على بعد زهاء أسبوعين على دخول حرب الإبادة على قطاع غزة عامها الثالث، يواصل الجيش الصهيوني تقتيله للفلسطينيين مرتكبا مزيدا من المجازر في حق الأطفال والنساء، منفذا عمليات نسف جديدة للمنازل وخيام النزوح بغزة في إطار خطته الرامية لتدمير المدينة وتهجير أهلها.
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني استهداف المدنيين الفلسطينيين وتدمير المباني والبنى التحية في قطاع غزة، حيث أفادت مصادر طبية باستشهاد 55 فلسطينيا في غارات صهيونية على القطاع صباح أمس، بينهم 36 بمدينة غزة، واستشهد 8 آخرون من منتظري المساعدات قرب مراكز مساعدات شمالي مدينة رفح.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع عدد شهداء العدوان الصهيوني إلى 65 ألفا و419 شهيدا فيما أصيب 167 ألفا و160 شخصا منذ 7 أكتوبر 2023.
تحذيرات من توقف المستشفيات
وفي شأن متصل، قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن تصاعد العدوان قرب مستشفى الرنتيسي والعيون بغزة أدى إلى توقفهما وجعلهما غير آمنين.
وأوضح غيبريسوس أن المرضى والعاملين أجبروا على الفرار من مستشفى الرنتيسي والعيون بغزة.
يذكر أن مستشفى الرنتيسي هو المستشفى التخصصي الوحيد للأطفال في غزة، ومستشفى العيون كان المرفق الوحيد الذي يقدم رعاية متخصصة في العيون.
هذا وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن تأخر إدخال الوقود يهدد بتوقف مولدات الكهرباء في المستشفيات وتعطيل الخدمات الصحية.
رفـض واسـع للنـزوح
ورغم ضغط الاحتلال الصهيوني على المواطنين من خلال القصف المستمر وتفجير المدرعات المفخخة وسط المباني السكنية في مدينة غزة، أوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن 900 ألف مواطن ما زالوا صامدين في المدينة ومتمسكين بحقهم في البقاء.
وقال مكتب الإعلام الحكومي بقطاع غزة، أمس الأربعاء، إن أكثر من 900 ألف فلسطيني بمدينة غزة يتمسكون بحقهم في البقاء ويرفضون التهجير القسري رغم القصف العنيف وجرائم الإبادة التي ترتكبها القوات الصهيونية.
وأضاف المكتب في بيان: “نؤكد أن أكثر من 900 ألف فلسطيني ما زالوا صامدين في مدينة غزة، متمسكين بحقهم في البقاء ورافضين بشكل قاطع محاولات النزوح الإجباري والتهجير القسري نحو الجنوب، رغم بشاعة القصف وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في إطار تنفيذ سياسة التهجير القسري الدائم، المناقضة لكافة القوانين والمواثيق الدولية”.
وأوضح البيان أن الجيش الصهيوني “يمارس سياسة تضليل ممنهجة عبر الترويج لوجود خيام ومساعدات وخدمات إنسانية مزعومة غير موجودة على أرض الواقع”.
وتابع أن هذه المزاعم “لا يُراد منها سوى دفع السكان المدنيين قسراً إلى مغادرة منازلهم وأحيائهم السكنية”.
وأشار المكتب إلى أن الطواقم الحكومية “رصدت تصاعد حركة النزوح باتجاه الجنوب نتيجة جرائم الاحتلال الوحشية منذ بدء جريمة التهجير القسري”.
وأوضح المكتب أن حركة النزوح القسري من مدينة غزة باتجاه الجنوب، شملت حتى الآن ما يقارب 335 ألف مواطن.
في المقابل، سجلت الطواقم أيضا حركة نزوح عكسي، إذ عاد أكثر من 24 ألفا إلى مناطقهم الأصلية داخل مدينة غزة حتى ساعات مساء الثلاثاء من جنوب القطاع.
ووفقا للإحصاء اليومي الذي يصدره المكتب الإعلامي الحكومي، فقد تعرضت منطقة المواصي في خان يونس ورفح لأكثر من 114 غارة جوية وقصف متكرر من قبل الاحتلال.
وتضم حاليا نحو مليون نسمة وتروّج لها سلطات الاحتلال كمناطق “إنسانية وآمنة”، وقد خلف قصف تلك المناطق أكثر من ألفي شهيد.
من ناحية ثانية، أعلن جيش الاحتلال الصهيوني أمس، عن إصابة عسكري من لواء “جفعاتي”، في اشتباك مسلح شمالي قطاع غزة.
والثلاثاء، قتل ضابط صهيوني برتبة رائد يقود سرية في الكتيبة “77” في معارك شمالي القطاع.




