بالرغم من تأهل المنتخب الوطني للاعبين المحليين إلى ربع نهائي البطولة الإفريقية للأمم «شان 2024»، إلا أنه من الناحية الفنية ظهرت العديد من الثغرات والنقائص، الواجب تصحيحها قبل مواجهة الدور المقبل، التي ستكون فيها الهزيمة مرادفا للخروج من المنافسة القارية، في الوقت الذي خطف فيه مدافع اتحاد العاصمة آدم عليلات الأضواء، مؤكدا أنه من أبرز اللاعبين في الدورة لحد الآن، بفضل أدائه المميز وإحصائياته الإيجابية.

نجح المنتخب الوطني للمحليين في تحقيق أول أهدافه خلال مشاركته في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين «الشأن»، من خلال بلوغ ربع النهائي المنافسة رغم أن التأهل كان بدون اقناع، والأداء تراجع أكثر فأكثر خلال مواجهة النيجر، التي كان يجب الفوز بها من أجل تفادي الضغوطات والدخول في الحسابات الضيقة، ولحسن الحظ أن المنتخبان الأوغندي والجنوب الإفريقي افترقا على نتيجة التعادل السلبي، وهي النتيجة التي سمحت لـ «الخضر» ببلوغ ربع النهائي.
قام الناخب الوطني للمنتخب المحلي بإجراء بعض التغييرات من خلال إشراك مهاجم نادي مولودية الجزائر سفيان بايزيد أساسيا لأول مرة منذ انطلاق الدورة، وإجلاس الوافد الجديد على فريق شبيبة القبائل أيمن محيوص على دكة البدلاء، بعد فشله في التسجيل خلال المباريات الثلاث الأولى التي خاضها أساسيا، وهو ما جعله يفقد ثقة الناخب الوطني وحتى الجماهير، التي طالبت بمنح الفرصة لابن مدينة توقرت بعد أن تألق كلاعب بديل، إلا أنه هو الآخر غاب عن الموعد حيث فشل في التسجيل خلال مباراة الجولة الخامسة والأخيرة من الدور الأول عن المجموعة الخامسة الأخيرة.
كان مصير المنتخب بين يديه وهو الفوز من أجل ضمان تأشيرة العبور لربع نهائي المنافسة القارية المحلية، ولكنه فشل في ذلك وتعادل للمباراة الثالثة على التوالي، إلا أنه من حسن حظه أن نتيجة المباراة الأخرى خدمته، بعد أن افترق منتخبا أوغندا (البلد المنظم) وجنوب إفريقيا على نتيجة التعادل، وهي النتيجة التي منحت التأهل للمنتخبين الأوغندي في الصدارة برصيد 7 نقاط والجزائري في الوصافة برصيد 6 نقاط، بنفس عدد نقاط منتخب «البافانا بافانا» لكن بفارق الأهداف لصالح الجزائر، ليغادر الجنوب إفريقيون المنافسة من الدور الأول، ويجني «الخضر» ثمار دخولهم الموفق في المنافسة، بالإطاحة بمنتخب أوغندا بثلاثية كاملة.
من الناحية الفنية ظهر على المنتخب نقص التحضير بسبب ضيق الوقت، وعدم امتلاك الناخب الوطني الوقت الكافي من أجل تكوين منتخب وطني قوّي، وقادر على المنافسة بقوة على اللقب، خصوصا بعد احتراف عدة أسماء إلى البطولات الخارجية كان يعوّل عليها مجيد بوقرة كثيرا، في مقدمتهم مهاجم شبيبة القبائل رضوان بركان الذي انتقل إلى صفوف نادي الوكرة القطري، وكذا مهاجم نادي أتليتيك بارادو عادل بولبينة المتنقل إلى نادي الدحيل القطري، بالإضافة إلى إصابة أسماء أخرى قبل انطلاق المنافسة القارية في مقدمتهم لاعبي وسط مولودية الجزائر محمد بن خماسة وكذا أكرم بوراس.
الفترة المقبلة ضرورية من أجل إعادة ترتيب الأمور من الناحية الفنية، والحديث مع اللاعبين حول أسباب هذا التراجع الرهيب في المستوى، مقارنة بالمواجهة الأولى أمام أوغندا التي ظهر فيها المنتخب بمستوى فني كبير، وفاز بإقناع أمام صاحب الأرض والجمهور بثلاثية كاملة أبهرت المتابعين.

