عملت السلطات الولائية لسكيكدة على التحضير الجيد لحملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي الحالي، لاسيما وأن قطاع الفلاحة يعد من بين أحد أهم القطاعات الاستراتيجية التي يرتكز عليها الاقتصاد الوطني وأحد أهم التحديات الكبرى لكسب رهان الأمن الغذائي.
أعطى والي سكيكدة، السعيد أخروف، إشارة انطلاق حملة الحصاد والدرس من مستثمرة خاصة، على مستوى بلدية بني والبان، وقبلها زار المعرض المقام بالمناسبة من طرف مديرية المصالح الفلاحية وكافة الشركاء الفاعلين في القطاع المساهمين في دعم التنمية الفلاحية والمستثمرين في هذا المجال.
وتابع والي سكيكدة مختلف الإجراءات الاحترازية لتأمين حملة الحصاد والدرس والتي تتم تحت إشراف مصالح الحماية المدنية وقطاع الغابات، وقد تم تخصيص للعملية طائرتين “درون” لتأمين الحملة من الحرائق.
ووزعت على هامش الانطلاقة الرسمية لحملة الحصاد والدرس، عقود امتياز لبعض المستثمرين الفلاحيين في إطار مطابقة الأراضي الفلاحية التي تم استغلالها، وكذا شهادات شرفية على بعض الفلاحين المستفيدين من عتاد فلاحي.
وبالمناسبة، تم تدشين المركزين الجواريين لتخزين الحبوب بذات البلدية، بسعة 50 ألف قنطار للمخزن الواحد، واستهلك المشروعان الاستراتيجيان لتحقيق الأمن الغذائي، غلافا ماليا تجاوز 50 مليار سنتيم، ويندرجان ضمن البرنامج الوطني الذي أقره رئيس الجمهورية بهدف تعزيز قدرات تخزين الحبوب، والذي أشرف على وضع حجر أساس إنجازه وزير الفلاحة والتنمية الريفية، بتاريخ 25 جوان من السنة الماضية، على أن يتم استكمال كافة الأشغال في آجال لا تتعدى 04 أشهر.
والمشروعان لهما أهمية بالغة في الرفع من قدرات التخزين بالولاية وتحقيق الأثر المباشر على تحسين ظروف عمل الفلاحين، لا سيما وأن هذه المنشأة ستضمن تقريب الخدمة من أماكن الإنتاج ما يساهم في تعزيزه.
وتتوقع المصالح الفلاحية لسكيكدة بلوغ إنتاج الحبوب لهذا الموسم الفلاحي حوالي 614768 قنطار من مختلف أنواع الحبوب، على مساحة مزروعة قدرها 35269 هكتار، منها 26495 هكتار قمح صلب، و2897 هكتار قمح لين.
ولتأمين حملة الحصاد والدرس، شرعت مصالح الحماية المدنية لسكيكدة، في حملة تحسيسية من 12 جوان الجاري، وتستمر إلى غاية 26 من نفس الشهر، وتشمل مختلف التعاونيات الفلاحية لبلديات عين شرشار عرابة سيدي مزغيش رمضان جمال والحروش.
وقد تم توفير العتاد الضروري لتأطير حملة الحصاد والدرس، بتوفير 127 حاصدة تابعة للقطاع الخاص و28 حاصدة تابعة لتعاونية الحبوب والبقول الجافة، منها 10 حاصدات مخصصة لبرنامج تكثيف البذور، وكل حاصدة مزودة بأجهزة الوقاية من الحرائق “les extincteurs “، بالإضافة إلى دعم حاصدات أخرى من الولايات المجاورة.
وبلغ عدد الجرارات 4280 جرار مجهز بأجهزة الرش للوقاية من الحرائق، زيادة عن توفير 1638 صهريج، 1175 شاحنة، 2814 مقطورة، 700 آلة الحش، 490 آلة جمع وربط التبن، و10 قنطار مخزنة من السلك اللازمة لربط التبن، و20 قنطار آخر محل الطلب، ناهيك عن توفير8200 كيس لتجميع الحبوب 12 قنطار big bag للكيس الواحد.
وتتوفر الولاية على 10 نقاط للتخزين من بينها المركزين الجواريين الجديدين ببني وألبان بسعة 100 ألف قنطار ما سيعزز ويرفع قدرات التخزين هذا الموسم إلى أكثر من 700 ألف قنطار.
والجدير بالذكر، تتوفر ولاية سكيكدة على عديد المقومات والخصائص الطبيعية جعلتها تحقق نتائج إيجابية مشرفة ومشجعة في إنتاج مختلف الشعب الفلاحية، لا سيما أنها تزخر بمساحة فلاحية تقدر بـ193197 هكتار، أي ما نسبته 47% من إجمالي مساحتها، فيما قدرت المساحة الصالحة للزراعة 131879 هكتار، 24637 هكتار منها مساحة مسقية.
