استطاعت ولاية برج بوعريريج، خلال السنوات الأخيرة، أن تحتل مكانة نموذجية في مجال التصنيع وإنتاج الأجهزة الكهرومنزلية، ساهمت بشكل كبير في تغطية الإنتاج المحلي وتلبية احتياجات السوق المحلية، بل ولوج الأسواق الأجنبية بالشرق الأوسط وإفريقيا وحتى أوروبا.
حققت ولاية برج بوعريريج، خلال السنوات الأخيرة وثبة صناعية مميزة، بفضل ديناميكية الآليات الجديدة التي أتاحها قانون الاستثمار والرؤية التي تبنتها السياسات الوطنية الرامية إلى تشجيع الاستثمار في الصناعات الالكترونية، أهلها لأن تحتل مرتبة ريادية في مجال التصنيع وإنتاج الأجهزة الكهرومنزلية والالكترونية في مختلف العلامات من ثلاجات وأجهزة التبريد وغسالات ومكيفات هوائية وأجهزة الاستقبال الرقمي.
كلها اجهزة مصنعة محليا على مستوى وحداتها الإنتاجية المنتشرة بالمنطقة الصناعية لعاصمة البيبان، تلبي حاجيات السوق المحلية وتطلعات المستهلك المحلي الجزائري المتنامية من حيث جودة هذه المنتوجات ومراعاتها للمواصفات العالمية.
نسبــة إدمــاج تتجـاوز الـ 70 بالمئـــة في مجـــال الإنتـــاج
بالمقابل استطاعت هذه المنتوجات المحلية أن تحقق نسبة متزايدة من حيث نسبة الإدماج تتجاوز الـ80 بالمئة حققتها في عديد الأجهزة الكهرومنزلية، استطاعت من خلالها منافسة المنتوجات الأوربية، والثلاجات والغسالات التي استطاعت المؤسسة من خلالها اقتحام الأسواق الأجنبية، بإطلاق عمليات تصدير عديدة نحو بلدان افريقية وأسوية وحتى أوربية، آخرها إشراف طاقم وزاري على عملية تصدير شملت 45 شحنة من الأجهزة الكهرومنزلية نحو دولة موريتانيا ومصر ودول في الشرق الأوسط.
بالمقابل تتربع ولاية برج بوعريريج على واحدة من أهم المؤسسات الإنتاجية الأساسية الهامة في حلقة تصنيع المنتوج الجزائري، والتي تتضمن إنتاج الضاغطات، باعتبارها شريان الحياة لأي نظام تبريد في مختلف المنتوجات بما فيها الأجهزة الكهرومنزلية، حيث تتجاوز قدرة هذا المصنع 4.7 مليون وحدة الضاغطات سنويا، من بينها 3 مليون موجه للتصدير والباقي موجّه للسوق المحلية، وهو ما يعزز قدرة المنتوج الجزائري على التنافس في الأسواق الإفريقية والعالمية.
هذه الريادة مجال تصنيع الأجهزة الكهرومنزلية والالكترونية التي تحظى بها ولاية برج بوعريريج، تعززت في ميلاد قطب صناعي رائد في مجال الصناعات الكهرومنزلية، حيث لم تكتفي الشركات المحلية المنتجة في تعزيز حضورها في السوق المحلية وحسب، بل سعى أصحاب هذه المؤسسات إلى ترجمة امكانياتهم الصناعية والتكنولوجية إلى الحقيقة من خلال اقتحام الأسواق الأجنبية وتحقيق التوسع في الأسواق الإفريقية والأوربية بما يساهم في تنويع المصادر الوطنية خارج المحروقات.
ويظهر ذلك من خلال العديد من اتفاقيات الشراكة التي أبرمت بموجبها على سلسلة من عمليات التصدير للأجهزة الالكترونية والكهرومنزلية المصنعة محليا نحو عدة دول افريقية والأسواق الأسوية والأوربية، آخرها إمضاء اتفاقية شراكة لتصدير شحنة من المنتجات الجزائرية لدولة إيطاليا لأول مرة، على هامش عملية تصدير 45 حاوية من الوحدات الكهرومنزلية، وعدد من المؤسسات الاقتصادية الناشطة في مجال تصنيع وإنتاج الأجهزة الكهرومنزلية ببرج بوعريريج مؤخرا، نحو دول أجنبية، إفريقيا الوسطى وموريتانيا ودول الشرق الأوسط.
ما يعكس رغبة المنتجين المحليين في مجال التصنيع الالكتروني في اقتحام الأسواق الأوربية والأجنبية، وتوسيع نطاق انتشار المنتوج الجزائري في إفريقيا والعالم، بما يعزز على القدرة لتنافسية المنتوج الجزائري في مجال التصنيع وجودتها في الأسواق الإفريقية والعالمية.
كما يرتقب ـ بحسب القائمين على قطاع الصناعة ـ إطلاق عمليات تصدير أخرى نحو بلدان افريقية وأجنبية، تتضمن منتوجات كهرومنزلية مصنعة محليا من طرف شركات ووحدات انتاجية، نحو بلدان ودول افريقية وأجنبية واعدة، لاسيما بعد إمضاء عديد الاتفاقيات مع الدول الأجنبية آخرها زيارة وفد أجنبي من جنوب إفريقيا على هامش معرض التجارة البينية الإفريقية.
لتضاف إلى اتفاقيات الشراكة الواعدة الممضاة مع 06 دول افريقية تتضمن 04 اتفاقيات تتضمن عقود تجديد مع مصر وتونس والأردن وليبيا، مع إمضاء اتفاقيتين جديدتين مع دول السينغال وكوت ديفوار، وهو ما يعكس مكانة الصناعة الجزائرية وقدرتها التنافسية على الصعيد القاري وحتى الدولي.
