دعم رؤية الرئــيس لتعزيز الأمن الغذائي عبر الفلاحـة الرقميــة
تسعى الجزائر بخطى ثابتة نحو تعزيز الأمن الغذائي، من خلال تبني الفلاحة الذكية والمستدامة، في إطار رؤية وضعتها الدولة بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وفي هذا السياق، برزت منصة «فلاحة تك» كمبادرة رقمية شبابية تهدف إلى دعم الفلاح الجزائري وتعزيز الإنتاج الوطني عبر إدماج الحلول التكنولوجية الحديثة.
أكدت مروة الحقاوي، مديرة المنصة ومهندسة في تخصص الإنسان والبيئة والإقليم، أن الحقول الجزائرية شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا وارتفاعا في الإنتاجية، خاصة في المساحات المسقية، بفضل السياسات الفلاحية الوطنية التي وضعت الأمن الغذائي في صميم أولويات الدولة. وقالت الحقاوي «في فلاحة تك نعمل على دعم رؤية الرئيس تبون عبر إدماج الحلول الرقمية والتكنولوجية لخدمة الفلاح الجزائري وتعزيز الإنتاج الوطني».
وأوضحت الحقاوي أن منصة «فلاحة تك» أطلقت رسميا سنة 2025 بمبادرة شبابية تحت إشرافها، وبمرافقة المهندسين دبوز محمد أمين وبوسنة أسامة كمديرين تقنيين. وتقدم المنصة خدماتها مجانا لمدة شهرين كمرحلة تعريفية، قبل اعتماد اشتراكات مدفوعة تتناسب مع قدرات الفلاح لضمان استمرارية المنصة وتحسين الخدمات.
وتعمل المنصة مع شركاء مختصين في خدمات حفر الآبار، تحاليل التربة والماء، المنتجات العضوية، وخدمات الجيوموبران. وتهدف إلى تقديم حلول سهلة وبسيطة، متاحة على الهاتف النقال وباللغة العربية، لتسهيل استعمال الفلاح البسيط دون أي تعقيدات.
وسجلت المنصة حتى الآن أكثر من 60 فلاحا في التجربة الأولى، مع خطة لتوسيع التجربة لتشمل آلاف الفلاحين عبر مختلف ولايات الوطن. وقالت الحقاوي «هدفنا ليس مجرد توفير خدمات رقمية، بل مرافقة الفلاحين خطوة بخطوة لفهم واستعمال التقنيات الحديثة في تسيير أراضيهم ومحاصيلهم».
وتعتمد المنصة على حلول رقمية متعددة، أبرزها «فلاحة سمارت»، التي تستخدم صور الأقمار الصناعية لتحديث حالة الأرض والمحاصيل كل خمسة أيام. تقوم الخوارزميات بتحليل مؤشرات مثل الرطوبة، الغطاء النباتي، نمو المحاصيل والكشف المبكر عن الأمراض، لتقديم توصيات دقيقة حول الري والتسميد والعمليات الفلاحية اللازمة. كما توفر المنصة إمكانية ربط مباشر بالسوق عبر «فلاحة ماركت»، الذي يمكن الفلاح من شراء مستلزماته وبيع إنتاجه مباشرة، ما يقلص الوسطاء ويضمن أسعارا عادلة. ويقدم «فلاحة بروكس» خدمات حفر الآبار، تحاليل التربة والماء، المنتجات العضوية وخدمات الجيوموبران، مع متابعة شاملة للمزرعة عن بعد عبر الهاتف النقال.
وبفضل هذه الخدمات، تقول الحقاوي «يتمكن الفلاح من زيادة الإنتاجية عبر التدخل في الوقت المناسب، تقليل التكاليف باستخدام المياه والمدخلات بشكل ذكي، وتحسين جودة المحصول. كما تساهم المنصة في تمكين الفلاح من اتخاذ القرارات بسرعة وكفاءة من خلال التنبيهات والتوصيات الرقمية». وعن أهداف المنصة، أوضحت الحقاوي أن المدى القصير يتمثل في رفع مردودية الفلاحين، تقليص الخسائر، واستعمال أمثل للمياه والمدخلات، بينما يركز المدى الطويل على بناء منظومة فلاحية ذكية تعتمد على البيانات والمعطيات العلمية، ما يعزز الاكتفاء الذاتي ويقلل التبعية للاستيراد.
ورغم أن المنصة لم توقع بعد شراكات رسمية، أكدت المتحدثة على أهمية التعاون مع وزارة الفلاحة والري والصيد البحري وكافة المؤسسات الداعمة لتعميم الحلول الرقمية الميدانية، بما يضمن استفادة كل فلاح جزائري وتحويل هذه المبادرة إلى أداة وطنية تساهم في الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي. وقالت «هدفنا ليس فقط توفير خدمات رقمية، بل مرافقة الفلاحين خطوة بخطوة لفهم واستعمال التقنيات الحديثة في تسيير أراضيهم ومحاصيلهم».





