عاشت قسنطينة بالمسرح الجهوي «محمد الطاهر الفرقاني»، على إيقاع آخر نغمات المهرجان الثقافي الدولي للمالوف في طبعته الـ13، التي اختتمت في أجواء مفعمة بالنغمات الأندلسية والمشاعر.
غاص الجمهور، خلال سهرة الاختتام، في عالم من الأصوات الراقية، حيث صدحت نوبات أندلسية، أداها فنانون مرموقون في عرض جسد مرة أخرى قدرة المالوف على التأثير ونقل الأحاسيس وجمع القلوب.
كما تميزت السهرة بحضور وجوه بارزة في هذا الفن، على غرار الفنان توفيق تواتي الذي قدم أداء رائعا اتسم بالإتقان والحس المرهف، أبرز من خلاله موهبته وجمال هذا الفن الراقي، لاسيما في أدائه للأغنيتين «يا غزالي يا مليح» و»نور عيني أنت غزالي».
أما الفنانة التونسية سيرين بن موسى فقد أبهرت الجمهور برهافة أدائها ومهارتها الفنية، حينما غنت ضمن طبع «لحسين» المعروف ببعده الروحي والعاطفي قطعا متميزة، مثل «الكون إليكم مشتاق» و»زاد النبي وفرحنا به» و»حرمت بك نعاسي».
كما ألهبت الفنانة الجزائرية فلة عبابسة الركح بأدائها الأصيل والمفعم بالإحساس مقدمة عرضا كان في مستوى أرقى السهرات، نقلت من خلاله الحضور إلى عالم موسيقي راق.
وقد انضم إليها الفنان عدلان الفرقاني على الركح ليقدما معا لحظة موسيقية لا تنسى، حينما أديا سويا المقطوعة الشهيرة «بالله يا حمامي»، وهي من الكلاسيكيات الأندلسية، وذلك في نسخة مؤثرة نالت تصفيقات حارة من الجمهور.
وعرفت سهرة الاختتام كذلك، حضور الفنان الكبير أحمد عوابدية الذي تعذر عليه الصعود إلى الركح لأسباب صحية. كما تم إجراء اتصال هاتفي مباشر مع شيخ المالوف سليم الفرقاني، الذي لم يتمكن بدوره من الحضور بسبب وضعه الصحي.
وبمناسبة اختتام الطبعة الـ13 للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف الذي نظم في الفترة من 20 إلى 24 سبتمبر الجاري بالمسرح الجهوي «محمد الطاهر الفرقاني»، تم تكريم الفنانين الذين شاركوا في إحياء حفلات المالوف المنظمة عبر عدد من ولايات الوطن في إطار هذا الحدث الفني.
