أطلقت جامعة قاصدي مرباح ورقلة هذا العام تقنية رقمية جديدة في تنظيم مسابقات الدكتوراه، في خطوة نوعية نحو ترسيخ رقمنة التعليم العالي وتحسين إدارة الامتحانات، تهدف إلى تعزيز الكفاءة والشفافية في مختلف مراحل المسابقة، بدءا من الاستقبال وحتى التصحيح والمداولات، لتصبح بذلك الجامعة الجزائرية الأولى التي تتبنى هذا النظام الشامل.
تتيح التقنية الرقمية الجديدة للطلاب تحميل استدعاءاتهم على هواتفهم، مما يلغي الحاجة للنسخ الورقية التقليدية، وعند الحضور للمسابقة، يقوم الطالب بمسح رمز الاستجابة السريعة (QR) الموجود على الاستدعاء، ليتم توجيهه تلقائيا إلى قاعة الامتحان المخصصة له.
وعلى هامش فعاليات إطلاق مسابقة الدكتوراه في شعبة اللغة الإنجليزية التي عرفت تخصيص 16 منصبا، ووصل عدد المترشحين فيها إلى 501 طالب منهم 189 في الدراسات الأدبية و312 في الدراسات اللسانية، صرح عميد كلية الآداب واللغات والفنون، الأستاذ الدكتور حسين دحو، أن “هذه التقنية ستسمح بتنظيم العمل، والتحكم الأمثل في التسيير وكذلك تسهل على الطالب اجتياز مسابقة الدكتورة بدءا باستدعائه، هذا الاستدعاء الذي لم يصبح ضروريا أن يكون استدعاء ورقيا، حيث يكفي الطالب أن يكون قد حمل استدعاءه على جهاز هاتفه ليتم مسح QR الموجود على الاستدعاء، ومن ثمة يتم توجيه الطالب إلى القاعة التي يجرى فيها الامتحان”.
وذكر أن هذا الإجراء لا يسهل على الطالب عملية الدخول فحسب، بل يمكن أيضا إدارة الجامعة من التحكم في الإحصائيات لحظة بلحظة، بما في ذلك أعداد المترشحين والغائبين، مما يعزز من كفاءة إدارة الموارد البشرية.
ومن المزايا البارزة لهذه التقنية هي قدرتها على تحسين الشفافية والدقة في جميع المراحل، إذ تلغي الحاجة إلى القوائم الورقية وطوابير الانتظار، ويصبح توجيه الطلاب إلى القاعات أكثر سلاسة، كما تضمن التقنية توزيعا مثاليا للأوراق بين المصححين، بما يعزز من دقة التصحيح ويضمن تقييما عادلا ودقيقا.
ومن جانبه، أكد مدير الجامعة محمد الطاهر حليلات خلال إشرافه على عملية انطلاق أول مسابقة دكتوراه تنظم بهذه التقنية الرقمية الجديدة بنسبة 100 في المائة من وضع السؤال إلى تصحيح الأوراق، وقال إن هذا التحول الرقمي يعكس التزام الجامعة بالشفافية والدقة، ويعد خطوة متقدمة نحو تحسين جودة التعليم العالي في الجزائر، مضيفا أن جامعة ورقلة التي كانت السباقة لتطبيق هذه الآلية، ستفتح الباب أمام تعميم هذه التقنية التي بادرت بها وزارة التعليم العالي على جميع المسابقات المستقبلية.
جدير بالذكر أن جامعة قاصدي مرباح كانت قد طبقت هذه التقنية بشكل جزئي في العام الماضي على مرحلة الاستقبال فقط، ولكن تم توسيع نطاقها لتشمل جميع المراحل هذا العام، بما في ذلك تصحيح الأوراق إلكترونيا، كما ذكر الدكتور محمد رضوان كافي نائب مدير الجامعة للتكوين العالي في الطور الثالث والتأهيل الجامعي والبحث العلمي وكذا التكوين العالي فيما بعد التدرج، حيث أشار إلى أن العملية مست في السابق شعب في كلية التكنولوجيات الحديثة منها في تخصص الاتصالات السلكية واللاسلكية وكل من تخصص الأرطفونيا وعلوم الإعلام والاتصال في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وتخصص علوم التغذية بكلية علوم الطبيعة والحياة.
