يتجدّد الموعد مع ذوي الهمم ضمن المنافسة الأكبر في العالم وهي الألعاب البارالمبية، حيث يتأهّب رياضيّونا للدخول في جو المنافسة للدورة 33 التي ستحتضنها باريس في الفترة الممتدة من 28 أوت إلى 8 سبتمبر 2024، والتي ستشارك فيها الجزائر بوفد يتكون من 26 رياضيا يطمحون لرفع الراية الوطنية عاليا خلال هذا الموعد.

 آمال كبيرة معلّقة على رياضيّينا الذين تحذوهم إرادة قويّة صنعت منهم أبطالا في عديد الاستحقاقات الكبرى، أبرزها الألعاب البارالمبية، وبعدما رفعوا الراية الوطنية عاليا في عديد الدورات، محقّقين إنجازات كبيرة ستظل راسخة في سجل كل من ساهم في ذلك، يتجدّد الموعد هذه المرة من أجل رفع الراية الوطنية عاليا، وإسماع النشيد الوطني “قسما” في سماء باريس، حيث يطمحون إلى تحقيق نتائج إيجابية مثلما تعوّدنا في كل مرة.
بداية التنقل إلى باريس سيكون غدا الجمعة، حيث سيتنقّل أول فوج من الوفد الجزائري من أجل الدخول للقرية الأولمبية بغرض الشروع في التحضيرات الأخيرة الخاصة بالحدث البارالمبي، وفي نفس الوقت من أجل التعود على الأجواء، وكذا التعرف على الميادين المخصصة للمنافسات حتى تكون المأمورية أسهل وضغط أقل  لتحقيق الأهداف المسطرة من هذا الموعد، والمتمثل في كسب أكبر عدد من الميداليات خاصة الذهبية منها لتكون الحصيلة استثنائية، وأكبر من تلك التي كانت في طوكيو 2021 عندما حصدت البعثة الجزائرية 12 ميدالية، منها 4 ذهبيات.

صايفي، حمري وقندوز..مرشّحون لنيل الذّهب

 من جهة أخرى، فإنّ التّحضيرات التي قام بها الرياضيون الذين سيشاركون في الموعد كانت أفضل من أي وقت مضى، حيث وفرت كل الإمكانيات المادية والظروف المعنوية أمام الرياضيين من أجل التركيز على التدريبات وكذا المنافسات التأهيلية، الأمر الذي يجعل الوفد الجزائري هذه المرة يتنقّل إلى باريس بروح معنوية عالية وراحة نفسية كبيرة، لأنّهم يحظون بمتابعة المسؤولين وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. كل هذه النقاط سترفع من إرادة ذوي الهمم لرفع الراية الوطنية عاليا مثلما عوّدونا، كما سبق لمدير الرياضة بوزارة الشباب والرياضة حساني تأكيده دعم ذوي الهمم، حيث كانوا معنيين بالميزانية المخصصة للتظاهرات الكبرى.
يتكون الوفد الجزائري من 26 رياضيا يتوزعون على 5 اختصاصات، 20 في ألعاب القوى على غرار القفز العالي، رمي الجلة والقرص، السباقات نصف الطويلة، سباقات السرعة، إضافة إلى المشاركة الأولى في اختصاص الباراكانوي عن طريق ابراهيم قندوز، 3 أسماء في اختصاص الحمل بالقوة، 2 في الجيدو، فيما غابت الجزائر في اختصاص كرة السلة على الكراسي وكرة الجرس رغم أنها كانت تشارك في هذين الاختصاصين في الطبعات الماضية، وبهذا فإن الوفد الجزائري سيكون في الاختصاصات الفردية فقط، والتي ستكون ممثلة بأسماء لها خبرة في المواعيد الكبرى.

