يستشعر البعوض الأشعة تحت الحمراء من حرارة الجسم للمساعدة في تعقب البشر وهي من نوع إن الإش وهذا ما جاء في دراسة نشرتها جامعة كاليفورنيا – سانتا باربرا 22 أوت 2024 وتمثل هذه الحشرة واحدة من العديد من الحشرات التي تتكاثر عبر مسافات مختلفة.
في حين أن لدغة البعوض غالبًا ما تكون مجرد إزعاج مؤقت، إلا أنها قد تكون مخيفة في أجزاء كثيرة من العالم. ينشر أحد أنواع البعوض، وهو الزاعجة المصرية، الفيروسات التي تسبب أكثر من 100 مليون حالة إصابة بحمى الضنك والحمى الصفراء وزيكا وأمراض أخرى سنويًا. وينشر نوع آخر، وهو الأنوفيلة الغامبية، الطفيلي المسبب للملاريا. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الملاريا وحدها تسبب أكثر من 400 ألف حالة وفاة سنويًا. في الواقع، إن قدرتها على نقل الأمراض أكسبتها لقب أخطر الكائنات الحية. للعلم ذكور البعوض غير ضارة، لكن إناثها تحتاج إلى الدم لنمو البيض. ليس من المستغرب أن هناك أكثر من 100 عام من الأبحاث الدقيقة حول كيفية عثور هذه الحشرات على مضيفها. خلال هذه الفترة، اكتشف العلماء أنه لا يوجد دليل واحد تعتمد عليه هذه الحشرات. بل إنها تدمج المعلومات من حواس مختلفة عبر مسافات متفاوتة.
أضاف فريقٌ بقيادة باحثين من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا حاسةً جديدةً إلى القدرات الموثقة للبعوض: الكشف بالأشعة تحت الحمراء. ضاعفت الأشعة تحت الحمراء الصادرة عن مصدرٍ تقارب درجة حرارة جلد الإنسان سلوك الحشرات في البحث عن العائل عند دمجها مع ثاني أكسيد الكربون ورائحة الإنسان. توجه البعوض بشكلٍ كبيرٍ نحو هذا المصدر أثناء البحث عن العائل. كما اكتشف الباحثون موقع كاشف الأشعة تحت الحمراء هذا وكيفية عمله على المستويين المورفولوجي والكيميائي الحيوي. نُشرت النتائج بالتفصيل في مجلة نيتشر. قال نيكولاس دي بيوبيان، المؤلف المشارك الرئيسي، وهو طالب دراسات عليا سابق وباحث ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا في مختبر البروفيسور كريج مونتيل: “إن البعوضة التي ندرسها، الزاعجة المصرية، تتمتع بمهارة استثنائية في العثور على مضيفين بشريين. يُلقي هذا العمل ضوءا جديدا على كيفية تحقيق ذلك”.
