احتفت جامعة لونيسي علي العفرون بالبليدة، أمس، بالذكرى الـ 59 لعيد الاستقلال والشباب بقاعة المؤتمرات سعيد عيادي بحضور الأسرة الجامعية من أستاذة وطلبة، وكذا مجاهدين استحضروا كفاح الشّعب الجزائري الأبيّ ضد الاستعمار الفرنسي.
كشف المجاهد محمود عيسى الباي، مجاهد من الولاية التاريخية الرابعة، ومن مؤسّسي ذاكرة الولاية الرابعة، إلى أنّ من أصعب الأمور كان بداية الثورة وكذا نهايتها، مرحلتان صعبتان فيهما الكثير من الأحداث من جانب الصراع مع الفرنسيين، والفرنسيين فيها بينهم، وحتى الجزائريين فيما بينهم.
وبحسب الباي فقد عمل الفرنسيون على تقسيم الجزائر إلى مناطق، إلى غاية محاولة فصل الشمال عن الجنوب، كما عرفت فرنسا عدة انقلابات، وعرفت المرحلة تأسيس منظمة «أو – أ – أس»، وفي سنة 1960 تمّ تسليح المعمّرين الذين تمّ وضعهم تحت تصرف المنظمة السرية الخاصة.
وأعلن الفرنسيّون الجزائر فرنسية تحت لواء الجنرالات الفرنسيين المتمردين، والقيام بأعمال عنف كبيرة جدا كحرق المكتبة المركزية، وتسليط القوة الثالثة من قبل ديغول من أجل إرغام الجزائريين على التصويت لصالح فرنسا في الاستفتاء، كقوة رائدة في 1962، باعتبارها رهان قوة محلية تتولى الأمن بعد الاستقلال قوامها 20 ألف لتسيير المرحلة الانتقالية، وتأسيس شرطة محلية لحفظ الأمن بعد انسحاب الفرنسيين.
كما تمّ إغلاق المدارس نتيجة هجرة المعلمين، وحاولت «أو – أ – أس»، الانتقال إلى الجبال من أجل فتح جبهة ثالثة، بالإضافة الى سحب الفرنسيين لكل الموظفين والإداريين، فاضطر الجزائريون إلى تكوين ممثلين لتسيير المرحلة، حيث كان عملا جبّارا بالنسبة لهم.
كما قدّم الدكتور بن يوسف تلمساني محاضرة حول نضال الشعب الجزائري منذ 1830، الذي ما فتئ أن يقاوم الاحتلال الفرنسي لمدة 132 على فترات، في محاولة لرد الاعتبار للهوية الجزائرية بطرق مختلفة أحزاب، حركة وطنية، فرق رياضية، وغيرها من أشكال المقاومة إلى غاية تفجير الثورة في أول نوفمبر 1954، حيث جمعت جبهة التحرير الوطني كافة التيارات السياسية تحت لواء واحد، مع المزاوجة بين الكفاح المسلح والدبلوماسية النشطة لتدويل القضية الجزائرية، وأكّد الدكتور تلمساني في مداخلته على مسار المفاوضات الذي سبق إعلان الاستقلال في 19 مارس، تاريخ وقف إطلاق النار.



