الجامعــات وسّعــت الابتكــار وربطــت الطلبــة بالمحيــط الاقتصــادي ^ مرافقـة عمليـة تربـط التمويـل بالتكويــن وسلاســـل الإنتــاج
أجمع المتدخّلون في ندوة نظمت، أمس، بالمعهد التكنولوجي المتخصّص في تكوين التقنيّين في الخضروات والزراعات الصناعية بهراوة، ضمن اليوم التفاعلي للأسبوع العالمي للمقاولاتية، على أهمية المقاولاتية كأداة أساسية لتعزيز الابتكار ودفع عجلة التنمية الاقتصادية بين الشباب الجزائري، مؤكّدين بأنها ضرورة استراتيجية لتحويل الأفكار إلى مشاريع فعلية.
أكّد ممثل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، بن عيسى طارق في تدخّله بالمناسبة، أنّ الجزائر تحتفل هذا العام باليوم العالمي للمقاولاتية بمشاركة أكثر من 100 ألف شابّ من مختلف ولايات الوطن، وهو دليل على الإرادة السياسية الصادقة للدولة في دعم المبادرات الشبابية وتشجيع الابتكار، وأضاف أنّ التجربة الجزائرية في دعم المؤسّسات الناشئة، أثمرت نحو ألفي مؤسّسة ناشئة حاصلة على الوسم الرّسمي، بينها 160 مؤسّسة متخصّصة في التكنولوجيات الفلاحية، ما يعكس الحيوية المتزايدة لهذا القطاع، كما أبرز أنّ الدولة قامت بإصلاحات شاملة لتطوير المؤسّسات المصغّرة، اعتمادا على منهجية جديدة في التمويل والمرافقة، تركّز على توجيه وإرشاد الشباب بدل الأساليب التقليدية.
وأشار بن عيسى إلى أنّ تسريع إنشاء المؤسّسات الناشئة يمرّ عبر آليات عملية، تشمل التكوين المتخصّص، الاستشارات التقنية، تسهيل الوصول إلى التمويل المبتكر، وربط المشاريع بسلاسل الإنتاج الفلاحي، ما يسمح للشباب بتحويل أفكارهم إلى مشاريع مستدامة تلبّي احتياجات السوق وتعزّز الأمن الغذائي الوطني، مؤكّدا أنّ الهدف الأسمى هو خلق بيئة حقيقية تدعم الابتكار، وتضمن استمرارية المشاريع الناشئة وقدرتها على المنافسة في السوق.
ومن جهتها، أكّدت ممثلة مركز تطوير المقاولاتية بالمدرسة العليا للفلاحة بالحراش، أنّ هذه المراكز لعبت دورا محوريا في نشر ثقافة المقاولاتية الفلاحية داخل الوسط الجامعي، من خلال مرافقة الطلبة والمتربّصين في تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتطبيق، وأوضحت أنّ المركز وفّر برامج تكوين متخصّصة في الابتكار الزراعي، ورشات تطبيقية، واستشارات مباشرة مع الخبراء، إضافة إلى ربط الشباب بالمؤسّسات الاقتصادية العمومية والخاصة لفهم حاجيات السوق وتطوير حلول مبتكرة، كما لفتت إلى ارتفاع عدد المشاريع التي انتقلت من مجرّد أفكار أولية إلى مبادرات فعلية، بفضل المتابعة المستمرة والدعم المنهجي، مؤكّدة أنّ الهدف هو تكوين جيل من المقاولين الشباب القادرين على اقتحام عالم الفلاحة بطرق حديثة وفعّالة.
من جانبها، أكّدت ممثلة A Aventure أنّ المؤسّسات الداعمة للمقاولاتية لعبت دورا أساسيا في تعزيز روح الابتكار لدى الشباب، من خلال توفير فضاءات التجريب، والمرافقة المستمرة من مرحلة الفكرة إلى المشروع المستدام.
وأوضحت أنّ A Aventure قدمت برامج تكوين موجّهة، واستشارات تقنية، وورشات تطبيقية تساعد الشباب على اكتساب مهارات التسيير والتفكير الرّيادي، مع التركيز على القطاع الفلاحي الواعد. وشدّدت على أهمية تعزيز الشراكات بين الفاعلين الاقتصاديّين ومؤسّسات التكوين، لتمكين المشاريع من الاندماج في السوق وتحقيق استدامتها، مؤكّدة أنّ الاستثمار في قدرات الشباب هو الرّكيزة الأساسية لأي تنمية اقتصادية مستقبلية.
وختم المشاركون فعاليات اليوم التفاعلي بالتأكيد على أنّ تعزيز ثقافة المقاولاتية بين الشباب ليس خيارا بل ضرورة استراتيجية، لما لها من أثر مباشر في تحريك عجلة الابتكار وخلق فرص عمل جديدة، خصوصا في القطاع الفلاحي الذي شهد أمس ديناميكية متزايدة.
وشدّدوا على أهمية مواصلة الجهود المشتركة بين الدولة، المؤسّسات التكوينية، ومراكز الدعم، لتوفير بيئة محفّزة وآمنة للتجريب والتعلّم، وتمكين الشباب من تطوير مشاريع مبتكرة قابلة للاستدامة، بما يُسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويعزّز الأمن الغذائي الوطني.


