تحصي ولاية البليدة العديد من ورشات إنجاز مركبات سياحية ورياضية وفنادق جديدة ستساهم عقب دخولها حيز الخدمة في تدعيم قدرات الإيواء بالولاية، التي تحتاج لمثل هذه المرافق لتلبية طلبات زوارها، وتنعش السّياحة في المنطقة لفائدة السياح الجزائريين.

 قبل حلول فصل الشتاء المقبل سيدخل حيز الخدمة فندق جديد ذو ثلاثة نجوم لأحد الخواص في بلدية الشريعة بسعة 90 سريرا، والذي سيعزز قدرات الإيواء بهذه المنطقة السياحية، فضلا عن تقديمه لعدة خدمات أخرى للسياح على غرار الاطعام ومحلات تجارية.
وخلال السنة المنقضية انطلقت أشغال إعادة تأهيل المحطة الحموية وعصرنتها في بلدية حمام ملوان، التي هي ملك لأحد الخواص، حيث توفر أرقى الخدمات بفضل مرافقها العلاجية، وكذا الفندق الذي يقصده المواطنون من أجل العلاج، فضلا عن الاستمتاع بمقوماتها الطبيعية المتميزة.
ومن بين أهم المشاريع السياحية التي عرفتها ولاية البليدة في الفترة الأخيرة، هو فندق ذو خمس نجوم وسط مدينة البليدة وهو الأول من نوعه بالمنطقة بهذه الدرجة، حيث وضع له وزير السياحة حجر الأساس في شهر أفريل 2024، وتقدر طاقة استيعابه الاجمالية بـ 185 سرير، ويضم مركبا رياضيا وفضاءً للعب الأطفال ومركزا تجاريا، وبحسب مصادرنا، فإن هذا المشروع التابع لشركة “رؤية العقارية” يعرف تقدّما ملحوظا، ويفترض استلامه في سنة 2026.
فضلا عن ذلك فقد استأنف أحد الخواص مشروعه المتوقف في حي خزرونة في بلدية بني مراد، ويتمثل في مبنى يضم قاعات رياضية ومسبح ومساحات للعب، والذي يرتقب استلامه أيضا في سنة 2026، علما أنه يتضمن أيضا فندقا تبلغ طاقة استيعابه 94 سريرا وكذا مطعم، مما يحسن خدمات الإيواء والإطعام.
تسهيلات ومرافقة ميدانية
 ضمن التسهيلات التي أقرّها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمام المستثمرين، فقد استفاد مستثمر مغترب من قطعة أرضية بالمكان المسمى “القلعة” في بلدية الشفة، وسيعرف لاحقا انطلاق أشغال مشروع سياحي، بحسب ما أكده رئيس المجلس الشعبي البلدي لهاته البلدية.
وكان هذا المكان الذي أحيت فيه المطربة الراحلة وردة الجزائرية حفلا فنيا في السبعينيات، تابعا للجيش بعد تحويله إلى ثكنة، ومع نهاية السنة الماضية تمّ الحاقه بأملاك الدولة، وأدرجت أرضيته في المنصة الرقمية التي تُسيّرها الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار.
ومع دخول المنشآت الفندقية في الشريعة وخزرونة والبليدة، سيتوفر نظام بيئي محفّز لظهور شركات ناشئة في مجال الإرشاد السياحي وكذا الوكالات السياحية، كما سيعود بالفائدة على النشاط الحرفي خصوصا وأن غرفة الحرف الولائية أطلقت مؤخرا منصة لبيع المنتوجات الحرفية.
وتعتبر ولاية البليدة من بين أفضل الولايات في المجال السياحي، فهي تستقطب ملايين السياح المحليين والأجانب بأعالي الشريعة، خاصة في فصل الشتاء الذي يشهد تساقط الثلوج بهاته المنطقة، ويستهوي حمام ملوان والشفة وأماكن أخرى هواة السياحة البيئية والجبلية وسياحة المغامرات.
كما أدرجت السلطات المحلية بالبليدة بعض الأماكن الأثرية والمعالم مثل المساجد والمدن العتيقة ضمن مسارات سياحية يُروج لها في منصة أطلقتها الوزراة الوصية، واللافت مؤخرا أن السياحة التاريخية أصبحت تأخذ مكانا لها بالترويج لبعض الأماكن الشاهدة على التاريخ المجيد للمنطقة، مثل مقبرة الشهداء بأعالي حمام ملوان في منطقة
«السباغنية” أين سقط في ميدان الشرف طلبة كانوا في طريقهم للإلتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني.