تشارك الجزائر في أشغال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي تنطلق أشغاله، اليوم الإثنين، حيث من المقرر أن تتم مناقشة عديد القضايا على رأسها جلسة تخصص للقضية الفلسطينية، بطلب من الجزائر ومجموعة من الدول الإسلامية، تواصل الجزائر خلالها المرافعة من أجل أم القضايا، وفاء بتعهداتها التي قطعتها على نفسها عند توليها عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن أشهرا قليلة بعد العدوان الصهيوني على قطاع غزّة.
يشارك وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أحمد عطاف بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في نقاشات الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الثمانين، وتعتبر المناسبة فضاء هاما تطرح فيه الدول مواقفها من القضايا الهامة على الصعيد الدولي.
ومن المرتقب أن ترافع الجزائر من جديد لصالح القضية الفلسطينية، إلى جانب قضايا أخرى، خاصة بعد التطورات الخطيرة التي تسبب فيها المحتل الصهيوني والتي لا تجد رادعا على أي مستوى من هيئات منظمة الأمم المتحدة، ولا حتى على مستوى مجلس الأمن الذي فشل فشلا ذريعا منذ ما يقارب 24 شهرا، في وقف إطلاق النار، بفعل استعمال حق الفيتو.
وكان ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، حمل مجلس الأمن مسؤولية الفشل في وقف الانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزّة، بسبب فشله في وقف الإبادة الجماعية ضد السكان في القطاع. وألقى كلمة مؤثرة وقوية عبر فيها عن خيبة الأمل في هذه الهيئة الأممية التي يصر عضو واحد فيها على فرض انتهاك القانون الدولي والسماح بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بكل أركانها على مرأى ومسمع العالم.
وفضح في مداخلته ازدواجية المعايير في حماية حقوق الإنسان، وحرمان الشعب الفلسطيني منها عندما يتعلق الأمر به، مشددا على أن الجزائر وكما تعهد به رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون لن تتخلى أبدا عن الفلسطينيين وستطالب دائما بإنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
تصحيح الظلم
ويأتي طلب الجزائر هذا في إطار مواصلة مساعيها لوقف إطلاق نار شامل ونهائي، وبحث حل سلمي للقضية الفلسطينية الممتدة على مدار 77 عاما، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف، ومواصلة لما تعهدت به الجزائر لدى توليها مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، شهر جانفي 2024.
يشار في هذا السياق أن كلمة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال أشغال الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، طالبت بالإسراع في قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين، وهو ما طرح لاحقا على الجمعية العامة التي صوتت بالقبول.
وتسمح مشاركة الجزائر، في أشغال الأسبوع الأممي رفيع المستوى بتعزيز صوتها المرافع عن القضايا العادلة، والمطالب بإصلاح المنظومة الأممية، خاصة مجلس الأمن الدولي، نظرا لفشله في حل عديد النزاعات، التي تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، خاصة في فلسطين المحتلة، وهو النزاع الذي يشهد على الاختلال الخطير في آلية عمل مجلس الأمن، حيث يعطل عضو واحد إرادة كل الأمم، ليس دفاعا عن الحق، بل إقرارا للباطل.




