أكد المخرج والممثل المسرحي هارون الكيلاني في حديث لـ “الشعب” عن واقع المسرح والحركة النقدية بشكل عام، بأنها لا تزال تتسم بالسطحية، بالنظر إلى ما هو موجود اليوم من أعمال في مجال أبي الفنون، لاسيما وأن جل المساهمات والمحاولات النقدية ـ يقول ـ والتي نجدها أو نشاهدها اليوم في مختلف المنابر، تفتقر إلى العمق والدقة وتقتصر في اهتماماتها على الجانب الدرامي دون الغوص في أركان العملية المسرحية.
على حد وصف الكيلاني، تفتقر الساحة المسرحية إلى دراسات نقدية تهتم بالعناصر المكونة للعمل، على غرار النص، أداء الفنانين، ردة فعل الجمهور وغيرها، مشيرا إلى أنها خطوة أساسية وضرورية لتطوير العملية المسرحية، مشددا في ذات السياق، على أهمية النقد ودوره في الارتقاء بأبي الفنون، من خلال إحداث التواصل بين العمل الأدبي أي النص المسرحي والأداء المسرحي، انطلاقا من الكتابة واللغة والأدب وصولا إلى الأداء وكل ما هو مادي في العمل المسرحي، مع التعمق في دراسة السياقات التي تجمع بين ما هو مكنون في النص المسرحي، مثل العناصر التي تساهم في إحياء النص من جديد وإخراجه، وغيرها من عناصر النقد المسرحي التي من شأنها أن تسهم في تطوير أبو الفنون.
و دعا الكيلاني إلى ضرورة العودة إلى أرشيف النقد الجزائري في المسرح والابتعاد قدر الإمكان عن نقد السلبيات في العروض، وقال: “نحن بحاجة إلى انفتاح الجامعة على الممارسة المسرحية، واهتمام الممارسة بالنقد الأكاديمي الذي هو غائب اليوم، وعليه أن يعود بقوة، حتى نواكب الموجة الجديدة التي يعيشها العالم في تفكيك العروض والمسرحيات سواء بما يتعلق بالنص أو العرض.





