واصل الجيش الصّهيوني، أمس الجمعة، لليوم الخامس تدميرا واسعا في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، مستخدما روبوتات مفخّخة وأحزمة نارية، ما أدى إلى انهيار عشرات المنازل وارتكاب مجازر أجبرت آلاف الفلسطينيين على النزوح.
تأتي الجرائم الصّهيونية وسط تهديدات باحتلال ما تبقى من قطاع غزة، إذ عانى الحي على مدار حرب الإبادة المستمرة منذ 22 شهرا من قصف مكثف دمّر مساحات واسعة، فيما احتل الجيش أجزاء كبيرة منه ضمن ما يسميه “المناطق العازلة” الممتدة لمئات الأمتار داخل القطاع.
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان، بأنّ القوات الصهيونية نفذت، أمس، عمليات نسف منظمة لمنازل فلسطينيين في المناطق الجنوبية بالحي، باستخدام روبوتات مفخّخة تزامنا مع قصف مدفعي مكثف وإطلاق نار عشوائي.
وأشارت المصادر إلى أنّ الطائرات الحربية الصّهيونية نفذت أحزمة نارية مكثفة على طول شارع 8 الرئيسي في الحي، بينما طال القصف مناطق متفرقة من حي الصبرة المجاور، وسط دمار واسع وخسائر فادحة في الممتلكات.
عشـرات الشهداء وآلاف النـــازحين
في السياق، أشارت تقديرات محلية إلى أنّ الهجوم العسكري المستمر منذ 6 أيام أوقع عشرات الشهداء الفلسطينيّين، بينهم نساء وأطفال وعائلات بأكملها كانت داخل منازلها لحظة القصف، دون أي إنذار مسبق.
وأفاد مراسلون بنزوح أعداد كبيرة من الفلسطينيّين إلى مناطق وسط وغرب مدينة غزة، بينما بقي آخرون عالقين في مناطق خطرة يصعب وصول فرق الإسعاف والدفاع المدني إليها بسبب شدة القصف.
والخميس، قال متحدّث بلدية غزة حسني مهنا، إنّ حي الزيتون يمر بأسوأ أيامه منذ بداية التصعيد الجاري، جراء القصف الصهيوني الشديد والمتواصل، ما أدى إلى تضرّر مئات المنازل وتعرّض السكان لمخاطر كبيرة.
وأضاف مهنا أنّ الوضع في الحي الأكبر على مستوى مدينة غزة، “كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى”، مشيرًا إلى أنه يشهد نزوحا جماعيا واسعا تحت وابل القصف.
وأوضح أنّ “الحي يعيش تحت وطأة عمليات نسف وتدمير منهجية، حيث تتعمد قوات الاحتلال تفجير منازل بكاملها، واستخدام الروبوتات المتفجّرة لاختراق الأزقة والمناطق الضيقة داخل الحي. لتطال منازل المدنيين وبنى تحتية حيوية، ما يتسبّب بانهيار كتل سكنية كاملة وتحويلها إلى ركام”.
وحذّر متحدث البلدية من أنّ “عمليات التفجير تتمّ بصورة متتابعة وعنيفة، وترافقها جرافات عسكرية صهيونية تقوم بتسوية ما تبقى من مبانٍ بالأرض، ما يترك وراءه مساحات واسعة مدمّرة بالكامل وخالية من الحياة”. وشدّد على أنّ “استمرار هذه الممارسات يأتي في سياق مخططات محو وتدمير الأحياء السكنية، ما يؤكّد بشكل قاطع أنّ ما يجري في الزيتون هو تدمير شامل، يرقى إلى مستوى جريمة حرب، وفق القانون الدولي”.
والأربعاء، قال متحدث الدفاع المدني بغزة محمود بصل، إنّ الجيش الصّهيوني دمر خلال الأيام الثلاثة السابقة (الاثنين والثلاثاء والأربعاء) أكثر من 300 منزل في حي الزيتون، عبر قصف ونسف باستخدام قنابل شديدة الانفجار. وأوضح بصل، أنّ الاستهداف الصّهيوني طال مبانٍ مأهولة تتجاوز 5 طوابق دون أي تحذير مسبق، ويترافق مع حصار كامل للمناطق الجنوبية والشرقية من الحي، ومنع طواقم الإنقاذ من الوصول إلى الضحايا، ما فاقم المأساة الإنسانية.
ويأتي العدوان المكثف على حي الزيتون، بعد أن أقرّت الحكومة الصّهيونية، قبل أسبوع، خطة لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.
والخميس، قالت صحافة الاحتلال، إنّ الجيش الصهيوني يعتزم استدعاء ما بين 80 ألفا و100 ألف عسكري احتياط، للمشاركة في عمليته المحتملة لاحتلال ما تبقى من مدينة غزة.
إرهـــاب المستــوطنين يتصاعـد
من ناحية ثانية، أصيب 6 فلسطينيين، أمس، في هجمات شنها مستوطنون برام الله وسط الضفة الغربية المحتلة وفي الخليل جنوبا، في حين شنّ جيش الاحتلال حملة اعتقالات بأنحاء الضفة كافة.
وهاجم مستوطنون بلدة المزرعة الشرقية شرقي رام الله، ممّا أدى إلى اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين.
وقال شهود عيان إنّ المستوطنين أطلقوا النار باتجاه المواطنين، ممّا أسفر عن إصابة 3 فلسطينيين. كما هاجم مستوطنون بلدة عطارة إلى الشمال من رام الله، وأحرقوا مركبتين بشكل كامل، وثالثة بصورة جزئية. وأضرم المستوطنون النار أيضا في أحد المنازل بالبلدة، ممّا أدى إلى احتراق أجزاء منه.
بدورها، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأنّ فلسطينيا وزوجته أصيبا فجرا بجروح ورضوض جراء اعتداء المستوطنين عليهما بالضرب بالعصي والهراوات، في مسافر يطا جنوبي الخليل.
كذلك هاجم مستوطنون منزلا في المنطقة وكسروا عددا من الأشجار المثمرة، بالإضافة إلى تحطيم مركبة، بحسب المصدر السابق. واعتقلت قوات الاحتلال أيضا 5 فلسطينيات وشابا من محافظة قلقيلية شمالي الضفة بعد مداهمة منازلهم، وفق “وفا”.
