعيد الاستقلال والشباب، واحتضنه متحف المجاهد بأولاد يعيش، أنّ الشهداء والمجاهدين قدّموا بالأمس أرواحهم من أجل افتكاك استقلال البلاد، وعلى شبابنا اليوم مواصلة هذه المعركة من خلال بناء وتشييد الجزائر على كل المستويات حفاظا على هذه التضحيات.
وقال المجاهد مدان معمر المولود في سنة 1939 في البليدة، والذي يعد من الطلبة الذين تخلوا عن الدراسة والتحقوا بالثورة في ماي، وكان محكوما عليه بالإعدام، إنّه بفضل سلسلة المقاومات والكفاح بجميع أنواعه منذ 1830 إلى غاية 1962، تمكنّا من انتزاع استقلال الجزائر، وبرهنا للعالم بأسره قوة الجزائريين وتصميمهم على تحرير البلاد.
وأضاف مدان في شهادة ألقاها بالمناسبة، أن تاريخ 5 جويلية 1962 يجب أن «يبقى محفورا في ذاكرة جميع الأجيال لأنه بمثابة ميلاد جديد للجزائر والجزائريين، الذين كانوا يعيشون كالأموات تحت وطأة الإستعمار». واستذكر المتحدث يوم الإستقلال قائلا «خرج جميع الجزائريّين دون استثناء للشوارع وكأنّه عرس كبير والزغاريد تعلو وعلم الجزائر يرفرف في السماء والفرحة تغمر قلوب الجميع، غير أنّ هناك مرارة في أعماقنا حزنا على الشهداء والمعطوبين والجرحى، الذين لم يتمكنوا من رؤية هذا اليوم والإحتفال معنا».
من جهته، قال المجاهد خشنة عبد الرزاق المولود سنة 1939 بالبليدة، والذي كان أيضا من الطلبة الذين التحقوا بالثورة في ماي 1956، وحكم عليه بالإعدام غيابيا، إن «جميع الجزائريين كانوا مؤمنين ومصممين على قدوم ذلك اليوم الذي تصبح فيه الجزائر حرة مستقلة، وعملنا كل ما بوسعنا لتحقيق هذا الحلم».
وأضاف خشنة أنه يجب على جيل اليوم استكمال المسيرة وبناء الوطن بحب وقناعة وحمايته من جميع التهديدات المحتملة بالنفس والنفيس مثلما فعل جيل الأمس إبان الثورة التحريرية المجيدة».
وتحدّث أستاذ التاريخ بجامعة البليدة 2، محمد شريف سيدي موسى، في محاضرة ألقاها بالمناسبة تحت عنوان «دور المجاهدين في تأسيس الشرطة والتحاقهم بها غداة الإستقلال»، عن مساهمة المجاهدين في هذا السلك الأمني الهام، وفي تأسيسه عقب 5 جويلية 1962.
أبرز الأستاذ الجامعي في مداخلته مراحل تأسيس الشرطة الجزائرية وكيفية انبثاقها من رحم ثورة التحرير وقيام المجاهدين بتأسيسها وهيكلة هذا الجهاز.
وتمّ بالمناسبة التي حضرها عدد من الضباط وأعوان الأمن الوطني، تكريم المحاضرين والفائزين في الدورات الرياضية بين مصالح الشرطة ومسابقة الرسم المخصصة لعناصر الكشافة الإسلامية الجزائرية، بالإضافة إلى تنظيم زيارة لمتحف المجاهد لفائدة الحضور.



