يؤكد أخصائيون نفسيون على أهمية مساعدة الأطفال مرضى التنفس في تحقيق استقلاليتهم عن أوليائهم، من خلال التأقلم مع المرض، عن طريق ممارسة رياضة السباحة والتي تبرز أهميتها في تحسين الحالات الصحية خاصة لدى الأطفال مرضى الربو مما ينعكس بالضرورة وبكل وضوح على تحسين يومياتهم.
لهذا الغرض النبيل، يعمل الأخصائيون النفسانيون على مستوى الجمعيات لمرافقة الأطفال المصابون بمرض الربو، من خلال المتابعة النفسية ومساعدة الأولياء وتوعيتهم بأهمية الرياضة في تحسين صحة أبنائهم الذين يعانون من أمراض تنفسية، نذكر من بينها مرض الربو المزمن. وتبرز أهمية الرياضة بالنسبة لهؤلاء المرضى، بحسبهم، في كونها تساعد على تأقلم الطفل مع المرض وتعتبر السباحة علاجا فعالا للأطفال مرضى الربو حيث تعمل على توسيع القصبات الهوائية، إضافة إلى تعلم الطفل عملية التنفس الصحيحة من شهيق وزفير، وهذا ما يسمح بتحقيق استقلالية هؤلاء الأطفال المرضى عن أوليائهم من ناحية التعامل مع المرض وتقبّله.
ومن بين أهم النصائح التي قدّمتها في هذا المجال إحدى المختصات النفسية ليندة العاني في حديث سابق لها مع جريدة الشعب “إنه عن طريق ممارسة الرياضة لدى الطفل والمراهق ينفصل هؤلاء من الناحية النفسية تدريجيا عن أوليائهم، فهذا النوع من المصابين، بالنظر لخصوصية مرضهم ـمرض الربوـ نجدهم مرتبطين ارتباطا لصيقا بأمهاتهم وآبائهم. من خلال السباحة يستطيع الطفل الصغير أن يتعلم كيفية الاعتماد على نفسه، فرميه في الماء يجعله يتعلم كيفية التعامل مع الأزمات التنفسية أيضا والتي يعيشها وتواجهه في حياته اليومية، مما يحسّن وضعيته الصحية تدريجيا ويتمكن بذلك، عن طريق التكفل النفسي من تحقيق ذاته واستقلاليته، وقد سجلت نتائج إيجابية على مستوى إحدى الجمعيات من خلال اعتمادها لسنوات هذا الأسلوب العلاجي النفسي حيث توصل عبره عدد كبير من أولياء الأطفال المصابين بهذا النوع من المرض إلى أن أبناءهم الصغار أصبحوا يتحكمون بفضل ممارسة رياضة السباحة في مختلف الأزمات التنفسية التي يعيشونها عبر مختلف فترات طفولتهم ومراهقتهم مما يجعلهم في أمان من تعقد حالتهم الصحية وتأزمها وهناك عدد كبير منهم بعد فترة المراهقة يتمكنون من التخلي عن مضخة الفونتولين”.
لذلك يدعو الأخصائيون النفسانيون الأولياء لتوجيه أبنائهم منذ الصغر لممارسة الرياضة بشكل عام والسباحة بشكل خاص وهذا بقدر المستطاع لأنها حقيقة تساهم في تحسين صحتهم على كل المستويات وعلاج مهم للتغلب على مجمل الأمراض التنفسية وتمنحهم إمكانية التعايش مع هذا النوع من الأمراض من أهمها ـمرض الربوـ بالنظر لخصوصيته بنسبة كبيرة.
