أكدت الدكتورة سعاد بسناسي أستاذة بجامعة وهران، أن الحديث عن موضوع السياحة في الجزائر يقوم على أربعة مرتكزات أساسية كبرى، وهي واقع السياحة الجزائرية، المقومات الثقافية، المقومات الحضارية، لنضيف إليها في سياق التحولات الرقمية الحديثة اليوم، الواقع الافتراضي وأثره في تنمية السياحة الثقافية، مشيرة إلى أن الجزائر تزخر بمقومات ثقافية وحضارية وطبيعية غاية في التنوع، وفي حاجة لأن تستثمر فيها كما ينبغي، ضمن استراتيجية وطنية واضحة تجعلها في مصاف الوجهات العالمية.

ذكرت بسناسي، خلال حديثها مع «الشعب»، بأن الجزائر اعتمدت خطة وطنية لتنمية القطاع السياحي منذ سنة 2008 بهدف تنشيطه ودعمه، بوصفه أحد أهم ركائز التّنمية الاقتصادية وعملا على تحسين صورة الجزائر كوجهة عالمية، شملت هذه الخطة مشاريع استثمارية عامة وخاصة في مجالات الفنادق والقرى السياحية والمنتجعات.
ودعم ذلك أن بلادنا وفضلا عما تتوفر عليه من مقومات طبيعية جغرافية وبيئية، على غرار السواحل الممتدة على المتوسط، الصحراء الكبرى بما فيها من كثبان وواحات وتشكيلات صخرية فريدة، والجبال التي تمنح فرصا للسياحة البيئية والمغامرات، فهي كذلك تقول: «غنية على الصعيد الثقافي والحضاري، إذ تملك إرثا تاريخيا زخما من المدن الرومانية مثل تيمقاد وجميلة وتيبازة، قصبة الجزائر، قلعة بني حماد، فضلا عن طاسيلي ناجر المصنفة تراثا عالميا لما تحويه من نقوش صخرية تعود لعصور ما قبل التاريخ، هذه الثروة المتنوعة تشكل قاعدة صلبة للسياحة الثقافية والحضارية التي يجب تطويرها وتنميتها حتى تواكب التطور الحاصل في المجال السياحي، الذي تأثر كغيره من المجالات بما وفرته التكنولوجيا من خلال الواقع الافتراضي ومنصاته المتعددة والذكاء الاصطناعي، الذي نقل بدوره العالم إلى محطات أخرى.»
كما اعتبرت المتحدثة، أنه ومع التطور التكنولوجي، برز الواقع الافتراضي كأداة مبتكرة لتجربة المواقع والمعالم السياحية بشكل تفاعلي دون الحاجة للحضور المادي، وهو ما يمكن أن يلعب دورا محوريا في تنمية السياحة الثقافية، حيث يتيح للسائح الاطلاع على ومضات من المعالم والمتاحف الأثرية قبل زيارتها، مما يثير فضوله ويشجعه على الاكتشاف الواقعي، كما يمكن من تقديم عروض ثلاثية الأبعاد للمعالم التاريخية المهددة أو صعبة الوصول.وتطرقت أيضا إلى أهمية توظيف الكفاءات الشبابية في ميدان الرقمنة واستغلال الشراكات الدولية في مجال السياحة الثقافية، ومد جسورها لتشمل التطبيقات السياحية الافتراضية المنتشرة عبر العالم، مؤكدة أن ذلك يتطلب وضع استراتيجية رقمية وطنية لتوظيف الواقع الافتراضي في الترويج للسياحة الثقافية في الجزائر وجذب السياح من جهة، بالإضافة إلى تطوير محتوى رقمي يدمج بين الثقافة، والتجربة السياحية الافتراضية من جهة أخرى.