عليلات … العلامة الكاملة

عرفت مباريات المنتخب الوطني المحلي خلال مشاركته في كأس إفريقيا للاعبين المحليين «شان 2024» المؤجلة إلى سنة 2025، تألق مدافع اتحاد العاصمة آدم عليلات الذي خطف الأضواء من جميع اللاعبين، بفضل أدائه المميز واحصائياته الإيجابية، وهو ما جعل موقع «سوفاسكور» يشيد بإمكانياته الكبيرة، ويمنحه العلامة الكاملة كواحد من أفضل اللاعبين في الدور الأول.
الموقع المذكور أكد أن صخرة دفاع الاتحاد آدم عليلات، هو أكثر لاعب منحا للتمريرات الناجحة في مباراة واحدة خلال بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، بواقع 109 تمريرة ناجحة خلال مواجهة أوغندا في الجولة الأولى، والتي فاز بها المنتخب بواقع ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وأكد من خلال هذه المباراة على طموحاته الكبيرة.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث كان عليلات من أبرز اللاعبين في منصبه خلال الدور الأول، بفضل تدخلاته الناجحة على المنافسين دون نسيان ثبات مستواه، من الناحية الفنية والبدنية خلال المباريات التي لعبها، وهو الأمر الذي جعله يخطف الأنظار من كل اللاعبين الآخرين في المنتخب الوطني للاعبين المحليين.
قاعدة بيانات موقع «سوفاسكور» أكدت أن اللاعب آدم عليلات هو الأفضل في المنتخب الوطني، من حيث الثبات في المستوى والدور الذي يقوم به في منصبه كمدافع محوري، وهو ما جعله ينجح في تسجيل العديد من الإحصائيات الإيجابية خلال الدورة، في انتظار المزيد من التألق والبروز خلال الدور المقبل.

مجيد بوقرة: الطريق نحو اللقب مازال طويلا

أبدى الناخب الوطني مجيد بوقرة سعادته ببلوغ ربع النهائي بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، بالرغم من اعترافه بصعوبة المأمورية، خلال الندوة الصحفية التي عقدها عقب مواجهة منتخب النيجر، حيث قال: «الأكيد أن التأهل إلى ربع نهائي المنافسة أمر إيجابي للمنتخب الوطني المحلي، وهو من بين الأهداف التي وضعناها منذ البداية، رغم أن هدفنا الأساسي هو التتويج باللقب».
وأضاف: «تنتظرنا العديد من التحديات بداية بمواجهة ربع النهائي، التي نتوقع أن تكون في غاية الصعوبة وهو انعكاس للمستوى الفني للمنافسة، التي يبقى جيدا بدليل أننا واجهنا العديد من الصعوبات في مبارياتنا الأربع».
واستطرد مدرب المنتخب الوطني للمحليين، قائلا: «الفارق في المستوى بين المنتخبات ليس كبيرا، فاليوم شاهدنا منتخب النيجر يقدم مباراة كبيرة، ويؤكد أنه يمتلك لاعبين جيدين وهو الأمر الذي صعّب من مأموريتنا في تحقيق الانتصار».
مستوى المنافسة جيد بحسب بوقرة، الذي قال: «الصعوبات بدأت من اللقاء الثاني أمام منتخب جنوب إفريقيا، والأمور ازدادت تعقيدا خلال مواجهتي غينيا والنيجر اليوم، فالمستوى كما قلت سابقا متقارب ومنتخب النيجر كان قادرا على مباغتتنا والفوز باللقاء، خلال المواجهة التي جرت اليوم وحتى خلال المواجهات الماضية خسر بصعوبة كبيرة، ومن جهتنا الأهم أننا لم نخسر في الدورة لحد الآن، ونتمنى أن نواصل على هذا المنوال خلال المباراة المقبلة».
المواجهة المقبلة لن تكون سهلة بحسب الناخب الوطني، حيث قال بوقرة في هذا الخصوص: «الأهم تحقق وأنا فخور جدا بما قدمه اللاعبون في الدورة لحد الآن، ولكن ليس من السهل تكوين منتخب محلي في ظرف قصير، حيث لم نقم سوى بـ 15 حصة تدريبية، في حين أن الوقت الضروري لتجهيز منتخب من الناحية الفنية، هو التحضير المتواصل لفترة لا تقل عن ستة أسابيع، من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب، وهي الفرصة التي لم تتح لنا، ونحن الآن نقوم بالعمل وتصحيح الأخطاء من مباراة لأخرى، بالنظر إلى الوضعيات التي تصادفنا أثناء المباريات».