الخبرة والتّجربـة تصنعـان الفـارق

 يعوّل كثيرا على صاحبة الخبرة والتجربة الطويلة نسيمة صايفي من أجل تحقيق الذهب في اختصاصي رمي القرص ورمي الجلة، حيث أكّدت جاهزيتها للموعد البارالمبي من خلال التألق في بطولة العالم، والتي كانت محطة جد مهمة من أجل تقييم المستوى قبل التنقل إلى باريس.
من جهتها العائدة إلى جو المنافسة وصاحبة برونزية الوثب العالي في طوكيو 2021 ليندة حمري، أكّدت أنها ستقدّم ما عليها بعد تحضيرات طويلة وعمل شاق من أجل تحويل الميدالية إلى المعدن النفيس. جميل سكندر، صفية جلال، عبد الكريم كرعي، أسماء تطمح إلى تأكيد جدارتها بالتأهل.
للإشارة، فإنّ موعد باريس للألعاب البارالمبية سيعرف مشاركة 333 رياضي، سيتنافسون في 22 اختصاصا من بينهم 26 جزائريا موزعين على 5 رياضات، وسبق للجزائر أن شاركت 8 مرات في الحدث البارالمبي منذ أول مرة كانت في برشلونة 1992، وتملك في رصيدها 85 ميدالية منها 27 ذهبية، 22 فضية، 36 برونزية ما أهّلها لأن تكون في المركز 41 في الجدول العام، والمركز الخامس أفريقيا والثالث عربيا بعد كل من مصر وتونس، وتطمح في المشاركة رقم 9 إلى تحقيق أفضل نتيجة بعدما كانت التحضيرات في المستوى المطلوب من كل الجوانب وبشهادة الرياضيين والمسيرين.

العسري: التّحضيرات كانت في المستــوى

 وأكّد رئيس الاتحادية الجزائرية لذوي الاحتياجات الخاصة سيد أحمد العسري خلال الندوة الصحفية التي عقدها قبل التنقل إلى باريس، أنّهم جاهزون للدخول في جو المنافسة قائلا “هدفنا واضح خلال الألعاب البارالمبية التي ستجري بباريس، حيث نطمح لتحقيق أكبر عدد من الميداليات خاصة الذهبية، لإسماع النشيد الوطني قسما في سماء باريس، إضافة إلى أنّنا نريد حصد ميداليات اكثر من الطبعة الماضية عندما حققنا 12 ميدالية منها 4 ذهبيات و4 فضيات و4 برونزيات، هذه المرة نريد أن يكون المجموع أكبر لأن الرياضيين حضّروا بشكل أفضل”.
واصل العسري قائلا في ذات السياق: “تمّ توفير كل الإمكانيات اللازمة أمام الرياضيين خلال فترة التحضيرات وكذا أثناء المنافسات المؤهلة للألعاب البارالمبية، وكل ذلك يجعلنا نتطلّع لتحقيق نتيجة إيجابية ومشرّفة بحول الله، لا يمكنني إعطاء رقم محدد لعدد الميداليات المسطرة لكي لا يكون ضغطا على الرياضيين، ونطمح لحصد أكبر عدد، كما قمنا بيوم تحسيسي للرياضيين حول فحص المنشطات وكذا الضغط الذي سيكون، كل الامور كانت مضبوطة لكي يبقى التركيز على المنافسة فقط”.
تطرّق المسؤول الأول على رياضة ذوي الهمم إلى أن التركيز سيكون على رياضة ألعاب القوى لحصد أكبر عدد من الميداليات قائلا “لدينا خبرة في الألعاب البارالمبية بالعودة للنتائج المحققة في الدورات الماضية، ورغم تراجع التعداد بسبب عدم تأهل كل من منتخبي كرة السلة على الكراسي وكرة الجرس، إلا أننا سنركز على الاختصاصات التي سنشارك فيها أبرزها ألعاب القوى التي نطمح خلالها الى حصد أكبر عدد من الميداليات لأن أغلب الرياضيين لديهم الخبرة، وسبق لهم أن رفعوا الراية الوطنية عاليا من قبل، إضافة إلى الاختصاصات الأخرى التي نريد أن نحقق فيها الذهب، ولهذا يجب على كل الجزائريين أن يدعموا هؤلاء الابطال لأنهم طالما شرّفونا”.