يومية الشعب الجزائرية
الخميس, 25 ديسمبر 2025
  • الأولى
  • الحدث
    • الوطني
    • المحلي
    • الرياضي
    • المجتمع
    • مؤشرات
    • الثقافي
    • الدولي
  • الملفات الأسبوعية
    • الشعب الدبلوماسي
    • الشعب الإقتصادي
    • الشعب الرياضي
    • الشعب المحلي
    • الشعب الثقافي
    • ملفات خاصة
  • الإفتتاحية
  • أعمدة ومقالات
    • مساهمات
    • حوارات
    • إستطلاعات وتحقيقات
  • صفحات خاصة
    • إسلاميات
    • صحة
    • ندوات
    • تاريخ
    • القوة الناعمة
    • فوانيس
    • علوم وتكنولوجيا
    • صوت الأسير
  • النسخة الورقية
    • أعداد خاصة
  • أرشيف
لا توجد نتائج
عرض جميع النتائج
  • الأولى
  • الحدث
    • الوطني
    • المحلي
    • الرياضي
    • المجتمع
    • مؤشرات
    • الثقافي
    • الدولي
  • الملفات الأسبوعية
    • الشعب الدبلوماسي
    • الشعب الإقتصادي
    • الشعب الرياضي
    • الشعب المحلي
    • الشعب الثقافي
    • ملفات خاصة
  • الإفتتاحية
  • أعمدة ومقالات
    • مساهمات
    • حوارات
    • إستطلاعات وتحقيقات
  • صفحات خاصة
    • إسلاميات
    • صحة
    • ندوات
    • تاريخ
    • القوة الناعمة
    • فوانيس
    • علوم وتكنولوجيا
    • صوت الأسير
  • النسخة الورقية
    • أعداد خاصة
  • أرشيف
لا توجد نتائج
عرض جميع النتائج
يومية الشعب الجزائرية
لا توجد نتائج
عرض جميع النتائج
الرئيسية صوت الأسير

الشهيـد نجمـة في السمـاء وإسم مجهـول على الأرض

بقلم: شوقية عروق منصور
الأربعاء, 4 جوان 2025
, صوت الأسير
0
مشاركة على فيسبوكمشاركة على تويتر

أول مرة اصطدمت بكلمة شهيد، كنت في الصف الرابع حين أخذت امرأة كانت يوماً جارة لبيت جدي في قرية المجيدل المهجرة – مجدال هعيمق – تحدثني عن جدتي التي جن جنونها حين استشهد ابنها – عمي -، وكان ذلك بعد أن هربوا إلى قرية يافة الناصرة عام 1948، تاركين خلفهم بيتهم في المجيدل وأثاثهم المتواضع من فراشات ولحف ووسائد وأدوات المطبخ النحاسية والأرض المزروعة ببعض الخضروات.

