واصل الاحتلال الصهيوني غاراته على قطاع غزة ونفذ أحزمة نارية حصدت عشرات الشهداء والمصابين، وسط تفاقم مأساة التجويع، حيث أعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس وفاة رضيع نتيجة سوء التغذية ونقص العلاج.
أعلنت كتائب القسام انقطاع التواصل مع أسيرين صهيونيين نتيجة عمليات الاحتلال التي وصفتها بالهمجية في حيي الصبرة وتل الهوا بمدينة غزة.
سياسيا، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -في تصريحات إعلامية وأخرى نشرها عبر منصة “تروث سوشيال”- تفاؤله بالتوصل لاتفاق يتعلق بقطاع غزة وسط تواصل المفاوضات، معربا عن أمله بأن يجلب السلام إلى المنطقة، وذلك قبل اجتماع جمعه مع رئيس الوزراء الصهيوني.
حصيلــة الإبـادة تتجـاوز 66 ألــف شهيـــد
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس الإثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الجماعية إلى “66 ألفا و55 شهيدا و168 ألفا و346 مصابا” منذ 7 أكتوبر 2023.
وقالت الوزارة في بيان إحصائي يومي، إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 24 ساعة الماضية “50 شهيدا و184 مصابا” جراء استمرار الهجمات الصهيونية.
وأكدت الوزارة وجود ضحايا تحت ركام المنازل المدمرة وفي الطرقات حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
وذكرت أن حصيلة الضحايا من منتظري المساعدات ارتفعت منذ 27 ماي الماضي إلى “ألفين و571 شهيدا، و18 ألفا و817 مصابا”.
وأشارت إلى أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات 24 الماضية “5 شهداء و48 مصابا” من منتظري المساعدات.
انهيـار منظومـة العمـل الإنسـاني
هذا، وأفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد 23 فلسطينيا بنيران الاحتلال صباح أمس، بينهم 21 في مدينة غزة، في حين تشهد المدينة انهيارا كبيرا في منظومة العمل الإنساني.
وقال مراسلون إن قوات الاحتلال نسفت مباني سكنية شمال مخيم الشاطئ غرب المدينة.
ولوحظ في أجواء مدينة غزة تحليق مكثف للمسيرات الصهيونية، وسط إطلاق نار في محيط مجمع الشفاء الطبي.
وكانت قوات الاحتلال قد نفذت الأحد أحزمة نارية في محيط مستشفى الشفاء.
ونشرت المواقع صور خاصة توثق لحظة تدمير برج مكة، في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة، بعد أن قصفته طائرات حربية أمس الأول.
من جانب آخر، أفاد مراسلون بتقدم عدد من الآليات العسكرية قرب مقر الأمم المتحدة في شارع النصر، غربي مدينة غزة.
كما أفادوا بأن غارات الصهيونية دمرت عددا من المنازل في منطقة التوبة، بحي الدرج شرقي مدينة غزة. ولم يمهل جيش الاحتلال سكان المنازل والنازحين إليها، ولم يعطهم الوقت الكافي لأخذ مقتنياتهم قبيل تدميرها.
المساعـدات لا تكفي
موازاة مع ذلك، كشف رئيس “شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية” في غزة أمجد الشوا أن المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات.
وأكد، أن الاحتلال يجبر المواطنين على النزوح بحرمانهم من الخدمات الأساسية.
في السياق ذاته، قال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن مدينة غزة تعيش انهيارا كبيرا في منظومة العمل الإنساني، محذرا من أن الوقود سينفد خلال 48 ساعة.
وأضاف أبو حسنة أن المجاعة انتقلت مع النازحين إلى الوسط والجنوب، حيث يبيت عشرات الآلاف من النازحين في الشوارع، بلا خيام أو مأوى.
تعديـلات تفـرغ خطــة ترامــب مــن مضمونهــا
من ناحية ثانية، وبينما ينظر البعض بعين التفاؤل لإمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي مأساة غزة، فإن كثيرين يعتقدون بأن متطرفي الكيان الصهيوني يعملون على إفراغ خطة ترامب من محتواها الإيجابي وذلك من خلال إصرارهم على فرض تعديلات تفخخ الخطة وتجعلها مليئة بالألغام بشكل يصعب تنفيذها.
ويتجلى هذا التفخيخ من خلال تحديد وزير المالية الصهيوني، المتطرف بتسلئيل سموتريتش، لستة “خطوط حمراء” قال انه يجب عدم التنازل عنها.وتتمثل هذه الخطوط كما قال: “أولا، خروج حقيقي وكامل لحماس من غزة، وتفكيك كامل لجميع البنى التحتية للمقاومة فوق الأرض وتحتها”.
«ثانيا، سيبقى الجيش الصهيوني دائمًا في محيط غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا، وسيحافظ على حرية العمل العملياتية الكاملة في جميع مناطق قطاع غزة”.
ثالثا: “لن يكون هناك أي تدخل للسلطة الفلسطينية في غزة، لا اليوم ولا في المستقبل، لا صراحةً ولا ضمناً”.
وفي تحد للمجتمع الدولي، حدد سموتريتش شرطه الرابع بالقول: “لن يكون هناك أي ذكر، ولو تلميحا، لدولة فلسطين من شأنها أن تُهدد وجود الكيان الصهيوني، إذ يجب سحب فكرة دولة فلسطين من على الطاولة إلى الأبد”.




