منــع التّخييــم والتّجــوال ودخــول المركبــات للفضــاءات الغابيــة

 بادرت مصالح الغابات لولاية برج بوعريريج، بالتنسيق مع مختلف الهيئات المشتركة إلى انتهاج مخططات وإجراءات ميدانية لحماية الغابات تعتمد على السرعة والفعالية في التدخل، مع إصدار قرارات ولائية تمنع التخييم والتجوال ومواقد الشواء، ودخول المركبات والدراجات للفضاءات الغابية، مع تسخير عتاد لوجستي مدعّم بلجان مشتركة تشرف على عمليات التحسيس، التنظيف، والمراقبة المستمرة للمساحات الغابية طيلة فترة الحماية.

 شرعت مصالح الغابات بولاية برج بوعريريج، منذ بداية شهر فيفري المنصرم، إلى إعداد مخطط ولائي خاص بحماية الثروة الغابية من الحرائق، يضمن إجراءات واستعدادات وقائية  بالتنسيق مع مختلف الهيئات والمصالح المحلية المعنية بحماية الغابات، مع السهر على تطبيق فحوى القوانين الصارمة الواردة في هذا الباب، منها الإجراءات المتعلقة بمنع دخول المركبات للفضاءات الغابية منع التخييم والتجوال أو إنجاز مفحمة أو استخلاص القطران أو الراتنج أو تدخين ومنع تربية خلايا النحل داخل الأملاك الغابية الوطنية أو على مسافة لا تقل عن كيلومتر منها طيلة فترة الحماية الممتدة من 01 ماي إلى غاية نهاية أكتوبر من العام الجاري، مع تسخير فرق مشتركة تسهر على المراقبة اليومية لهذه الثورة الغابية.

حملات تحسيسية وعمليات تنظيف

كشف مسؤول مصلحة حماية النباتات والحيوانات على مستوى مديرية الغابات لولاية برج بوعريريج لـ “الشعب”، عن مواصلة مصالحه في استهداف أكبر شريحة من المواطنين عبر بلديات ودوائر الولاية، في إطار القوافل التحسيسية التي انطلقت منذ الفاتح من شهر ماي الجاري لاسيما تلك التي تتوفر على مساحات غابية في المناطق الشمالية والغربية، في إطار برنامج الوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، بهدف تبليغ المواطنين بالعواقب والمخاطر المحتملة المرتبطة بتواجد المواطنين داخل الغابات أو القيام بإنجاز مفحمة أو مأدبة شواء أو تخييم وغيرها من السلوكيات السلبية التي قد تؤدي  إلى حرائق  خاصة خلال فترات الأعياد والمناسبات، مع تبليغهم وتحسيسهم بأهم القرارات الولائية الواردة في هذا الباب، والعواقب المرتبة عن مخالفي هذه القوانين خلال فترة الحماية.
وأشار في ذات السياق، إلى الانتهاء من عمليات تطهير وتنظيف أطلقتها مصالح الغابات مسّت مساحات معتبرة من الثروة الغابية، تتجاوز 488 متر مربع، شملت التطهير من الخشب اليابس، الحشائش والحرائق السابقة، لمنع عمليات اندلاع الحرائق، خصوصا وأنّ مجمل الثروة الغابية لولاية برج بوعريريج، تشتمل على 80 بالمائة من الصنوبر الحلبي المعروفة بحساسيتها للنيران.

تنسيق مشترك

بالمقابل كشف مسؤول مصالح الغابات عن مخطّطات ميدانية باشرتها مصالح الغابات بالتنسيق مع المصالح المشتركة على غرار الحماية المدنية، مصالح الفلاحة والأشغال العمومية وأنظمة الاتصال التي تحتوي على أبراج اتصال داخل الغابات، تعتمد على خرائط خاصة بالتدخل وأبراج المراقبة ونقاط مخصصة لتجميع المياه ومحطات للطائرات القاذفة للمياه، على غرار مطار الحوامات المتواجد بمنطقة الياشير المخصص لذات الغرض، تضاف إليها تلك القوانين والإجراءات المحددة في القرار الولائي رقم 490 المتضمن حملة مكافحة حرائق الغابات.
ويحدّد لجان المنوابة المشتركة التي تسهر على مراقبة وتطبيق النصوص القانونية الواردة في القانون رقم 23-21 المتعلق بالغابات والثروات الغابية، الرامي إلى المحافظة عليها وتثمينها واستغلالها العقلاني في إطار نظرة شاملة ومستدامة، لاسيما المواد 18، 19 و12 التي تمنع استخدام النار لأي غرض كان، إلى جانب الإشراف على دوريات مشتركة ومراقبة ليلية ونهارية تستمر 24/24، يقوم بها فرق مصالح الغابات بالتنسيق مع الدرك الوطني والحماية المدنية لحماية الثروة الغابية.

أزيد من 430 كلم مسالك غابية..سرعة التّدخّل

كما تحدّث ذات المسؤول، عن إجراءات استباقية بادرت إليها مصلحة الغابات كان لها الأثر الكبير في تسهيل عملية المراقبة، وكذا فعالية التدخل السريعة لمحاصرة الحرائق المحتملة، فضلا عن أنها مكّنت الفلاحين وأصحاب المستثمرات الفلاحية الخاصة من التنقل إلى مسثثمراتهم، خاصة تلك القريبة من الثروة الغابية، ويتعلق الأمر بتهيئة أزيد من 430 كلم من المسالك الغابية إلى حد الآن، مع فتح 117 كلم مسلك غابي مع إنجاز 173 هكتار من الأشغال.
يذكر أنّ ولاية برج بوعريريج تحصي مساحة غابية تقدر بـ 81 ألف و253 هكتار، بنسبة تغطية تتجاوز 21 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية، وتنقسم فيها هذه الثروة الغابية إلى طبيعية بمساحة تتجاوز 150 ألف هكتار، واصطناعية بمساحة تتجاوز 16774 هكتار تحتوي على أشجار البلوط والحشائش، كما تنقسم إلى خمس مقاطعات غابية، تتواجد معظمها في المناطق الشمالية والغربية أبرزها مقاطعة البيبان، مجانة، بئر قاصد علي، رأس الوادي، والجعافرة وتغطي نسبتها 81 بالمائة من الصنوبر الحلبي.