أما جدي فقد أصيب بطلقة رصاص في فخذه، مما أقعده فوق كرسي الشلل، يتنقل بصعوبة، لذلك الجدة كانت ربان القارب التائه. لم أعرف عمي ولم أسمع حكاية استشهاده إلا من تلك المرأة التي كانت شاهدة عيان، لكن بدأت أنظر إلى جدتي من زاوية أخرى، وأتأمل ملامحها الحزينة المثقلة بحنين غامض، وقسوة تستمدها من ظروف أحاطت بعنقها، كالحبل المجدول بخيطان الدهشة والرحيل والفقر والجوع واللجوء ونظرات الأبناء الذين وجدوا أنفسهم بين يوم وليلة خارج بيتهم والحيرة والعراء عنوانهم، والخوف من الآتي في انتظارهم.
الحبل المجدول بدهشة اللجوء والدم يشد على رقبة جدتي، يخنقها، ولا تجد أمامها إلا المزيد من التجهم والعبوس، حتى أننا كنا نخاف الاقتراب منها، وعندما نلمح ابتسامة تشق شفتيها، نراها عجيبة قد نزلت من السماء ونتساءل – شو صاير في الدنيا –  لكن كأنها تحرم نفسها من لحظة فرح تتسلل إلى القلب في غفلة، سرعان ما تزم شفتيها وترجع إلى حالة التجهم.
ما معنى شهيد؟ سألت أمي التي أجابتني، اللي بموت دفاعاً عن وطنه، لكن عمي الصغير لم يحمل بندقية، لم يقاتل..! فقد عرفت أن جدتي همست له، حيث كان أكبر أولادها بأن يتسلل إلى قريتهم، ويأتي ببعض الخضروات من أرضهم، لكن عند وصوله إلى بيتهم، وحين كان يهم بدخول الأرض الملاصقة للبيت، إذ بأحد الذين استولوا على البيت من اليهود، يطلق عليه الرصاص ويرديه قتيلاً، ولم يكتف بقتله غدراً وفي وضح النهار، بل قام بوضعه بالعرض على الحمار الذي كان يركبه عمي، متدلياً كالذبيحة، أما الخرج الذي جهزه عمي من الطرفين لوضع الخضروات، فقد احتضن قطرات الدم النازفة من الجسد الذي أخذ ينتفخ من حرارة الشمس. سار الحمار حاملاً جثة عمي وهي تنزف دماً، حتى وصل إلى الطريق المؤدي إلى يافة الناصرة، وهناك رأى أحد المشاة الحمار وأخذ يصيح وينادى لعل أحدهم يعرف الشاب المقتول، وبعد أن تدافعوا وتأملوا وجهه عرفوا أنه ابن فلان.
كانت جدتي عندها في الطابون تقوم بخبز أرغفة الخبر التي عجنتها، وكانت تنتظر الخضراوات التي سيأتي بهم ابنها لكي تطبخ، لكن الصراخ القادم، الذي يقترب رويداً رويداً من الطابون، جعلها تقف، وما إن وقفت حتى رأت الدماء تقطر من جثة قد تحولت إلى سواد نتيجة الغبار والأتربة التي التصقت بها في الطريق. قالت المرأة التي حدثتني عن حزن ووجع جدتي، أن جدتي أمسكت بالجمر الساخن وأخذت تنثره على وجهها وتلطم على صدرها، ولم تفق من غيبوبتها إلا بعد دفن ابنها الذي دفنوه بسرعة، بملابسه المنقوعة بالدماء لأنه مات شهيداً.
وبعد سنوات طويلة، عندما كانت جدتي تحتضر أوصت أن تدفن في قبر ابنها، ليس إلى جانبه، بل في قبره حتى تمتزج عظامها وجلدها وروحها به. تستيقظ الشمس وتنهض الحياة، تعيش الوجوه، ويتم تكريس الأيام لبناء سنوات الاجتهاد والعمل، وكل واحد يدخل بطولاته الشخصية، وحكاية التحدي للوصول إلى هدفه باختياره، يربح أو يخسر هذا هو شأنه الخاص، لكن عندما يستشهد أحد الشباب أو إحدى الشابات أشعر أن الشهادة ستتحول إلى الشأن العام، ستتحول إلى مهرجان خطابي وشعارات تٌسجل وأغان وأهازيج وغيرها من عبارات مضيئة، لكن هناك في داخل وجع الغياب من ينتحب ويصرخ بصمت ويفتقد وينتظر العودة. لا أحد يسلط الضوء على تلك الغابة المصنوعة من شرايين الأم والأب والأخوة والزوجة والابن، لا أحد يجر السنوات ويسأل عائلة الشهيد كيف عشتم تلك السنوات؟ وكيف حدقتم بصور الشهداء وتأملتم غياب تقاسيم الوجوه التي عصرت لحظة التصوير، فخرجت الابتسامة كأنها الآن الفسفور المضيء في ليل معتم.
كلما سمعت كلمة “ شهيد “ أدرك أن الأم ستتغطى بالحزن طوال العمر، ومن يصدق زغردة الأم عند خروج جثمان ابنها الشهيد من بيته؟ يعرف أنها الصرخة التي كللتها بزغرودة كي تخفف من وجع الفراق والرحيل. أدرك أن الشهيد يتحول إلى نجمة في السماء أو يتحول إلى سبيكة من ذهب الذكريات في خزائن العائلة، لكن أعرف أيضاً أسماء الشهداء على الأرض سرعان ما تجف، وتخرج رويداً رويداً من الذاكرة، حيث تتسع خلايا النسيان وتشاطر الزمن عملية مسح بصمات الضوء، وقد يتراكم الثلج أمام أبواب مخازن الارشيفات التي تحوي المجلدات التي يُسجل فيها أسماء الشهداء.

 

المقال السابق

الحيـاة التي لم تكـن عادلـــة مع عــادل

المقال التالي

يا رب المساكين ثأرك!

الشعب

الشعب

ذات صلة مقالات

حين يصبح “الأمل” فخّا للتعذيب
صوت الأسير

زيـارة خلف أسوار الجحيـم

حين يصبح “الأمل” فخّا للتعذيب

24 ديسمبر 2025
آلاء العقاد.. طفلة فلسطينية هزمت الإعاقة
صوت الأسير

كتبت الحقيقة بيدٍ ترتجف وضميرٍ لا ينكسر

آلاء العقاد.. طفلة فلسطينية هزمت الإعاقة

24 ديسمبر 2025
عندمـا تهـزم  الكلمـة جبروت القـوة الغاشمة
صوت الأسير

باسم خندقجـي..

عندمـا تهـزم الكلمـة جبروت القـوة الغاشمة

24 ديسمبر 2025
لِلْجَزَائِرِ الشَّقِيقِ
صوت الأسير

لِلْجَزَائِرِ الشَّقِيقِ

24 ديسمبر 2025
وجعٌ إنساني في سجون الاحتلال
صوت الأسير

الأسرى الفلسطينيون..

وجعٌ إنساني في سجون الاحتلال

24 ديسمبر 2025
”الشعب”..جريدة تحمل فلسطين في القلب
صوت الأسير

منــذ ستـــّة عقـود

”الشعب”..جريدة تحمل فلسطين في القلب

22 ديسمبر 2025
المقال التالي

يا رب المساكين ثأرك!

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • الأولى
  • الحدث
  • الملفات الأسبوعية
  • الإفتتاحية
  • أعمدة ومقالات
  • صفحات خاصة
  • النسخة الورقية
  • أرشيف
023.46.91.87

جريدة الشعب 2025

لا توجد نتائج
عرض جميع النتائج
  • الأولى
  • الحدث
    • الوطني
    • المحلي
    • الرياضي
    • المجتمع
    • مؤشرات
    • الثقافي
    • الدولي
  • الملفات الأسبوعية
    • الشعب الدبلوماسي
    • الشعب الإقتصادي
    • الشعب الرياضي
    • الشعب المحلي
    • الشعب الثقافي
    • ملفات خاصة
  • الإفتتاحية
  • أعمدة ومقالات
    • مساهمات
    • حوارات
    • إستطلاعات وتحقيقات
  • صفحات خاصة
    • إسلاميات
    • صحة
    • ندوات
    • تاريخ
    • القوة الناعمة
    • فوانيس
    • علوم وتكنولوجيا
    • صوت الأسير
  • النسخة الورقية
    • أعداد خاصة
  • أرشيف
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط